كثيرون هم من لايعرفون بأن ولاية الخرطوم ولاية زراعية ويعتقدون أنها ولاية استهلاكية فقط تعتمد في احتياجاتها من الخضر واللحوم والفاكهة على الولايات الاخرى، ولكن بعكس ما يعتقد البعض فإن ولاية الخرطوم زراعية في المقام الاول وبها مشاريع زراعية رائدة ومساحات تصل الى مليون و(800) ألف فدان صالحة للزراعة حيث تنتج الخرطوم 40% من الخضروات على مستوى ولايات السودان ولديها محاصيل صادر معروفة كالفاصوليا الخضراء والفلفلية والبامية والشمام ، هذا غير أن الولاية اتجهت مؤخرا نحو زراعة الاعلاف بعد أن أصبحت تربية الحيوانات والدواجن من الحرف الرئيسية بالولاية بجانب أنها ولاية عبور لكثير من صادرات الثروة الحيوانية ، ولكن رغم ان ولاية الخرطوم وبمساحاتها الشاسعة لم تتمكن إلا من زراعة مساحات مقدرة جدا أقل من نصف المليون فدان حيث تزرع فقط (350) الف فدان. وأرجع عدد من المختصين بالزراعة بولاية الخرطوم زراعة مساحات محدودة الى المشاكل الكثيرة التي تعاني منها الزراعة بالولاية أهمها البنيات التحتية للري حيث تشكل المشكلة الاساسية في عدم استغلال المساحات الصالحة للزراعة هذا بجانب أن المشاريع والجمعيات المصدقة للزراعة تحتاج الى تمويلات كبيرة فوق طاقة الولاية والمفروض أن تنظر لها الدولة من ناحية أنها مشاريع قومية أسوة بمشاريع (السوكي والرهد وحلفا الزراعي) وبالفعل فإن المساحات الصالحة للزراعة بولاية الخرطوم تفوق تلك المشاريع القومية كما أن مشكلة انحسار النيل تشكل هاجسا كبيرا للزراعة بالخرطوم. وقطع اتحاد مزارعي الزراعة بالولاية على أنهم بالرغم من زراعة المساحات المحدودة إلا ان الولاية لا تعاني من فجوة في محاصيل، غير انه رجع قائلا بأن مشكلة الولاية بخاصة في محصول الصادر خلال شهري يوليو واغسطس يرجع الى مناخ الولاية في تلك الفترة لا يصلح مع الزراعة المكشوفة ، لافتا الى أن أغلب المحاصيل الرئيسية كالبطاطس والبصل والخضروات الورقية متوفرة على مدار العام ، وقطع بأن أغلب المساحات المزروعة بتمويل ذاتي من المزارعين. واتفق الأمين العام لاتحاد مزارعي ولاية الخرطوم المهندس صديق علي أحمد على انه وبحسب تقديرات الجهات الزراعية المختصة فإن المساحات الصالحة للزراعة بالولاية تقدر بنحو مليون و(800) الف فدان ، لافتا في حديثه أمس ل ( الأحداث) بأن المساحات التي بها بنيات اساسية والتي يمكن ان تزرع سنويا تقدر تبلغ (700) الف فدان ، إلا ان المساحات المستغلة أقل من (500) ألف فدان حيث تزرع فعليا (350) الف فدان ، وقطع صديق مع قلة المساحات المزروعة إلا أن ولاية الخرطوم تنتج 40% من الخضر على مستوى السودان وتصدر الخضر لاتباعها الزراعة الكثيفة ( زراعة كذا صنف في الموسم الواحد) ، لافتا الى أن الولاية تزرع مساحة 52% أعلاف لجهة أن كل صادر الثروة الحيوانية تمر عبر الولاية بجانب المربين ما يجعلها تحتاج الى كمية ضخمة من الاعلاف ، وأكد على ان المساحات المتبقية من الولاية تحتاج الى نظم ري حيث أن ( ترعة غرب أم درمان ) 156 الف فدان جاهزة من ناحية الدراسة فقط تحتاج الى تمويل بجانب ترعة وادي سيدنا في مساحة (505) الف