شهد المسرح القومي مساء يوم الأربعاء الماضي ختام فعاليات مهرجان البقعة الدولي للمسرح في دورته الثانية عشرة والذي انطلق مع احتفالات أهل المسرح باليوم العالمي للمسرخ وتنقلت العروض المسرحية خلال فترة المهرجان بين خشبة أبو المسارح السودانية المسرح القومي ومسرح الفنون الشعبية إضافة إلى فضاء مسرح الطابية والبوردين بأم درمان.. وحضر الختام والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر ووزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله ورئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة د. محمد عوض البارودي ومقرر اليونسكو بالخرطوم بشير سهل والأستاذ علي مهدي, وممثلين للفرقة الهولندية والفرقة التشادية والجزائرية, وعدد من الشخصيات الثقافية والسياسية إلى أهل المسرح وجمهور غفير امتلأت به ساحة المسرح القومي وأجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة. وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان اسماء الفائزين بجوائز المهرجان حيث تنافس على جائزة التأليف كل من مسرحية (الزمن الرابع) ومسرحية (الرقص على الجمر) و(عرض غير قابل للنقد جسد غير قابل للتشريح) وفاز بالجائزة عرض الزمن الرابع للمؤلف قصي السماني مناصفة مع مسرحية عرض غير قابل للنقد وجسد غير قابل للتشريح للمؤلف عبد الناصر أحمد.. وفاز بجائزة الإخراج المخرج ماهر حسن السيد عن مسرحية (اسمع يا عبد السميع) وأبوبكر الشيخ عن مسرحية (عرض غير قابل للنقد جسد غير قابل للتشريح), ونال جائزة الصورة المشهدية صلاخ محمد نور عن مسرحية (الحبل والغائب), وحصد جائزة التمثل أول رجال الممثل محمود السراج عن دوره في مسرحية (الرقص على الجمر) والممثل عاطف خالد عن دوره في مسرحية (اسمع يا عبد السميع) ونالت نايرة إسماعيل جائزة أحسن ممثل نساء أول عن دورها في مسرحية (حيطة قصيرة), وفاز في جائز أحسن ممثل ثاني رجال الممثل مجدي عبد الله مسرحية (عرض غير قابل للنقد جسد غير للتشريح), وأحسن ممثل ثانيَ سيدات للمثلة أولفا من دولة تشاد بدأت أولى فقرات برنامج ختام المهرجان بعرض مسرحي بعنوان (رجل وجثة) من تأليف وإخرج المسرحي عوض حسن امام الذي اشتهر ب(عوض شكسبير) وداخل العرض كان هنالك عرض أخر مصغر جمع فرقة الأصدقاء المسرحية تذكر به الحاضرون عددا من الأعمال التي قدمهتها الفرقة وكان أشهرها مسرحية (المهرج).. ويأتي هذا العرض كإشارة لشخصية المهرجان المخرج والممثل والسيناريست مصطفى أحمد الخليفة أحد أعضاء الفرقة ومن المؤسسين له. وشكل الأستاذ إبراهيم حجازي حضوراً أنيقا عندما ألقى كلمة ختام المهرجان مستعرضاً أهم ما دار فيه ومرحباً بالضيوف الذين شاركوا في فعالياته من داخل السودان وخارجه.. وقال الأستاذ علي مهدي إن ما تم تقديمه خلال هذه الدورة يعكس تعدد الثقافات الموجودة بالبلاد وتلاقحها مع الثقافات الخارجية, مشيرا إلى أن المسابقات التمهيدية بالمهرجان جرت في ستة مدن شارك فيها ثمانية وخمسين عرض ومائتين وسبعة وخمسين ممثل ومخرج وكاتب.. كما شارك أيضا بالمسابقات التمهيدية شركاء مهرجان البقعة منذ العام الماضي الفرقة الهولندية –على حد قوله- والفرقة التشادية وكذا الجزائرية.. وأوضح أن الملتقى الفكري الذي كان ينظم بالتزامن مع انطلاقة المهرجان مسرح الفنون الشعبية تنال الأحداث التي طرأت على الوطن العربي خلال الأعوام الماضية خاصة ما حدث من ثورات في الوطن العربي والتي تمت تسميتها بالربيع العربي. وأشار علي مهدي إلى أن الدورة الثانية عشرة من المهرجان تميزت بتجوال العروض بين ثلاثة مسارح وهي مسرح الفنون الشعبية ومسرح الطابية والمسرح القومي.. وقال أنهم يأملون في إيجاد فرص أخرى في أماكن مختلفة للتقديم العروض المسرحية, وأضاف «ما كنا لننجز كل الذي قمنا به لولا الرعاية الكريمة التي وجدناه من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ووالي ولا ية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ووزير الثقافة السموأل خلف الله ورئيس المجلس الأعلى لثقافة والإعلام والسياحة د. محمد عوض البارودي. وتم خلال الأمسية تكريم ضيوف المهرجان بدءاً بالخبراء الهولنديين والخبراء السودانيين أمثال طارق علي سعيد وعادل الياس ود. شمس الدين يونس وجمال عبد الرحمن سعيد وعبد المنعم عثمان وشادية مبارك وغيرهم الذين قدموا الورش المسرحية بمباني مركز مهدي للفنون وتم أيضاً تكريم مجموعة من الدارسين بالورشة والوفود الأجنبية التي شاركت بالمهرجان مثل الفرقة الهولندية الذين غادر أعضائها إلى أوربا لارتباطاتهم هنالك وكرمت أيضاً الوفد التشادي والوفد الجزائري ومدير قناة النيل الأزرق حسن فضل المولى ومدير إذاعة البيت السوداني طارق البحر ومدير قناة الخرطوم عابد سيد أحمد, وكرم صديق صالح مدير المسرح القومي ومسرح الفنون الشعبية ووزير المالية علي محمود ووزير الثقافة السموأل خلف الله ورئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة د.محمد عوض البارودي ومجموعة من الشخصيات الجهات الرسمية وغير الرسمية. وضج المسرح القومي بالتصفيق الحار والهتافات المرددة لاسم شخصية المهرجان الأستاذ مصطفى أحمد الخليفة بعد أن أعلن مقدم الحفل عن موعد تكريمه حيث منحته ولاية الخرطوم مناصفة مع وزارة الثقافة عربة فاخرة تكريما لجهوده في العمل المسرحي وكذا مبلغ عشرة الف جنيه وطالب عدد من الجمهور منح المكرم منزلاً له ولأسرته وصاح البعض (تستاهل..تستاهل).. ويذكر أن مصطفى من مواليد مدينة نيالا في العام 1952م درس المراحل الأولى من تعليمه بمدينة سنجة ثم التحق وتخرج من المعهد العالي للموسيقى والمسرح في الفترة من 1981 إلى 1985م في قسم التمثيل والإخراج وتم اختياره للعمل بالسلك الدبلوماسي إلا أن حبه للمسرح جعله يرفض ذلك ويختار العمل المسرحي مشاركاً مع فرقة الراحل الفاضل سعيد ثم أسس فرقة الأصدقاء المسرحية مع بقية أعضاء الفرقة من اشهر الأعمال التي قدمها مسرحية (كش ملك) و(المهرج).