أجدني مولعة بمتابعة تفاصيل الأحداث التي تطرأ على مشروع جمعية مستشفى سرطان الأطفال (99199) باهتمام بالغ وإعجاب عظيم، ربما لأن المشروع يعتبر بارقة أمل وإشراقة مضيئة في زمن الإحباط والتردي العام. وأجمل ما فيه أن يقوم على أكتاف فتية آمنوا بقضية هؤلاء الأطفال المساكين الذين ابتلاهم الله بالمرض وقرروا أن يجعلوا من هذا الإيمان صرحاً علمياً شامخاً لخير البلاد والعباد. ولو قدر لك أن تتعرف على أعضاء الجمعية المتطوعين من الشباب؛ ستشعر مثلي تماماً بالسعادة والفخر معاً، لأنهم استطاعوا أن يدحضوا جميع افتراءاتي حول الشباب المتهاون والمتقاعس من الأجيال الأخيرة ذات السطحية واللامبالاة. والمتابع لرحلة الكفاح الطويل التي استغرقها تحويل هذا الحلم النبيل إلى بذرة على أرض الواقع الخصبة سيتأكد أن إرادتهم كانت حاضرة وصبرهم كان جميلاً، فالمصاعب والاعتراضات بل حتى الاتهامات الجائرة التي تعرضوا لها، كانت كفيلة بقتل الحماس داخل أي منا ليريح نفسه من كل هذا العناء ويعود للركون مردداً (وأنا مالي). ولكنهم كانوا بقدر الإنجاز، وربما منحهم الله هذه القدرة على الصمود ليكونوا سبباً في إعانة وإنقاذ هؤلاء الأبرياء الصغار حتى حصلوا أخيراً على الأرض اللازمة وبدأ المشوار الحقيقي. { ولست هنا بصدد الحديث عن رأيي الشخصي في شباب الجمعية ولا عن الشخصيات البارزة الجديرة بالاحترام التي مدت لهم يد العون منذ البداية وآزرتهم، ولن أتطرق طويلاً لتجربة مستشفى سرطان الأطفال المصري العالمي (57357) ولكني أود أن أشير إلى أن مشروع (99199) مشروع سوداني 100%، بجهود ومقترحات وأحلام سودانية، والعلاقة بالصرح المصري الشامخ لا تتجاوز التوجيه والدعم والمشورة ومحاولة الاستفادة من تلك التجربة الرائدة التي يقف عليها الطبيب الإنسان «د. شريف أبو النجا» وأركان حربه الأخيار الذين حولوا الحلم إلى حقيقة مبهرة تصل حد المعجزة، واعلموا أنهم ما توانوا عن مد يد العون ما استطاعوا، ولكننا نريد لهذا المستشفى أن يرى النور بفضل أبناء هذا الوطن الممتد مليون ميل مربع من الخير الكامن والظاهر. { وإذا تساءلنا لماذا مستشفى (99199) لسرطان الأطفال تحديداً؟ والإجابة الواضحة أن معدل الإصابة بالسرطان في ازدياد مضطرد وبأنواع مختلفة وربما لا يتخيل بعضكم ما آل إليه حال العديد من أطفال السودان بسبب السرطان لأننا لا نملك المعلومات الكافية للوقوف على الواقع، ولكن قيام هذا المستشفى ضرورة حتمية لأن نسبة نجاح العلاج بين شريحة الأطفال تحديداً تتفاوت ما بين 85 - 100% وهي نسبة كبيرة والحمد لله إذا ما قدم العلاج بالطريقة المفروضة والدقيقة. { واعلموا.. أن الخيار الوحيد المتفق عليه أن يكون العلاج داخل هذا المستشفى بإذن الله مجانياً مدى الحياة، وبأحدث التقنيات والأساليب العلمية وكل هذا يتوقف علينا جميعاً، فمشروع (99199) مشروع قومي شامل، لا يعرف معاني الأولويات أو التفضيل، ومن حق جميع أطفال السودان بل وأفريقيا أن يتمتعوا بميزات هذا العلاج المجاني حتى يتم لهم الشفاء الكامل إن شاء الله. { وقد بدأت مساء أمس الحملة التوعوية الكبرى في مرحلتها الأولى للتعريف بالمستشفى وأهدافه، فنزل هؤلاء الشباب إلى الشارع العام ليلتقوا بالمواطن السوداني صاحب الوجعة ويؤهلوه ككادر بشري مهم في التفاعل مع القضية وإنجاح هذا المشروع قدر إمكانه ولو كان الدعاء الصالح، وقد التقيت هؤلاء الشباب ووجدتهم ملمين بكافة المعلومات اللازمة وعلى قدر من اللباقة ورحابة الصدر بما يلزم لاستيعاب كافة ردود الأفعال لدى الجميع التي أرجو أن تأتي إيجابية بقدر نبل غايتهم، بالإضافة إلى ذلك فقد بدأت الحملة الإعلانية للترويج للمستشفى في العديد من القنوات الفضائية المحلية والعالمية على أمل أن يجد الأمر الاستجابة من كل السودانيين وغير السودانيين فهذا ما نعول عليه كثيراً في جمعية مستشفى سرطان الأطفال (99199) هذا الاسم البسيط الذي يعلن عن نفسه ويستحق الاستجابة. { تلويح: أتمنى أن ينضم جميع الشباب للتطوع بالجمعية والاتصال على الرقم (0123991994)، ودمتم سالمين فاعلين.