فدان تم فيها إجراء الدراسة الاولية لإقامة المشروع ، فضلا عن مشروع الفردوس بشرق النيل يقدر بمساحة (250) الف فدان ، مؤكدا على أن أغلب المساحات الصالحة للزراعة مشكلتها الاساسية أصول الري ، لافتا الى أن المشاكل اكبر من امكانيات المشاريع ومن الزراعة بالولاية ، وقطع صديق بأن مشاريع ولاية الخرطوم أكبر من المشاريع المركزية كالسوكي والرهد وحلفا ، مطالبا الحكومة المركزية بتبني المشروعات الكبيرة الزراعية بولاية الخرطوم لزراعته للناتج المحلي والصادر ، مشددا على ضرورة أن تكون الرؤية الاستراتيجية لمشاريع الولاية قومية، مؤكدا على أن الدراسات اثبتت أن المشاريع بالولاية صالحة بخاصة غرب أم درمان حيث اثبتت أنها تصلح للري بالآبار الجوفية وكذلك شرق النيل ، مؤكدا في حال أن البنيات التحتية للري تكون جيدة فإن التمويل يكون سهلا ، داعيا الحكومة المركزية بعمل الترع بالمشاريع القومية لأنها اكبر من امكانيات الولاية ، وكشف صديق عن أن الزراعة بولاية الخرطوم تعتمد على المزارع الصغير حيث أن هنالك 60% من المزارعين يمولون ذاتيا ، وقطع بأن أن 25% مشاريع الجمعيات التعاونية المصدقة منها تعمل والآخر لا يعمل ، بجانب نسبة 15% من المشاريع بالولاية حكومية من جملة المساحات المزروعة (350) الف فدان التى تزرع سنويا. وفيما يتعلق بشح بعض المحاصيل واستيرادها دافع صديق بشدة عن الولاية وقال إن زراعة الطماطم بالولاية حسب المناخ حيث تواجه مشاكلة كبيرة في الزراعة المكشوفة خلال شهري يوليو واغسطس ما يحدث فيه فجوة ، مؤكدا على توفر الطماطم على مدار العشرة أشهر من حلفا ، واستدل بوجود الطماطم حتى الشهر الجاري ، نافيا أن يكون هنالك استيراد في الخضر بخلاف الفواكه التي تعتبر كمالية ، وكشف صديق عن أن ولاية الخرطوم تنتج (37)% من محاصيل الصادر بجانب انتاج (64)% محصول من العائلة البستانية ، مجددا تأكيده على عدم وجود فجوة في الخضروات لجهة أن اغلب المحاصيل الرئيسية كالبطاطس والبصل والخضروات الوراقية متوفرة على مدار العام. وفي الاتجاه أكد الامين العام للاتحاد التعاونية الزراعي بولاية الخرطوم محمد عادل على أن كبرى المشاكل التي تواجه الزراعة بخاصة مشاريع الجمعيات التعاونية مشكلة الري ، وقطع محمد في حديثه أمس ل (الأحداث) بأن اغلب الآبيات وطلمبات الري قديمة فضلا عن أنها لم تعمل للربحية وانما كخدمات ، وكشف عن ان المشكلة الكبرى الحالية التي تواجه الزراعة بالولاية انحسار النيل خاصة في شهر مايو الجاري ، فضلا عن مشاكل في ارتفاع كافة مدخلات الانتاج. ودمغ محمد توجه الولاية نحو زراعة الاعلاف لتربية الحيوان بدلا عن زراعة محاصيل أخرى ، وأقر بوجود كم هائل من مشاريع الجمعيات التعاونية المصدقة لكنها تعاني من الري وغير موصل فيها ترع كمشروع أم درمان غرب. وفي ذات الاتجاه أقر مصدر بالزراعة ولاية الخرطوم فضل حجب اسمه بأن الزراعة بالولاية تعاني كثيرا من مشاكل الري ، مبينا في حديثه أمس ل (الأحداث) بأن تكلفة الري عالية جدا وفوق طاقة الولاية، بيد انه رجع لافتا الى أن الاستراتيجية وضعت حلولا للري بالمشاريع الزراعية بالولاية.