سوء حظ هلال الجبال وضعه امام الاسياد ذلك الفريق المتحفز وكما اسميته الاسد الجائع.. والثورة التي اندلعت في صدور الفرسان عقب خسارة مالي كانت تحدث عن رجال كالاسود الضارية تلتهم كل ما يلاقيها على طريق النصر وتردع بلا رحمة من يعترض درب الاسياد في زحفهم الراشد لاستعادة صدارة الممتاز ومن ثم التمسك باللقب المحبب. لم تكن الخماسية مفاجئة لاحد بل كانت الجماهير المتعطشة لانتصارات الازرق والمنتظرة لثأر كبير على هلال الجبال تتوقع مهرجانا من الاهداف. الهلال قدم مباراة كبيرة واظهر تجانسا بين كل الخطوط وانسجاما واضحا وتميز بالجماعية والنزعة الهجومية وكان مساوي (بيلمع في الظلام) زي سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام. ارعب الاسياد فريق الاتحاد بخماسية من نار كانت ترجمانا للسيطرة الهلالية وتأكيدا على لسان الحال في ملحمة الاحد التي لا تقبل الجماهير الا الفوز بنتيجتها. ثمة علة متلازمة للدفاع لم تنقشع حتى الآن وباتت كالغمة تفطر الافئدة وتتداعى لها الانفس خوفا وهلعا حيث عالج سيف الاخطاء وبات الرقم الصعب في خط الظهر بل وبز كل اقرانه واصبح الوحيد الذي يبعث الطمأنينة وسط الجماهير. وهذا الواقع يجعلنا نطالب المدافع سامي عبد الله بمراجعة ادائه حتى يعود كما كان ولا يجامل بالمشاركة قبل اكتمال الجاهزية مهما كانت الحاجة لجهوده حتى لا تكون خصما عليه. كما نحذر لاعبي الهلال لحالات الاستفزاز المتعمدة من الخصم والتحرش والتعدي واستخدام القوة وقد نال بسببها مهند بطاقة في مالي وعمر بخيت امام هلال كادوقلي مع ان المخالفتين لصالح الهلال استخدم خلالهما الخصم الشد الظاهر لملابس اللاعبين ولكن الحكام كالعادة عكسوا الحالات. ارتفع كاريكا ومهند برصيدهما الى ستةة اهداف لكل ولكننا نلفت نظر مدثر للتسديد الخاطئ لركلة الجزاء للمرة الثانية حيث كانت الاولى مع الافيال وعلى المدرب اما تخصيص لاعب محدد للضربات او تمرين كاريكا عليها بكثرة في التدريبات. انذر الهلال كل فرق الممتاز واثبت ان القطار الذي يجر من خلفه العربات قادم بقوة وعندما يكمل جميع مبارياته المؤجلة سيعتلي القائمة بلا منازع ويسترد الصدارة ليثبت ان الخيل الحرة بتجي في اللفة. ونرجو اعداد برنامج خاص لتدريب الحراس خاصة على المعكوسة ولم نهضم اصرار المعز على امساك الكرة المعادة من سامي والسبب طبعا سوء التوقيت والتنسيق بينهما والخروج الخاطئ للمعز كالعادة ومع ذلك نشيد بخطوته الامساك بالكرة وتعريض نفسه للعقوبة لحماية مرماه. كما نلفت عناية الجهاز الفني لعدم استفادة الهلال من الكرات العكسية والركنيات والمخالفات بصورة مثالية ونادرا ما تشكل خطورة على الخصم وتضيع البقية هدرا. احرز الهلال خمسة اهداف وحصد ثلاث نقاط وارتفع برصيده في الروليت وهو المهم والمباراة كشفت الكثير للمدرب واكدت جاهزية الاسياد لسحق الاتحاد. بات المريخ مرعوبا من تقدم الهلال القادم كاعصار عنيف. آخر الحروف قدم بوي مباراة كبيرة واحرز هدفا رائعا لا يحرزه الا لاعب فنان. وقدم نفسه بشكل متميز يرشحه للثبات في التشكيلة والاستمرار اساسيا بالفريق ونرجو الا تكون الاشادة به مدعاةً للتراجع والتخاذل بل محطة للمزيد من الاجادة حتى يحتل مكانه بالمنتخبات. صاروخ بوي هيج الذكريات وملحمة الاهلي القاهري وهدف كرنقو. وبدل مهند اصبح للهلال عدد من منصات اطلاق الصواريخ. تمسك لاعبو الهلال بالانضباط وظهروا في قمة المسؤولية وهم يلتزمون بالمعسكر الذي طالبوا به عقب خسارة مالي.. وقد طالبوا كذلك باداء اكبر عدد من مباريات الممتاز باعتباره الوسيلة الوحيدة للاعداد. وتتقمص اللاعبون روح الجدية والعزيمة والاصرار والتحدي على بلوغ الهدف واعلان التأهل بالفوز على الاتحاد. وينتظرون فقط دعم ومؤازرة الجماهير ووقفة الاعلام والاقطاب. كنا نتمنى ان يتيح المدرب الفرصة للاعب النعيم امام هلال الجبال على الاقل لاعادته تدريجيا للمباريات وقد يحتاجه الهلال في الكونفدرالية على الطرف او في الوسط. وبكري المدينة مهاجم بارع يحتاج لوزن السرعة وضبط الايقاع وعدم التسرع. ابتلانا الله بمشاهدة قنوات الجزيرة الرياضية الناقل الحصري لمباريات البطولة الافريقية وقد تكرر سوء التصوير وكانت الكرة في وادٍ والمصور في وادٍ آخر.. ويبدو ان المصورين لا علاقة لهم بالرياضة ولا يأتمرون بأمر المخرج. وظلت الكرة باستمرار خارج الشاشة ويتعب المشاهد لمتابعة حركة اللاعبين.. كما ان اعادة اللقطات والاهداف والفرص الخطرة لا تتم بالتنسيق التام ولا يحسن المسؤول اختيار الزمن. وفي كل القنوات يختار المخرج التوقيت المناسب لاعادة اللقطات عند توقف الكرة او خروجها او عند علاج اللاعبين. ولا بالغ اذا قلت ان تصوير قناة (قوون) ونقلها للمباريات افضل من قنوات الجزيرة وربما يعود لنوع وتأهيل طاقم التصوير. اذا لم يكن المصور رياضيا لا يستطيع تقدير حالة وحاجة المشاهد وزاوية رؤيته وتلهفه لعرض الاحداث المهمة وليس التفاصيل. راجعوا مسيرة القناة قبل ان تفقد المشاهدين.