دعا د. عوض أحمد الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني إلى ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات الإسلامية في العالم لتفادي المشكلات التي تواجه دنيا المال، وقال لدى مخاطبته أمس المؤتمر الدولي الرابع للصيرفة الإسلامية والتمويل الإسلامي الذي نظّمه المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية بالتعاون مع بنك السودان المركزي بقاعة الصداقة بالخرطوم لا بد من وجود اتصال مباشر بين المؤسسات الإسلامية وتلاقح الأفكار لتطوير النظام الإسلامي، وأضاف أن السودان استطاع أن يجود هذا النظام من جانبه أوضح د. صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان المركزي أن الصيرفة الإسلامية تعاني من مشاكل ومصاعب عديدة وطالب بضرورة تطوير المصارف الإسلامية حتى تتمكن من إدارة المخاطر التي تواجهها والتي تختلف في نوعيتها وطبيعتها عن المخاطر التي تواجه المصارف التقليدية إضافة الى تطوير الأطر الرقابية وتوحيد ما بين الدول بحيث تكون مراعية لصيغة العمل المصرفي الإسلامي ومتلائمة مع خصوصياته وأبان د. صابر أن معظم المؤسسات الإسلامية تعمل في أطر رقابية لا تساعد في خلق مناخ صحي لعمل المصارف الإسلامية مما جعلها في وضع أصعب لا تستطيع معه أن تنافس المصارف التقليدية واستشهد بمشكلة إدارة السيولة وتوفرها للمصارف الإسلامية وآليات تنفيذ دور المقرض الأخير في مواجهة البنوك الإسلامية وأكد محافظ بنك السودان أنه لا يوجد اتفاق بين هيئات الرقابة الشرعية لذلك فإن المنتجات والعقود التي تجاز وتقبل من الناحية الشرعية إذا تم التعامل معها في بلد ليس بالضرورة أن تقبل في بلد آخر فأحيانا يشكك في شرعيتها بل ويتم تحريمها وشدد على ضرورة معالجة القضايا التي تُعيق عمل المصارف الإسلامية حتى يتم تحقيق النمو المضطرد في هذا النظام بتكامله عبر الدول وتمكينه من المنافسة مع النظام المالي الدولي، وفي السياق أوضح الخبير الاقتصادي د. عبد الرحيم حمدي أن المصارف الإسلامية لم تتأثر تأثرا كبيرا بالأزمة العالمية لأسباب عديدة منها أنها حظيت باهتمام دولي في الفترة الأخيرة إضافة لوجود استثمارات حقيقية تمنع شراء الديون والربا. ودعا لتبني آليات قانونية تسمح بإصدار آليات وأدوات تمويل إسلامية وأشار الى أن عدد المتعاملين مع تلك البنوك قليل لمطالبتها بضمانات عالية وطالب بضرورة اتجاهها لإعادة التمويل بالمشاركة والمضاربة وإعطاء العملاء تمويلا طويل الأجل وبضمانات. من جانبه أكد بروفيسور يوميانق المدير العام للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب على أهمية تطوير النظم الإسلامية، مشيرا إلى أن العالم يعيش مشاكل مالية كبرى مشددا على ضرورة تهيئة الأجواء لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعترض المؤسسات المالية الإسلامية، مشيرا الى الدور الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسات.