{ افتتح وزير الكهرباء والسدود «أسامة عبد الله» يوم الخميس الماضي المحطَّات الإضافيَّة الملحقة بمحطَّة كهرباء «واو» بولاية غرب بحر الغزال، بطاقة توليد تبلغ (3.8) ميقاواط. وقال الوزير، عقب جولة في ولايتيْ «واراب» و«غرب بحر الغزال»، اطمأنَّ خلالها على سير العمل وترتيبات الدورة المدرسيَّة، قال: إن افتتاح المحطة الجديدة أسهم بصورة كبيرة في استقرار الإمداد الكهربائي وأصبحت الآن الطاقة متوفِّرة. وأضاف الوزير: (ليس هناك ما يمنع استمرار هذه المشروعات في حالة الوحدة أو الانفصال في إطار تقوية العلاقة بين الشمال والجنوب)..!! قرأت الخبر أعلاه بصحيفتنا (الأهرام اليوم).. قبل.. وبعد الطبع، فلم أعرف.. هل أضحك.. أم أبكي..؟! { «أسامة عبد الله» يفتتح محطَّات الكهرباء في غرب بحر الغزال، وحكومة الجنوب تستضيف «منَّاوي» و«أبو القاسم» و«عبد الشافع» في جوبا (علناً)، وتستضيف «عبد الواحد» (سرَّاً)، فالأخير يخشى على نفسه، ويخشى من تسبيب الحرج لفرنسا ساركوزي التي توعَّدت كثيراً بطرده، وإنهاء إقامته الفارهة في عاصمة النور والجمال.. «باريس».. !! لكن (الأهرام اليوم) تابعته حتى داخل الغرفة وهو يقضي ليلته الأولى في «جوبا»، ولا داعي للتفاصيل، وانفردت بنشر الخبر ومازالت تؤكِّد عليه رغم أكاذيب «باقان أموم». { وفي ذات اليوم الذي كان يفتتح فيه «أسامة عبد الله» محطَّات «واو» الكهربائيًّة، كان الفريق «صلاح قوش»، مستشار الرئيس، يفتتح معهداً للتأهيل التربوي في دائرته الانتخابيًّة بالولاية الشماليًّة، ويخاطب المواطنين كاشفاً أنَّ (الحركة الشعبيًّة بدأت تنفذ الآن الخطَّة الأمريكيَّة «ب» التي تتلخَّص في إقامة دولة في الجنوب، ومحاصرة الشمال بقضايا دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان»..!! { وإذا كان مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي يعلم أنَّ الحركة الشعبيَّة بدأت في تنفيذ (الخطَّة «ب»)، فما هي (الخطَّة) التي يعمل بها الوزير «أسامة عبد الله» لتقوية العلاقة بين الشمال والجنوب؟! { «أسامة» الذي كان أحد مديري (دسك) انتخابات أبريل الماضي، لم يفعل شيئاً تجاه (العصيان الجنوبي) - بأمر الحركة الشعبيَّة - عن التسجيل في الشمال، وهو أحد الذين خطَّطوا لاكتساح «المؤتمر الوطني» للانتخابات الماضية بنسبة فاقت حتى توقُّعات قادة «المؤتمر الوطني» أنفسهم..!! { «أسامة» يهدر طاقته.. وطاقة الشمال، ولن يأبه أحد في «الحركة الشعبيَّة» وحكومة الجنوب لما يفعله في ملف الطاقة والسدود.. غير أنَّ أفضل ما يمكن أن يجده منهم استقبالٌ أفضل من ذاك الذي استقبلوا به «زهير حامد».. المسكين الذي حبسوه في (حاوية) عندما ذهب يبشِّر بالوحدة في «جوبا»، و«بور»، بينما حزبه عاجز عن التبشير بها وأخذ الجنوبيين إليها (منطقاً) أو (تحايلاً) هنا في «الخرطوم»!! رغم أنه اتَّخذ من الأساليب أنواعاً وأشكالاً في الانتخابات الماضية، فهل زهد المؤتمر الوطني الآن.. أم أصابه الشلل.. أم أنَّ في الأمر (مؤامرة)؟! { قيادة «المؤتمر الوطني» تعلم جيداً أن قواعد الجنوبيين في الشمال والجنوب إمَّا (مخدوعة) أو (مرعوبة) أو (مبيوعة) بواسطة بعض السلاطين.. وتعلم جيِّداً أن الاستفتاء القادم لا يعبِّر عن رغبة حقيقيَّة لقطاع واسع من الجنوبيين.. فلماذا تسكت على هذه (الجريمة) وتقبل بتمرير (اللعبة)، وهي تعلم أن القادم أسوأ، وأن الخطَّة (ب) يبدأ التنفيذ لها من «جوبا» هذه الأيَّام..!! { أفهم أن يتحرَّك الوزير «أسامة عبد الله» لافتتاح منشآت في الجنوب في إطار (خطَّة) للحفاظ على وحدة السودان، ولكنَّني لا أفهم أن (ينفخ) وزير كبير وقريب من «الرئيس» في (قِربة مقدودة) ويزعم أن «محطة واو» ستقوي العلاقة بين الشمال والجنوب..!! { هل يتبادل قادة «المؤتمر الوطني» المعلومات.. هل يتفاكرون.. وهل يفكِّرون - تفكيراً جماعياً - أم أنَّ الحكاية كلها (ماشَّة بالبركة)..؟! أسامة (يشرِّق).. وصلاح (يغرِّب) .. والبقيَّة تائهة..!! { حسبنا الله .. ونعم الوكيل.