قضية تناولتها الأوساط الفنية والإعلامية وبعض المنتديات بصورة مكثفة خلال الأسابيع الماضية , وأثارت جدلا واسعا وانتقادا عنيفا .. هي قضية رفض لجنة النصوص بالمصنفات الأدبية لبعض النصوص الشعرية لأسماء شعراء كبار , لهم تجارب شعرية كبيرة مثل الشاعر التجاني حاج موسى والشاعر مدني النخلي , والسر عثمان الطيب , وشهد صالون الراحل سيد أحمد خليفة ظهر يوم أمس نقاشا مستفيضا حول هذه القضية. قصيدة التجاني قدم الشعراء التجاني والسر والنخلي قراءات لبعض قصائدهم التي لم تجزها لجنة النصوص، وابتدر الحديث الشاعر التجاني حاج موسى لافتا إلى أنه لم يقدم لتلك الجنة القصيدة مثار الجدل والتي رفضتها مشيرا إلى أنه كتبها منذ زمن بعيد كمقدمة لشعار إحدى المسلسلات الإذاعية وقام بتلحينها الموسيقار د. يوسف حسن الصديق وهو من المهتمين بقضايا قصائد الأطفال وجمعهما ما يقارب الثمانية و أربعين عملا غنائيا للأطفال أشهرها دنيتنا الجميلة .. وقال التجاني إن القصيدة التي رفضت قدمتها إحدى المطربات بعد أن أخذتها من د. يوسف حسن , وأوضح أن القصيدة أجازتها من قبل لجنة النصوص بالإذاعة القومية (هنا أم درمان) والتي كان بها الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب إلا أن اللجنة الحالية رفضت إجازتها , وأبان التجاني أن القصيدة ليس بها أي عيب من العيوب أو إساءة إلى النظام ولا تدعو للفتنة ... ويقول التجاني في مطلع القصيدة ..: يا ما شي للألمي كان ألمي ما كفاك بسقيك من دمي لجنة واحدة وأكد التجاني على أنه ضد اللجان في العمل الإبداعي، مشيرا إلى أن هنالك كثيرا من اللجان لا تلتزم بالموضوعية وقال «أحيانا يكون أحد أفراد اللجنة له صوت عالٍ فيمنع إجازتها بحجج واهية» وطالب بضرورة القضاء على تعددية اللجان التي تجيز المصنفات الأدبية والفنية، وقال «يجب على وزير الإعلام والثقافة أن يتفقوا على لجنة واحدة لها الصلاحيات في أن تجيز أو لا تجيز النصوص وأن يكون لأصحاب النصوص الحق في مراجعة اللجان», واستعرض التجاني عددا من المواقف التي تمت فيها عدم إجازة بعض النصوص بصورة بعيدة كل البعد عن الموضوعية. قصائد مدني النخلي أربعة نصوص شعرية رفضتها ذات اللجنة للشاعر مدني النخلي بعضها أغنيات تضمنها الألبوم الجديد للفنان خالد محجوب وهي (عظمة هواي , وعشم باكر , لا تنحني) وقصيدة أخرى لم يسمها النخلي للحضور , وأوضح أن بعض اللجان قاصرة على النصوص داخل المدينة , وقال النخلي «هنالك لجان تقسم الشعراء إلى شعراء يتبعون للدولة وآخرين خارج النظام , ولكننا أيضا ننتمي لهذا الوطن , ونطالب لجنة النصوص بأن تنظر للكل بنظرة واحدة , ونتحدى نحن الشعراء الذين رفضت نصوصنا كل أعضاء اللجنة أن يخرجوا لنا خللا فنيا يمنع إجازة هذه النصوص». الشاعر السر عثمان أوضح أن النص الشعري الذي رفضته لجنة النصوص بالمصنفات الأدبية تمت إجازته بالإذاعة ولكن تم تقطيعه بصورة فظيعة -على حد قوله- وقال «يجب على لجنة النصوص أن تستوعب كل ثقافات السودان في الغرب والشرق والشمال والجنوب والوسط وتجنب تعريب الغناء لأن ذلك واحد من دواعي التشتت في البلاد». قصيدة السر وأشار مدير إذاعة ذاكر الأمة عوض أحمدان إلى أن نص السر الذي يأتي تحت عنوان (أوبريت السلام) مسجل بالإذاعة السودانية وتم بثه عبر الأثير أكثر من مرة وقدم بصوت الفنان عادل عثمان الطيب. وقال الأمين العام لوزارة الإعلام عبد الدافع الخطيب «قصيدة السر التي لم تجزها اللجنة يجب أن تمنحه الدولة عليها مالا» .. وتحدث عضو الحركة الشعبية بولاية جنوب النيل الأزرق عن المشاكل التي تواجهها البلاد في كافة المجالات وأضاف «جئنا إلى الخرطوم ولم نكن نعتقد أننا لا نعاني من مشاكل في السياسة فحسب ولكن وضح لنا أننا نعاني أيضا من مشاكل في الشعر , لذا يجب على المثقفين أن ينهضوا من نومهم ونحن سنكون سندا ودعما لهم «.. واختتم الفنان الطيب مدثر الأمسية بتقديمه أغنيتين.