{ دعوني أضع لافتة بين حديثين مكتوب عليهما (بليلة) مباشر ولا ضبيحة مكاشر. الحديث الأول نصه ورد على لسان شيخ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية وهو يخاطب حفل تدشين حقل بليلة بجنوب كردفان حيث قال موجهاً خطابه للسيد الرئيس وللشعب السودان (إن هذه إحدى المُبشّرات والبشريات لثمرة جهادك ورباطك وتضحيتك في سبيل أمتك والتحية من بعده لكل الشعب السوداني والتهنئة والتأكيد بأن المستقبل أفضل من اليوم، وأن الغد أفضل من اليوم، وأن الذين يشككون في مستقبل السودان يرد عليهم بمثل هذا الانجاز الذي يتحقق على أرض بليلة بزيادة 30 ألف برميل يومياً في الإنتاج الذي نأمل أن يتضاعف. فليُشكك المشككون ما شاءوا ولكن شباب السودان وبناته وأجياله المتوثّبة المؤمنة تؤكد بالفعل والانجاز أن مستقبل السودان المشرق هو الغالب والقادم بإذن الله، وأن على صخرة صمودهم وعلى قناة عزمهم تتكسّر كل مؤامرات الأعداء كما تكسّرت في السابق بإذن الله). أما الحديث الثاني فقد جاء على لسان الخبير الاقتصادي والوزير السابق عبد الرحيم حمدي في الورشة السنوية لكلية القانون بجامعة الخرطوم تحت عنوان «الاستفتاء ومستقبل السودان حول الموارد الطبيعية»: (بأن بترول الشمال بعد الانفصال ياداب يمشِّي الحال). { وهنا أسمحوا لي أن أعود إلى لافتتي و(أُوهِّطها) وأتأكد من أنها راسخة وفي عمق (الواطاة) لأنني أعتقد أن البترول الذي تعتبره الحركة كرتاً رابحاً تلوّح به في وجه من فاوضها أو من سيفاوضها، وتعتقد أنه المارد الذي خرج (مش) من مصباح علاء الدين خرج من بئر بترول يمكنه أن يحوّل الجنوب إلى جنة عدن وسيتلوى الشماليون جوعاً وربما نذهب نازحين نحو جوبا، هذا اعتقاد (بليد)! لسبب بسيط جداً أننا وطوال تاريخنا منذ الاستقلال وحتى الآن لم يتمرّغ الشمال في نعيم البترول ولم نذق له طعماً، إما بسبب الحرب اللعينة التي عطّلت استخراجه، وإما بسبب ما واجهنا وسيواجهنا من عقوبات وضغوطات وبالتالي وحتى إن لم تتنفس أرض الشمال ما تختزنه من بترول فبإمكاننا أن نتوجه بكلياتنا نحو ثروات أخرى تذخر بها رضنا إن كانت زراعية أو حيوانية وهذا بالتأكيد يتطلب إن حدث الانفصال أن نُغيّر تماماً من سياسات اقتصادية مرتخية كثيرة أولها هو تقليص عدد الوزارات التي تأكل من سنام الميزانية في منصرفات لا تخدم (محمد أحمد الغلبان) في شيء، وثانياً أن تشد الحكومة نفسها الحزام وتقلّل من نفقات الاحتفالات ومظاهرات التأييد (البتقوم عمّال على بطّال) والمهم أن يكون الخطاب السياسي القادم أن كيف نبدأ البداية (الصاح) لبناء هذا السودان وهو خطاب يحتاج إلى القدوة لأنه لا يمكن أن نطلب من المواطن أن يقسّم رغيف العيش والبعض من المسؤولين يأكل من هيلتون وبرج الفاتح وهنا لا أدعوهم أن يتمثلوا بالمهاتما غاندي بأن يبدلوا البدل الأنيقة والجلاليب السكروتا بملابس من دمورية أو ينتعلوا (التَّمُوت تِخلِّي)، ولكن بعضاً من التواضع وتبسيط الحال سيجعلنا نشد الأحزمة حتى آخر (خُرم) فيها! { لذا أجد نفسي محتفية وسعيدة وكأن الدنيا عيد (وبليلة) تمنحنا ما في جوفها من ذهب أسود لا أراهن عليه كثيراً بقدر رهاني على الذهب الحقيقي وهو الشعب السوداني القادر على صنع المعجزات وثاني (بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر). { كلمة عزيزة .. الإخوة في النيل الأزرق برنامج (مساء جديد) هو الفترة التي يفترض أنها فترة للمنوعات التي تسترخي معها أعصاب المشاهدين الذين ربما أكثرهم يبدأ يوم المشاهدة به، لذلك فإن الاستضافات التي تتعلق بالبنوك والمؤتمرات هي استضافات دمها تقيل ومحاولة تخفيفها بأغنية أغنيتين عاملة زي الملاح البارد الزادوه موية. رجاءً امنحوا هذه الفترة المهمة الخفة في المحتوى والاستضافات الرشيقة حتى لا تفقد مشاهديها. { كلمة أعز .. قناة زول تعيد علينا برنامجها الصباحي منتصف الليل ونسمع عبارات شاكلة (صباح الخير) وحتبدأ صباحك كيف!! ده يقولوا عليه شنو؟!