حاد المريخ عن المسار الصحيح بدوري أبطال أفريقيا وهو يودعها من دور الستة عشر أمام الترجي التونسي، على خلفية التعادل الإيجابي بين الفريقين في إياب هذا الدور والخسارة بثلاثية نظيفة على ملعب رادس في الجولة السابقة.. وقد لعب النقص الهجومي دوراً مؤثراً في إحالة المريخ للبطولة الأفريقية الثانية بعد أن فقد الأحمر خط هجومه بالكامل في تلك الجولة جراء إصابة الثنائي هيثم طمبل وكلتشي أوسونو وجلوس عبد الحميد السعودي على دكة البدلاء وهو يعاني من الإصابة أيضاً.. لم يكن هناك خيار أمام جوزيه لويس كاربوني المدير الفني للمريخ غير الدفع بالجناحين الأيمن والأيسر راجي عبد العاطي ومصعب عمر كمهاجمين صريحين لسد النقص الذي خلفه فقدان طمبل وكلتشي.. وقد قدم لاعبو المريخ مستوى مميزاً طوال زمن الجولة، إلا أن الفريق افتقد المهاجم القناص ليحيل حياة لاعبي الترجي التونسي إلى جحيم في تلك الليلة، وانقلبت بالتالي الآية وتمكن التوانسة من خطف بطاقة العبور لمرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا وسط حسرة الجماهير التي احتشدت بكميات مهولة ملأت مدرجات ملعب القلعة الحمراء الذي يتسع ل(42) ألف متفرج، ولم يصمت هدير تلك الجماهير حتى نهاية الجولة، على الرغم من السلوك المرفوض منها عندما حصبت لاعبي الترجي والحكم بالحجارة، الشيء الذي سيكلف المريخ الكثير من الأموال حال فرضت عليه غرامة من الكاف، وفق تقرير حكم ومراقب المباراة، وربما حرم الأحمر من المساندة الجماهيرية بالبطولة الكونفيدرالية في دور الترضية المقبل.. وقد خرج المريخ من الجولة الأخيرة بدوري أبطال أفريقيا بأكثر من فائدة، أفضلها تمثل في اكتشاف قوة المدافع ألوا غاسيروكا وإقناعه لمن شكك في مقدراته الدفاعية، وكان أفضل اللاعبين على الإطلاق، حيث تمكن من قطع الكرات من أمام مدافعي الترجي بمنتهى العقلانية وبقوة كبيرة، خالية من الأخطاء.. من جانبه أعلن كاربوني رضاه التام عن لاعبيه وقال إنهم قاموا بما يليهم من واجبات داخل الملعب، إلا أن النقص حرم فريقه من تحقيق الانتصار، مؤكداً أن التعويض سيكون في البطولة التالية.. وأثنى البنزرتي مدرب الترجي التونسي على مجهودات المريخ، وقال إن الفريق الأحمر يمكنه الحصول على البطولة الكونفيدرالية حال زاد من مجهوداته قليلاً، لأنه يعتقد أن المريخ يملك مقومات فريق البطولات، ويتوقع له آداء أفضل في البطولة الكونفيدرالية.