من أنجع الأصول العلمية والفكرية والسياسية دائماً هو القول على القول.. فعن الوحدة اليمينة سكبنا مدادنا كمشاركة منا لليمنيين أفراحهم بمرور عقدين على إعادة (توحيد اليمن)، وقد كانت مصادرنا ما اختزنته الذاكرة بالمعايشة.. والمتابعة والقراءة.. ولن أغفل دور سفارة اليمن في الخرطوم.. وخاصة أن على رأسها الدكتور الأريب(النحلة)صلاح علي أحمد العنسي.. وتفاعلاً بما كتبنا جاء قول الأخوة اليمنيين على صفحات الانترنت معضداً ومعترضاً ايجاباً وسلباً... وهو تفاعل أسعدنا، لأنه حراك إيجابي ومقدمة لحوار، قد فتح أبوابه قائد وحدة اليمن.. وما يهمنا حقاً هو تثبيت وحماية هذه الوحدة اليمنية، المصنوعة محلياً، والمعطونة بحكمة أهل اليمن.. فبالحوار والمتابعة والقول على القول، ومن ثم التراكمات التي ستوصلنا بلا شك لهدفنا المرسوم وهو اليمن الذي نريد.. يمناً واحداً موحداً وآمناً ومحصناً من شرور الخارج، وبالطبع(لابد من صنعاء وإن طال السفر). وسيكون ردي عليهم أو قولي عن قولهم في ثلاثة محاور: أولها عمن وصفناهم ووصمناهم بالاصابة بمرض الزهايمر السياسي، ونعني بهم قادة وزعماء جنوب اليمن، من الذين خرجوا طوعاً وبإرادتهم لدول أوروبية أمثال.. علي سالم البيض، حيدر، وأبوبكر العطاس وظلوا يفعلون ويحركون أهل جنوب اليمن، للمطالبة بإعادة تشطير اليمن، علماً بأنهم شاركوا فعلاً في إعادة اللُحمة اليمنية.. ولهم أقول بإن هذه الوحدة اليمنية صارت قيمة تحتاج الحماية.. ونعمة تحتاج الرعاية.. لأن وحدة اليمن- لمن لا يعلم- قد جاءت بمشاركتهم كاتفاق قانوني ورسمي بين سلطتي الشمال ، وتجلت فيها عبقرية المكان والزمان.. وعبقرية إنسان اليمن، الذي صنع أحداث الوحدة، حينما صارت هذه الوحدة سقف أحلام وطموحات الشعب اليمني، برغم التعددية الحزبية، والقبلية اليمنية، ولا يفوت على البال بأن انشطار اليمن المصنوع بمبضع الخارج ساهم في هذا الانشطار، وشكله بأيدلوجية مستودة غريبة اليد واللسان، وبعيدة عن ثقافة اليمن.. فأي وصف؟.. وأي مرض؟ تريدني أن أشخصه لهؤلاء الذين يريدون تشطير وطن، قال عنه شاعر اليمن: لا شئ يعدل الوطن.. هب جنة الخلد اليمن. أما أخي الذي وصف وحدة اليمن بالناقصة والمبتورة، لأنها جاءت برغبة الشمال.. وهوى الشمال.. وتنفيذ الشمال.. و استأثر بخيرها ونمائها الشمال.. فأقول له عيب عليك الذي تقول لأنك تظلم أهل جنوب اليمن.. فالوحدة كحلم كان جنوبياً هواها.. وقادة وزعماء الجنوب كانوا قد وضعوا مطلب الوحدة على رأس أولويات العمل السياسي، سواء أكان الأمر منهم مناورة داخلية، أو مداراة نظرية.. فهل ياترى هناك يمني ينسى أو يتناسى مجاهداتهم، التي تحن شوقاً ولهفة لوحدة يمنية، أولهم من رؤساء اليمن الجنوبي(سالمين)، وقحطان الشعبي.. بل دعوات عبد الفتاح إسماعيل في كل خطبه عن وحدة الشعب اليمني، وتقدمه الاجتماعي.. وفيصل عبد اللطيف الشعبي، وكيف كان يأخذ في الاعتبار موقف الشمال قبل أن يتخذ القرار ! ولن أذهب بعيداً فإن خيم عليك النسيان.. فهل يستطيع اليمنيون نسيان بأن علي سالم البيض كان يحلو له في كل خطاباته الدعوة للوحدة اليمنية والديمقراطية.. بل آخر رؤساء اليمن الجنوبي حيدر أبوبكر العطاس، والذي كان يعتبر أن الوحدة اليمنية هي رد اعتبار حقيقي لمسار التاريخ.. ومن هنا أكون قد وضحت وأبنت بأن الوحدة قبل أن تكون حقيقة كانت حلماً راود الجنوب كما الشمال. أما أخي الذي أوضح بأن المشكلة في اليمن، والتي استدعت حراكاً في جنوب اليمن.. لا تكمن في حتمية الوحدة التي أجمع ويجمع عليها اليمنيون، بل هي في كيفية إدارة وحكم دولة الوحدة اقتصادياً.. وسياسياً.. وأمنياً.. ولهذا الأخ أوضح. فيا عجباً.. كيف فأتك أن المشكلة الاقتصادية سببها تراجع الموارد المحلية.. وكيف تنسى أن إدارة حكومة الوحدة ظلت مواجهة بتنامى الضغوط الاقليمية والدولية.. كما ظلت تعاني من التدخلات الخارجية، التي يشارك في صنعها أبناء اليمن، سواء بطبيعتها الأيدلوجية في صعدة، أو بطبيعتها النوستالجية في الجنوب.. وعلى كلٍ، سعدنا أيما سعادة بما تواتر من حديث إخوة من اليمن مكان ثقة.. بأن الزائر لليمن اليوم يطمئن ويزول قلقه.. لأن الوحدة اليمنية صارت هي القيمة النهائية لكل اليمن.. ونضيف بعد أن انهت صنعاء الحرب في صعدة من أجل فضيلة هذه الوحدة اليمنية، وبعد السماح بخروج المعتقلين من السجون.. وبعد أن نزع الاحتقان والتوتر.. وبعد أن فتح الرئيس علي عبد الله صالح الحوار الداخلي على مصراعيه.. بل ترحيبه بتشكيل حكومة وحدة وطنية للأطراف كافة.. أفبعد كل ذلك لِمَ الحراك وفيم الاحتراب.. وأنتم أهل الحكمة والعبقرية! مع أمنياتنا بدوام السعادة لليمنيين في يمن السعد.