أقر الخبراء والمشاركون من الأجهزة التشريعية والتنفيذية في مؤتمر المحاسبة الأول بأهمية المحاسبة والرقابة في ظل شح الموارد ومحدوديتها. وشددوا على أن المحاسبة والمراقبة من شأنها أن تضط المال العام وتؤدي إلى زيادتها، مقرين بأن السودان يعاني كثيرا من ضعف الراقبة والمحاسبة وأكدت وزيرة الدولة بالكهرباء والسدود دكتورة تابيتا بطرس خلال مخاطبتها المؤتمر أمس بقاعة الصداقة، تحت شعار دور المحاسبة في اتخاذ القرار والرقابة التي تنظمها مركز الأولى للدراسات المحاسبية والمراجعة، بأن المحاسبة مسؤولية تضامنية في ظل الحكومة العريضة، لافتة إلى أن المؤتمر الذي يتناول قضية المحاسبة الذي من شأنه المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد بالبلاد، مؤكدة أن المحاسبة تعلم الأفراد احترام الوقت والشفافية وتقديم العمل بجودة عالية، مشيرة إلى أن المؤتمر ينعقد في منعطف وصفته بالخطير تمر به البلاد، مجددة أهمية المحاسبة في القطاعات كافة، ليست الاقتصادية والادارية فقط، بل تشمل كافة القطاعات الغير اقتصادية. وأكدت تابيتا بأن فشل الدور المحاسبي يؤدي الى عوائق وخيمة ما يعني أن المؤتمر ينعقد في ظروف غاية الاهمية، مقرة بأن معظم المشاكل المالية والازمات سببها ضعف المحاسبة ما يؤدي إلى إهدار، كما أن الممارسات الخاطئة والفساد يؤديان للانهيارات المالية، مؤكدة أهمية تدريب المحاسبين للقيام بدورهم بفاعلية، لافتة إلى أن المسؤولين في مجال المحاسبة تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة ما يتطلب التجويد وتقديم الآراء والأفكار قي الشأن. من جانبه قطع رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الأسبق دكتور بابكر محمد توم بأن أهمية المحاسبة ليست على الاقتصاد فقط بل على المستويات (التشريعي والتنفيذي والاداري والقانوني)، مؤكدا أن المحاسبة مكمل ومهم للأجهزة التشريعية والتنفيذية وضروري لكل الأعمال. وقال ما يقوم به البرلمان من مراجعة القوانين والموازنة كل ثلاثة أشهر ما هو إلا نوع من المحاسبة والمتابعة لمعرفة أوجه الخلل والقصور والتجاوزات، لافتا إلى أن البرلمان في المقام الأول دوره رقابي. ودعا الى أن يسترد السودان مكانته المتفوقة بين الدول العربية في مجال المحاسبة، مؤكدا أن السودان من الدول المتفوقة في المجال وأن بامكانه أن يسترد مكانته في المرحلة الحالية لما لديه من خبرات وكفاءات من المحاسبين وجامعات، داعيا الى استمرارية قيم المحاسبة في السودان، وأن يكون السودان على صلة بما تم في المؤسسات المحاسبية الاسلامية والاقليمية والعالمية. وفي الاتجاه أمن الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل السوداني بكري يوسف على أن البلاد تشهد تحديات كبيرة، بيد أنه أكد أن التحديات تمثل دافعا لمواجهتها من خلال عنصر المحاسبة لبلوغ الغايات المنشودة، مشددا على الهيئات والمؤسسات بأن تخطط بصورة علمية وسليمة، مؤكدا أن اتحاد اصحاب العمل ظل أكثر حرصا في التدريب والتأهيل في المجالات المالية والمحاسبية واستحداث المناهج لأهمية ما توصلنا إليه في تطوير الأعمال لتفادي المخاطر، مؤكدا أن المحاسبة لها مردود على الأعمال، وبالتالي تسهم في رفع كفاءة الأداء المالي، مؤكدا أن احكام الرقابة من شأنه تحقيق الكثير من الأهداف، مؤكدا استعداد الاتحاد للمساهمة في التدريب والتأهيل في المحاسبة والمراجعة، لافتا للعديد من الدورات التدريبية التى عقدها الاتحاد والتي استهدفت من خلالها المحاسبين والمراجعين لرفع قدراتهم . فيما قطع المدير المالي والإداري بوزارة الدفاع ورئيس المؤتمر الفريق محمد عثمان سليمان بأن المحاسبة من أنجح الآليات لتحقيق التنمية المستدامة والحد من الأزمات، مؤكدا أهمية دور المحاسبة في اتخاذ القرارات، وقال إن تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ضربت العام خلال العام 2008 2009، والتي مازالت آثاره الاقتصادية في كثير من دول العالم فإن السودان كجزء من العالم فإن الأزمة أحدث تاثيرات بشكل أو بآخر فيه، مؤكدا أن المحاسبة والرقابة من أهم آليات منع التأثيرات، وزاد اذا كانت الأزمة المالية من تداعيات العالم، فإن للسودان مشاكله التي تتطلب ضرورة الاستفادة من الموارد دون تبديد أو فساد في ظل محدوديتها، لافتا الى أنهم يتطلعون الى زيادة الانتاج والانتاجية وزيادة الثروة، مؤكدا أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال الرقابة والمحاسبة، مقرا بأن علتنا في السودان الرقابة، وزاد: نتميز بالتخطيط السليم، ولكن عند التنفيذ والراقبة والتخطيط نجدها ضعيفة، لافتا إلى أن العالم في الفترة الاخيرة شهد كثيرا من المؤتمر لترشيد الموارد المالية. وقال إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة دور المحاسبة في السودان من خلال تطوير آلياته للتمكين من تحقيق أهداف الاقتصاد الكلي، بجانب التنوير بما يجري في المحاسبة لمواكبة التطورات الاقليمية والعالمية، مطالبا بضرورة تنفيذ التوصيات التي يخرج بها المؤتمر لتطوير مهنة المحاسبة ليكون أكثر مساهمة في تنمية البلاد . وأكدت مدير مركز الأولى عادلة محمد الطيب أهمية دور المحاسبة المالية كآلية من آليات اتخاذ القرارللمنشأت العامة والخاصة ومختلف منظمات الأعمال، مشيرة إلى أن المؤتمر يهدف إلى عكس الدور وزيادة الاهتمام به وزيادة الوعي به في السودان مع تزايد المشاكل الإدارية والمالية التي تنجم جراء اتخاذ القرارات الخاطئة، وعدم كفاية الرقابة، بجانب أهداف أخرى نسعى إلى تحقيقها خلال المؤتمر من بينها الارتقاء بمهنة المحاسبة لزيادة التواصل والحراك في المجتمع لإضفاء مزيد من الاهتمام بالمهنة، وإعلاء قيمتها الاقتصادية والاجتماعية، معربة عن أملها في أن تتحقق الاهداف التي قام من أجلها المؤتمر.