يكذب من يظن أن الأستاذة سامية أحمد محمد إن تقرّر في التشكيل الجديد استمرارها في وزارة الرعاية الاجتماعية ستضيف جديداً.. نعم إنها نشطة وتمتلك قدرة للحركة وإنها قد حققت نجاحات لا نتجاهلها في وزارة الرعاية إلا أنها لطول مدتها فيها صارت تكرر نفسها وهذه حقيقة لا نلومها عليها ونعترف بأنها أعطت كل ما عندها وإن سنة الحياة التغيير والتحريك، الشيء الذي قد يجعل أي إصرار على استمرارها خصماً عليها وعلى الوزارة التي ستكرر فيها تجربة عهودها السابقة ومثلها لابد من إعادة النظر في البقاء الطويل لغيرها من الوزراء بل ومديري المؤسسات فالأستاذ كمال علي مدني مدير المعاشات طوّل جداً في موقعه لتتقاعد خلال عهوده أجيال وأجيال إلا هو الذي قدم كل ما عنده وبقيت المشكلات التي استعصت عليه صامدة غير قادر على حلها والتي بالقطع سيُرحلها معه أن بقي في وقت يتطلع فيه المعاشيون الذين صوتوا للرئيس للحلول وللجديد وكذلك حال د. أزهري التجاني في الإرشاد وآخرين كُثر في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة والذين تحتاج التجربة الجديدة إلى تحريكهم من مواقعهم خاصة وأن التجربة القادمة يريد الشعب الذي جدد ثقته في الرئيس وفي حزبه أن يقود الرئيس فيها سفينة قادرة على السير بلا بطء وبلا معوقات وبلا دوران حول نفسها.. فالأستاذ محمد الشيخ مدني الذي أُعيد لبرلمان الخرطوم لا نحتاجه في البرلمان لمرة ثالثة وكأن الولاية ليس بها غيره وكأن الآخرون لاثقة فيهم ليأتوا لتجديد منهج إدارة البرلمان حتى يكون برلماناً حياً وفاعلاً ومفيداً فكذلك نخطي لو أعدنا الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر ولم نفتح المجال لغيره ليقود البرلمان في العهد الجديد.. ومن هنا نقول إن المرحلة تقتضي التغيير مع إدراكنا لصعوبة ذلك وفقاً لطريقة ومنهج مطابخ القرار التي اعتادت أن تعيد الوجوه ذات الوجوه وتصر على تكرار التجارب. وأحسب أن التشكيل هذه المرة يصبح فاعلاً ومطلوباً لو جاء استثنائياً في كل شيء حتى في طريقة الاختيار والتحريك فليت القرار هذه المرة تشكله مجموعة محددة يرأسها المُشير البشير بنفسه وتضم الأستاذ علي عثمان ود. نافع وكفى.. فهذه المجموعة التي عرفت عند الجميع بالتجريب والتي يشكّل فيها الرئيس روح الانفتاح نحو الآخرين والأستاذ علي عثمان عمق الرؤية الثاقبة لإستراتيجية المرحلة وقدراتها المطلوبة ويمثل د. نافع فيها رجل المعلومة والقريب العارف بقيادات الحزب.. تكفينا ضغوط الذين يكونون في مراكز ومطابخ القرار فيؤثرون أو بالأحرى تتم مجاملتهم تحت عيونهم وأسماعهم فيأتون بعيداً عن تطبيق المعايير عليهم وبعيداً عن تنفيذ متطلبات رجال و نساء المرحلة في كل موقع عليهم. كما أنها بمقدورها إبعاد الذين طوّلوا بدلاً من المنهج السابق الذي يكون فيه داخل المطابخ من طوّلوا فلا ينظرون إلى أنفسهم بل الأحرى يتجاوزن هذه الحقيقة ويأتون بأنفسهم مكررين الوجوه والتجارب. أخيراً: أنا مع تضييق دائرة صنّاع القرار في هذه المرة وفي ظل الظروف الاستثنائية الحالية التي تمر بها البلاد حتى لا يشارك فيه من يتطلعون للمناصب الوزارية فيعملون من الداخل فيأتي التشكيل القادم بلا جديد وفق ما أشرنا إليه أمس بناء على الطريقة السابقة وحسبما أعتاد الناس في كل مرة ويتوقعونه في المقبلة.