وتحدثنا بالأمس.. عن التصريحين.. وهما يرسمان.. ألف علامة استفهام في سماء الوطن الذي.. بتنا لا نعرف.. الى أين تسير مركبه.. وتلال العجب والدهشة.. أن التصريحين المتناقضين المتصادمين.. انطلقا من نفس المركب.. مركب.. المؤتمر الوطني.. أو الإنقاذ.. أو إن شئت.. الأحبة الإسلاميين.. يقول.. دكتور نافع.. إننا نعيش.. في ظلال شرع الله المكين الركين.. ويقول كرم الله.. النجم بل الصاروخ الصاعد.. الى أعلى في سرعة.. الماكوك.. يقول.. إنه سيقيم شرع الله.. وأنتم أحبتي.. أين تقفون.. على ضفتي النهر.. لا يهم.. أما أنا.. أقف في صلابة وجسارة.. مع كرم الله.. آملاً.. أن يقيم شرع الله.. ليس في القضارف وحدها، ولكن في كل شبر.. أو بوصة في الوطن الجميل.. أعني شرع الله الذي نعرفه.. والذي.. قرأنا عنه.. وسمعنا عنه.. وتمنينا.. الأماني المستحيلة.. بل الأسف الشاسع.. وهو أننا لم ننعم.. بالرحمة.. والسلام.. والعدل.. والكفاية.. في ظلال دولة الإسلام العادلة.. التي مازال عطرها.. ينبعث من «يثرب».. حيث الأنوار القدسية.. والتراتيل السماوية.. في عهد النبي المعصوم.. عليه أفضل الصلوات.. أو في عهد الخلفاء الراشدين.. أو تحت إمارة.. الخليفة الخامس ابن عبد العزيز.. أنا معك يا كرم الله.. لأن الإسلام المشرق بالأنوار.. الحافل بحلو الثمار.. ليس حدوداً.. فقط.. ليس مظاهر.. يعلم الناس أنها.. فقط قشور.. ليس إلا.. نرى الإسلام الذي يقول.. أهل الإنقاذ.. إننا نعيش في كنفه.. في «شرابات» النساء.. في أسماء المخابز المدعية التقوى والصلاح.. والتدين.. وهي تمارس أبشع أنواع الاستغلال للمواطن المسلم وحتى الكافر.. وحتى.. لا يعتقد ويظن هؤلاء الهتيفة.. أننا لا نعرف شيئاً عن الإسلام.. نقول لهم.. تالله.. نحن قرأنا عن الإسلام.. عندما أزهر.. وأينع.. في حقب مضيئة من الزمان.. قرأنا حتى أعشت عيوننا.. فرحاً عن عظمته.. وعدله وبكاءً ونحن نرى.. القوم.. يكذبون حتى على أنفسهم.. عندما يزعمون أنهم إنما أقاموا شرع الله.. ونسأل.. بالله عليكم.. هل يفرز شرع الله.. هذه الكوارث والنوازل.. وهي تمشي على الأرض.. هل في ظل حكم إسلامي حقيقي وراشد.. تكون هناك دور للقطاء.. والمشردين.. والباحثين عن لقمة أو خبز أو كسرة «رغيفة» في مقالب وبراميل القمامة.. هل دولة تعيش تحت ظلال.. الإسلام.. وتحكم بالشرع.. يعيش حكامها.. في ترف مترف.. شاهق بناء.. وطيب طعام.. وتعدد زوجات.. وأسطول سيارات.. مكاتب تحاكي.. قصور الرومان فخامة ووسامة.. وأموال.. تعز حتى على قارون.. وشعب مطحون.. فقير بائس يبحث عن الدواء.. والكساء.. وأحياناً الماء.. وحتى تعلموا أننا نعرف الإسلام جيداً.. نورد لكم مثالين.. لتعرفوا الفرق.. بين الحكم بالشريعة.. وادعاءاتكم والاحتكام الى الشريعة.. القصة تقول: أولاً أنها حدثت في عهد أعدل من مشى على الأرض بعد النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.. عمر بن الخطاب.. كان أحد أفراد الرعية، قد قتل أخ عمر الفاروق بالخطأ.. في الجاهلية.. وأسلم الرجل.. وصار أمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب.. وكان أمير المؤمنين يكره ذاك الرجل.. الذي قتل شقيقه.. وفي مجلس من مجالس أمير المؤمنين وكان الرجل حاضراً.. لم يتمالك سيدنا عمر نفسه من الغضب فقد تذكر أخاه القتيل.. هنا خاطب أمير المؤمنين الرجل قائلاً: والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم.. لم يرتعد الرجل ولم يخف.. بل قال للخليفة الفاروق «وهل ذلك يحجب لي حقاً».. الرجل يسأل عن حقوقه كمواطن.. مسلم وكأحد أفراد الرعية.. هنا قال الفاروق.. في عدل.. وفي صدق وفي نبل.. لا والله.. ذلك لا ينقص لك حبة من خردل.. هنا تنفس الرجل الصعداء.. وأجاب الفاروق فرحاً: «الحمد لله.. ولا بأس إنما تأسى على الحب النساء».. انتهت القصة.. وهاكم ما يقابلها.. صورة.. تتناقض مع تلك اللوحة البهية.. تماماً.. فقد صرح.. عبر الأثير وفضاء الدنيا.. وعلى رؤوس الأشهاد.. وعبر كتل الاحتشاد.. «من لا يصوت لنا.. ما يكب من بنزينا.. وما يمشي في ظلطنا.. وما يولع من نورنا..» انتهت القصة.. وسقى الله قبرك.. والذي هو روضة من رياض الجنة.. وليت.. الأحبة في الإنقاذ.. يقولون ما قال به كرم الله.. إننا سنقيم شرع الله على الأرض.. فالذي نعيشه الآن.. لا يمت لشرع الله.. بوشيجة.. أو صلة.