* لماذا لا يغفر العباد أخطاء بعضهم في بعض ونلاحظ أنها أخطاء وليست ذنوباً تنوء عن حملها الجبال, لماذا لا ننشر ثقافة التسامح فيما بيننا أم هل أصبحت قلوبنا لا تعرف سوى الأحقاد والكراهية؟ هل امتلأت جوانحنا بجحيم قسوتنا على بعضنا ونحن إخوة. * ليست تلك نظرة بها نوع من التشاؤم ولكن أصبحت قيمة التسامح والتصافي بين الناس بها كثير من النواقص, وأقول ذلك بعد أن حكى لي شخص ما أنه أخطأ في حق بعض أصدقائه فاعتذر لهم وأكثر في طلب العفو, فقبلوا ذلك لشيء في نفس يعقوب, لأنه مديرهم في العمل ليس إلا, التسامح قيمة يحثنا عليها الدين, لماذا نسامح فقط لأن هنالك مصلحة أو خوف أو أي شيء آخر. * أغنياتنا السودانية تناولت التسامح في صور مختلفة, وتنوعت بين الرجاء والطلب والأمل في أن يعفو ويسامح المحبوب, وبين الفعل بإعلان المحب مسامحة المحبوب مهما كانت الأخطاء. * «أغلطوا إنتو يا الحلوين نجيكم نحن بالأعذار» أغنية صدح بها العندليب الأسمر زيدان إبراهيم نقشها العشاق على قلوبهم شعاراً رائعاً يعكس حباً عظيما, أغنية أخرى حملت ذات المعنى.. «تغلطوا إنتو ونسامح ما بنقدر نخاصمكم ما أصلو الهوى الجامح ينسينا الخصام كلوا ويهون ظلم الهوى وذلوا.. والضقناهو من مروا.. لما عيونك الحلوين تصابحنا.. نرجع نحن مجبروين نسامحكم». * ولا ننسى الأغنية الشهيرة للراحل عثمان حسين تلك التي جاء في عنوانها التسامح وهي أغنية (مسامحك يا حبيبي), صلاح مصطفى وإسحق الحلنقي ولقاء جميل في أغنية كان الأمل وتقديم الاعتذار الجميل وطلب التسامح واضح في مفرداتها.. (ما عدت قادر أنتظر.. سامحني غلطان بعتذر.. ما كنت قايل من عتاب تحكم عليّ.. بالوحدة والشوق والعذاب.. إنت القبيل شلت الصعاب.. في دربوا عديت ألف باب). * هذه الأغنيات لماذا لا ينظر إليها أهل المغنى الذين يصدحون بها صباح مساء لتصبح خطاً يسيرون عليه ونرتاح من كثرة الخلافات.