أخي مؤمن كل تحية دون المقام التمس العفو والعذر.. فأنا أمام أديب تنام الحروف تحت وسادته وتتكون الكلمات من شهيقه.. ويسكب القلم على القرطاس حكمة الزمان لرجل من زمان رائع جميل ولى.. فيا عاشق الكلمة والحرف والمسكون بحب أم در.. وما أروع أم در عند عبدالله أحمد زين وأحلاها في حي العرب، وأجملها في حي المسالمة.. دعني أيها الرائع أن أخاطبك.. فأنا قلم حزين في بلد العَالِم فيه يُذل.. فقد تغيرت صورة الصدق والأمانة والشرف والمثل والموروثات التي رضعناها من ثدي الزمان الذي صنعه الرجال الأوفياء فأكرمونا بالتربية والعلم ويا حسرتي على زمن ولى.. الصحافة عندي تمثل الوسيلة الأساسية للحوار والتشاور وتقديم المشورة وحلقة وصل بين القراء.. تدافع عن الحق.. وتكشف فساد المفسدين واستهتار المستهترين بالقيم.. والعلماء في بلدي ثروة قومية لها دورها الفعال في عملية بناء الأمة.. وقد أكرمنا الله سبحانه فكيف يتعامل المخلوق بما يخالف نواميس الحياة.. ولكنهم وللأسف مهانون وأظنك أخي تعلم موضوعي.. موضوع العربة والبنك والشركة- الذين باعونا الترام والعربة مازالت لديهم منذ سبعة أشهر وما زلت أسدد الأقساط.. فالشيكات سيف مسلط على رقبتي.. وقد باعوني وبمشهد من الأستاذة هنادي التي كلفوها بإجراء تحقيق بشأني.. لقد تبنت «آخر لحظة» قضيتي ومشكوراً الأخ عبد العظيم صالح الرجل الكاتب الإنسان والصحفي الكبير الذي جعل من قضيتي قضية رأي عام.. وشكري للأخ مصطفى أبو العزائم فلم يقصر الرجل ولكن أين أنت أيها الأديب الفنان وزميلك وشقيقك وابن مدينتك تسلب حقوقه ويزج به في السجون ويتعرض للإهانة والإذلال في حقه.. ألا يعرفون أن الأستاذ الجامعي من الزمن الرائع الذي ولى.. عملة نادرة لا تتوفر في هذه الأجيال.. ألا يعرفون أن العلماء أمناء على مصالح الأمة.. الحقائق مؤلمة والفساد مستمر.. وقد دفعنا العمر سجوناً ومعتقلات من أجل عزة الشعب- تغنينا لأكتوبر.. وأسعدتنا أبريل.. ثم نعيش الآن في الزمن الضائع من العمر.. قلمكم يا سيدي كالريح العاصفة.. وكالأمواج المدفوعة.. فلماذا لا تساندني في قضيتي.. وتفتح لها النوافذ.. وتدين السلوك المشين. أنت يا شقيقي تمتلك قدرة على التعبير.. وموهبة صادقة وتمتاز بالصدق في الكلمة والإخلاص لأحبابك.. فأنت ثابت على المبدأ.. فقلمكم يسعى دوماً لتحطيم القيم الزائفة والمفاهيم البالية.. وتسعى لفتح النوافذ لرياح التجديد لتكنس الفساد والمفسدين. فأرجو في ختام كلماتي أن تعذرني وأن تعفو عن تطاولي.. فأنت شامة أم درمان.. وحامل ميراث ثقافتها.. وأنت في اعتقادي وريث ثقافة الندوة الأدبية بروعة عبدالله حامد الأمين.. وأنت مثلي مدمن بالدوش وعاشق لسوداني الجوه وجداني.. وأنت يا عزيزي تنشد معنا.. هتف الشعب من أعماقه التغيير واجب وطني.. مثلما نغني اليوم سيد نفسك مين أسيادك.. فهل يسودنا ويزج بنا في السجون طبقة الفساد والمفسدين. أيها الرائع على حروف مقالاتك استظل بها ساعة القيلولة.. فاترك لك كلماتي علني مع إخوانك بالصحيفة تجد لي فرجاً والله المستعان. أخوك د. يحيى التكينة أستاذي د. التكينة.. وها هي كلماتك.. وهي تستمطر.. الدموع من صم الحجارة.. غداً.. أتوسد مع أحبتي.. من مظاليم الوطن.. نيران وحجر الظلم.. الذي حتماً يشعل يوماً.. الحريق.. لتصفو الحياة بعد كدرتها.. وحتماً.. كل دور اذا ما تم ينقلب..