{ أقبل العيد.. وامتلأت الأسواق بالمشترين والباعة، والعنصر النسائي هو الغالب دائماً. وعندما تتسوَّق المرأة فيمكنك أن تطلق على هذه الحالة التي تعتريها مسمى الهواية المحببة التي تحمل سمات المساومة أو المفاصلة أو المبارزة، وكلها تصلح كمسميات يمكن إطلاقها على العملية التي تقوم بها المرأة في السوق تحت شعار الشطارة والبراعة و(الفَلاحَة والنجَاضَة)، وهي تفاصيل يمتنع عنها الرجل من باب الترفع أو الخجل أو ضيق الوقت، وبالمقابل يعتبرها التاجر ضرورة من ضروريات العمل وأعبائه التي تستوجب الصبر وطول البال على أمل تحقيق أعلى المكاسب من احتماله (لغلاسة) هؤلاء النسوة المزعجات (النقناقات). { والعارفات ببواطن شؤون السوق يوردن بعض النصائح اللازمة لبلوغ أعلى درجات البراعة في المفاصلة وتحقيق أكبر المكاسب: 1 - عليك أن تقارني أسعار السلعة عند العديد من الباعة قبل شرائها لتقفي على حقيقة السعر وتكوّني فكرة كافية عن حيّز المساومة المتاح لك لتصلي إلى أنسب الأسعار التي يجب أن تدفعيها. 2 - عليك أن تكوني على ثقة دائمة من أن موقفك كمشترية يجعلك في موقف القوي المتحكم في السوق وذلك لوفرة العرض وقلة الطلب. 3 - اجعلي المساومة شعارك دائماً خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي سببتها الأزمة الاقتصادية العالمية، فالتجار الآن مستعدون أكثر من أي وقت مضى للتنازل والبيع بأسعار معقولة تناسب جيبك وإمكانياتك. 4 - احرصي على شراء السلع التي تريدينها من الأسواق المتخصصة، فلا تشتري الخضروات مثلاً من مركز تجاري أو عربة متجولة بل من سوق الخضار نفسه لتضمني أنها طازجة ومعروضة بسعر الجملة. 5 - حاولي إتقان فن المساومة وامتلاك أدواتها من حنكة وبشاشة ولباقة ومعرفة عامة بأسعار السلع مع الحرص التام على اختيار عبارات الاستعطاف والتعامل بطريقة مهذبة، وهكذا يمكن أن تنالي شرف البراعة في المساومة وتحققي أعلى المكاسب وأفضل النتائج علماً بأن التجار بالمقابل لهم القدرة على معرفة طبيعة المرأة وقراءة شخصيتها فامنحيهم دائماً الإحساس بالثقة وأوحي لهم بإلمامك التام بالموقف العام للسوق ليحذروك ويعلموا أنك من الصعوبة بمكان حيث لا يمكن استغلالك أو خداعك، واعلمي أنك مهما ساومت فلن تظلمي البائع ولن تبخسيه حقاً طالما كان ماضياً معك قدماً في جدال المساومة، فهذا يعني أن الجدال لا زال دائراً في منطقة ربحه مهما تقازمت، ولكن بالمقابل لا تبالغي في خفض الأسعار من باب الطمع في حال وجدت البائع مستسلماً لك، فقد تؤدي المطاولات إلى نتائج عكسية، فينفد صبر البائع ويبلغ حداً من الاستياء يدفعه في قرارة نفسه للإصرار على عدم مبايعتك أو التعامل معك من جديد، وتذكري أن البائع مهما كان لطيفاً ومتعاوناً فهو في النهاية رجل قليل الصبر وسريع الانفعال ويكره ثرثرة النساء وأحاديثهن المطوّلة. أخيراً.. أرجو أن تستمتعي قدر الإمكان بانتصاراتك الشرائية دون أن تجعلي مهارتك تتحول إلى إدمان يدفعك إلى التسوق دون سبب منطقي أو شراء لوازم غير ضرورية ترهق ميزانيتك وتثير حفيظة زوجك. { تلويح: تذكري دائماً أن السعر المعلن هو سعر المساومة وليس السوق.