احتشدت أمس (الخميس) بحدائق امانة حكومة ولاية الخرطوم ألف من قيادات الجنوب والسلاطين والسلطانات الذين يمثلون كل أبناء الجنوب المتواجدين بولاية الخرطوم بحضور والي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر ومستشار رئيس الجمهورية الشيخ بيش ونائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية د. مندور المهدي ووزراء ومعتمدي ولاية الخرطوم، فى مستهل تدشين المهام الجديدة لمجلس السلام والوحدة عقب تكوينه الأخير للقيام بدور متقدم لمرحلة الاستفتاء القادمة. وأجمع المتحدثون من السلاطين على خيار الوحدة لاعتبارات تتعلق بالروابط الأزلية والتأريخية وتمتع أبناء الجنوب فى كل ولايات السودان بكافة الحقوق بعد أن أصبحوا شركاء أصليين فى إدارة مؤسسات الدولة والمجتمع وطالب السلاطين باستكمال منظومة الخدمات بمناطقهم حتى يشعر المواطن الجنوبي بأنه مساوٍ لنظيره من الشمال فى الحقوق والواجبات. من جهته رحب والي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر بالحديث الصريح والشفاف الذي عبر عنه السلاطين، مؤكداً التزام الولاية بالمطالب التي وردت بشأن الخدمات والتخطيط وجزم الوالي بأن الخدمات ليست لها علاقة بالوحدة أو الانفصال فهي واردة فى خطة الولاية التي بدأت قبل (10) سنوات، كما أن البترول ليس سبباً فى تمسك المؤتمر الوطني بالوحدة لان البترول حديث عهد بالسودان الذي ظل طوال تاريخه يعتمد على موارد أخرى. وقال الوالي إن أي شخص معني بالإستفتاء هو حر فى خياراته ولن نمارس أي ضغوط ولن نسمح لأي شخص باجبار أي مواطن على التصويت لخيار معين، وأضاف: (ما عايزين أي مشاكل بين الراغبين الوحدة والداعين للانفصال ذلك من مواقع مسئوليتنا كحكومة مهمتها توفير المناخ الآمن لقيام الاستفتاء)، وقال الوالي إذا وقع الانفصال ستسود علاقات الاخاء والوئام بين الشعبين لأن ذلك التعايش ربما يحفز للوحدة مرة أخرى، غير أنه قال: أنا شخصياً كرئيس للمؤتمر الوطني سأعمل على دعم خيار المؤتمر الوطني بالسعي لتحقيق الوحدة. وقال إن مجلس السلام والوحدة لن تقتصر واجباته على العمل من أجل الوحدة وانما ذراع مساعد لحكومة الولاية لمتابعة تنفيذ الخدمات التي أشار اليها الوالي باكمال تخطيط معسكرات السلام بود البشير التي صارت من أحياء محلية أمبدة والبدء فى معالجة اوضاع سكان منطقة سوبا. وعدد والي الخرطوم الخدمات التى وفرتها الولاية حتى الآن بمناطق إعادة التوطين وبلغت (25) مدرسة أساس و8 مدارس ثانوية مؤكداً إستعدادهم لبناء المزيد من المدارس متى ما كانت الحاجة اليها ضرورية بالاضافة الى إنشاء 7 مراكز صحية وان خدمات الكهرباء على وشك أن تدخل مناطق أمبدة والفتح بكرري. ودعا الوالي الى إنتخاب مجلس للسلاطين يتم إختياره من القواعد يعمل الى جانب مجلس السلام والوحدة كما أعلن عن التزام الولاية بتخصيص وظائف خاصة لاستيعاب أبناء الجنوب حسب ما ورد فى إتفاقية السلام. د. تابتيتا بطرس ممثل الهيئة الشعبية لدعم الوحدة قالت إن السلاطين والسلطانات يمثلون ركن الزاوية فى الوحدة كما نصت عليه إتفاقية السلام وان نصيب المرأة فى السلطة (25%) وتطرقت تابيتا الى مهام الهيئة الشعبية للمرحلة القادمة والتى تتمثل فى الإستفتاء للجنوب والمشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الازرق. من ناحيته قال رئيس المجلس الاعلى للسلام والوحدة بول ليلي ان شعارنا هو (لا عاش من يفصلنا) واكد أن المجلس أعد العدة لتنفيذ توجيه السيد رئيس الجمهورية الخاص بنفير الوحدة بالتحرك وسط كل القطاعات المعنية بالوحدة بولاية الخرطوم مؤكداً أن مجلس السلام والوحدة ليس لافته لأي حزب سياسي وإنما وعاء شامل لكل الجنوبيين بمختلف توجهاتهم السياسية والقبلية والجهوية. نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. مندور المهدي قال: إننا فى المؤتمر الوطني خيارنا هو الوحدة ونرفض أي دعاوي للانفصال وقال إن ما تروج له الدوائر الإستعمارية بان الانفصال قادم لا يمثل رأي الاغلبية من الجنوبيين وانما هذه هي أشواقهم وأمنياتهم لتمزيق وحدة الشعوب وزرع بذور الفتنة والشقاق. مستشار رئيس الجمهورية الشيخ بيش قال ان السودان كالبيت الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين وان الحدود بين الشمال والجنوب هي صنيعة استعمارية وتجاوزها الجنوبيون والشماليون وهناك فئات لا تعترف بهذه الحدود كالرعاة الذين يذهبون أينما وجد الكلأ والماء .