في مناسبة اجتماعية تخص احد اقربائي من الدرجة الأولى في جدة وجدت نفسي محاصرا بمئات الوجوه من أبناء أهلي وبلدياتي كبار وصغار ، بعض هؤلاء لم التقيهم من قبل أو ربما التقيتهم ولكن ذاكرتي الغربال نسيت ملامحهم وعشت حينها لحظات من الحرج وانا احاول تذكرهم أو حتى تشبيههم لابائهم ، الحاجة التجنن والامر العجيب ان بعضهم كان يصر اصرارا عجيبا لكي اجهد ذاكرتي المجهدة أصلا لتذكرهم ، ورغم إنني بليد في الهروب من المواقف الصعبة مثل بلادة السياسيين في السودان في احتواء خصومهم فقد كنت اتحجج لهم ان ذاكرتي أصبحت مثلا الغربال وانها شاخت ولم تعد كما كانت في السنين الخوالي ، غير ان كل هذه التبريرات لم تشفع لمحسوبكم العبد لله فاصبحت متهما بجناية النسيان ، الله يخرب عقلك ، بالمناسبة بعض الذين التقيتهم في تلك المناسبة روي حكايات عن طفولتي الشقية وعفرتتي وسلخي للفئران في درب ساقية كجوك البحري ، ( يقرفك يا مقرف ) ، المهم قاتل الله النسيان ولو كان النسيان رجلا لقتلته رغم إنني لا استطيع قتل نمله أو حتى بعوضه ، الآن بعد ان طارت الطيور الانتخابية المحظوظه بارزاقها أخشى ان ينسى أصحاب الحظوة من الفائزين في الانتخابات هموم المواطن الغلبان والاجندة المتعلقة بالامن وبسط السلام ومحاربة الفساد والحفاظ على لحمة الوطن متماسكة ، وحتى لا يشعر أصحابنا الفائزون بالحرج من الذين صوتوا لهم اقترح عليهم استعارة ( ذاكرتي ) الخربانه ، وقطع شك اذا امتلك الفائزون الذاكرة ( العبد العالية ) فسوف يخرجون من ملاحقات الناخبين كما تخرج الشعرة من العجين ، المهم اتصور ان اعتماد سيناريو النسيان في السودان في هذه الايام المفصلية من عمر الوطن من الاهمية بمكان ، ربما ينطلق زول أهوج أو زوله شريرة مثل الصاروخ ويسددون لكمات خطافية إلى العبد لله لانه يدعو إلى النسيان ، فضلا تمهلوا والزموا ( الجابرة ) ، صاحبكم يدعو ان يصاب جميع المشتغلين بالِشأن السياسي كبيرهم وصغيرهم بفيروس النسيان ، نحن احوج شعب للنسيان ، فنسيان الاحقاد ونسيان اللغة الخطابية والكلمات الحجرية حاجة مهمة جدا ، وحتى نكرس النسيان في وجدان الأخوة الاعداء ادعو إلى أقامة مؤتمر قومي كبير تحت شعار ( يا ناسينا ومجافينا ايه اللي فكّرك فينا ) على ان تتم دعوة قيادات الأحزاب كافة ورجال الفكر والقانون والدين والصوفيين وعلماء النفس والاجتماع لمناقشة اوراق عمل تتعلق بكيفية دعم سيناريوهات النسيان في السودان ومن عندياتي ارشح منسي بن المنسية مقررا لهذا المؤتمر مع ضروة ابعاد اصحاب العضلات والعنتريات التي ما قتلت ذبابه من التحدث في هذه التظاهرة السودانية الكبيرة حتى لا يشعلون نيران الفتن ، طبعا اذا تناسى الاخوة الاعداء الاحقاد وبريق السلطة التي يسيل لها اللعاب ربما نصنع سودان جديد ، سودان ينسى الماضي الاليم ويعيش لحاضر مغاير ، نعم مغاير ، قوم تغير عليك الوحوش قال مغاير قال .