أطفال السرطان بمستشفى الذرة الخرطوم، استقبلوا هذا العام عيد الأضحى دون أن يحصلوا على حقن الجرعات العلاجية المفترض إعطاؤها لهم حسب الجدول الموضوع من اختصاصي وحدة علاج اللوكيميا د. الخطيب. المرض الخبيث الذي يفتك بأجساد الصغار لا علاج له سوى هذه (الحقن) التي تخفف من سرعة تقدمه وتمنح الأطفال بعض العافية، الجرعات التي أصدرت د. تابيتا قرارها بأن تكون (مجانية) لخطورة هذا المرض وارتفاع تكلفة علاجه إضافة إلى تباين ظروف الأسر المادية؛ هذه الجرعات توقف مستشفى (الذرة) عن تقديمها للأطفال منذ شهرين حسب إفادات (أم وعد) 7 سنوات، و(أم نفيسة) 10 سنوات، اللتين حضرتا لمكاتب «الأهرام اليوم»، وتتراوح أسعارها بين (500) جنيه، ومليوني جنيه بصورة دائمة أسبوعياً، وشهرياً لبعض الحالات، ولا تتوفر في الصيدليات الخاصة إلا بصورة نادرة، حيث توجد صيدلية (واحدة) يلجأ إليها أهالي المرضى إن تمكنوا من توفير المال، ثم يعودون بها للمستشفى لتعطى للطفل المريض بواسطة الاختصاصي المسؤول. وحسب حديث الأمهات فإن د. الخطيب المسؤول عن الوحدة اضطر في حالات عدة لتوفير جرعات العلاج من ماله الخاص رغبة منه في إنقاذ الأطفال. وكيل وزارة الصحة سبق له التصريح للصحف بأن على الأمهات التوجه إلى المستشفى للحصول على العلاج (مجاناً)، وفوجئن بأن كلام الوكيل لم ينفذ منه شيء، وما زالت المعاناة، وكل أسبوع تتضاءل آمال الأسر المستورة في علاج أطفالها. وتقول (أم وعد): «نضطر لتقاسم الجرعة الواحدة أحياناً بين طفلين أو أربعة بإشراف الأطباء حتى لا ينتكس الوضع الصحي لأحدهم، لأن الهم واحد والوفاة نتيجة حتمية لأية (انتكاسة) يتعرض لها طفل». وتشهد عيادة اللوكيميا زيادة حادة في عدد الأطفال المصابين، وحسب إفادات الأمهات فإن (40) حالة جديدة قد يتصادف وجودها أسبوعياً، وفي ظل عدم توفر العلاج؛ فإن الوضع سيزداد سوءاً. جمعيات مثل (تداعي نحن) تخدم أسر الأطفال، ولكنها تعجز عن توفير الدواء، وأعمار الأطفال تتراوح بين 7 أشهر و14 سنة. وتقول هنادي عبدالله: «كنا نأمل أن توفر لنا الوزارة العلاج لأنه غير متوفر في السوق، وإن وجد فبأسعار عالية، وأن يتم علاج أطفالنا بمستشفى برج الأمل لمرض السرطان الذي افتتحه نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان، فما حدث هو أنه تم (تحويل) الكبار إليه فقط وبقينا نحن وأطفالنا نعاني نقص الكوادر والأسرّة وجاء توقف إعطاء الجرعات المجانية ليزيد الطين بلة».