ظواهر كأس العالم الحالية الفنية شحيحة للغاية في مرحلتي دور ال 32 وال 16 ونتمنى أن تكون المراحل القادمة وهي دور ال 8 ودور ال 4 الدور قبل النهائي والدور النهائي من مباراة تحديد المركز الثالث، ومباراة البطولة أفضل حالاً.. في بطولة توقع لها خبراء اللعبة أن تأتي بالجديد في جماليات اللعبة وفنونها، وكذلك في خطط وتكتيك اللعب والأساليب المختلفة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث والسبب الرئيسي في ذلك أن الجميع يرغب في الفوز بأية طريقة، لذا كانت معظم الجوانب الفنية المؤثرة عاملاً مساعداً في ضعف المستوى العام، مما أدى للفقر الفني.. وكان الشعار المرفوع من المديرين الفنيين لا للخسارة ونعم للخطط الدفاعية البحتة لتأمين المرمى وعدم ولوج أهداف والسعي وراء الفوز. ü شهد الدور الأول دور ال 32 مباراة واحدة جيدة هي مباراة غانا واستراليا التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1، حيث لعب المنتخبان بأسلوب وتنظيم متوازن ما بين الدفاع والهجوم، لذا جاءت المباراة ساخنة وممتعة ومتكافئة، واتسمت بكل مقومات الكرة الحديثة، من أداء سريع، وتطبيق لمبادئ الدفاع والهجوم معاً لخطتي الاستحواذ وفقدان الكرة. ü وأجاد المنتخبان الافريقي والآسيوي التحرك السليم، والقيام بالواجبات الدفاعية والهجومية معاً، والانتشار الجيد والتحول من حالة الدفاع للهجوم، وتبادل المراكز، والدعم المستمر، والمساندة الإيجابية، وكثرة التسديد الجيد وتبادل الهجمات. ü في دور ال 16 لعبت أرغواي وكوريا الجنوبية مباراة جادة وسريعة ممتعة اعتمدت فيها ارغواي على دفاعها المنظم وخطفها لهدفين ملعوبين من ثلاث فرص حقيقية.. بينما وصلت كوريا الجنوبية لمرمى أرغواي كثيراً وبأقصر الطرق ولكنها اكتفت بتسجيل هدف وإهدار فرص ذهبية عديدة لتلك الخبرة وسوء ختام الهجة. ü غانا وأمريكا لعبتا مباراة مثيرة باعتماد كل منتخب على أسلوب قارته، فالنجوم السوداء اعتمدوا على مدرسة كرة غرب أفريقيا المميزة بالقوة والسرعة، وفرض الشخصية الاعتبارية.. بينما لعبت أمريكا بأسلوب مدرسة أمريكا الشمالية والوسطى وجذر الكاريبي، بالاعتماد على الإرسال الطويل ومحاولة إرهاق المنافس، وفي النهاية تقدمت غانا بهدفين مقابل هدف، بفضل وجود هداف بالفطرة وغير مصنوع وهو جيان اسامراه. ü لقاء المانيا وانجلترا لقاء المدرسة الواحدة وهي مدرسة أوروبا الوسطية، بالاعتماد على القوة والسرعة والمهارات المطلقة، وليست المجردة خاصة المانيا التي تفوقت 4/1 بعد أن استغلت تماماً الأخطاء الدفاعية القاتلة لانجلترا، وكذلك سوء طالع الانجليزي في المباراة. ü وفي لقاء الأرجنتين والمكسيك والتي انتهت بفوز الأرجنتين المتوقع والبرازيل وشيلي.. وتفوق الارجنتين والبرازيل الكبيرين في النتيجة بنتيجة فارق المهارات العالية لنجوم الأرجنتين والبرازيل مقابل قلة خبرة المنافسين مما سهل المهمة. ü كل المنتخبات المتميزة والمتأهلة لدور الثمانية اعتمدت على اللاعبين القادمين من الخلف ( أوفر لاب) لضرب الزيادة العددية للاعبي الدفاع، بوجود ثلاثة لاعبين من لاعبي الارتكاز في خط الوسط، يلعبون في نصف ملعبهم جل وقت المباراة، ويتحولون للدفاع بمجرد فقدان الكرة، مما أدى لقفل المساحات والفراغات خاصة داخل مناطق التهديف في الثلث الدفاعي. ü كل المنتخبات لعبت بمشتقات التنظيمات الفنية (4/4/2) و (3/5/2) و (3/6/1). خلاصة عامة.. لا جديد في أساليب اللعب والتنظيمات وخطط وتكتيك اللعب. ü وعلينا الانتظار حتى الجولات القادمة لنرى ما إذا كان هناك جديد.. أم متابعة واستمرار القديم. ü الجديد في بطولة كأس العالم الحالية تأهل غانا (النجوم السوداء) لدور الثمانية للمرة الثالثة لمنتخبات أفريقيا، بعد أن تأهلت الكاميرون والسنغال من قبل.. وأمام غانا فرصة ذهبية للمضي قدماً بالتأهل لدور الأربعة (المربع الذهبي) في حالة فوزها على الأرغواي. ü وعندما نقول بإن غانا هي الظاهرة الفنية الجديدة نقصد (العمق الفني)، بعد أن جمعت غانا لأول مرة في تاريخ الكرة الأفريقية أسلوباً مزيجاً بين أسلوب كرة غرب أفريقيا وأسلوب كرة وسط أوروبا التي ينتمي لها المدير الفني، مع توليفة سحرية مكونة من لاعبي منتخب الشباب الحائز على كأس العالم للشباب، ونجوم غانا المحترفين في أوروبا.