{ ونقرأ.. اختطاف طفل.. المكان أمبدة دار السلام.. ونقرأ أيضاً.. نظاميون يقتلون مدنياً.. ومدنيون يقتلون نظامياً.. والمكان أمبدة دار السلام، الموت والاغتصاب والاحتيال والسرقة والخطف، جرائم موَاطنَها أمبدة، ما ذكرت أمبدة إلا وذكرت «أمبدة الجريمة» أمبدة أكبر المحليات وأكثرها تغذية «لصفحات الحوادث». ما ذكرت أمبدة إلا وذكرت الجريمة لدرجة التساؤل المقلق، أليس هنالك شيئاً جميلاً، هنالك في أمبدة، لماذا تتصدّر أمبدة دائماً قائمة «الأخبار السيئة»، فلقد تراجعت مناطق تاريخية، مثل الحاج يوسف، كانت تُغذي صفحات الحوادث في عهود سحيقة سابقة، شهر كامل يمر ولا توقد في شرق النيل نار لجريمة، برغم المسغبة والأحياء الفقيرة لدرجة الاعتماد في بعض الأحيان على الأسودين ولا شيء غيرهما، ولكنهم أمسوا لا يصدّرون الجريمة، لكن أمبدة موجودة «ودار السلام الخرطوم» فهذه المناطق جديرة بأن تسد النقص الذي يحدث في «أسواق الحوادث» ونسبة أمبدة في هذه الصناعة وهذا الإنتاج كبيرة جداً! بل أصبحت من أكبر الممولين لهذه السوق الرائجة جداً في الفترة الأخيرة! شهور بأكملها لا يرد خبر جميل وأمل من أمبدة، ونسأل، هل الصحافة هي السبب؟! بمعنى أنها تنظر فقط للنصف الفارغ من الكوب، أم أن «كوب أمبدة» كله أصبح فارغاً مثل فؤاد أم موسى؟!، هل نحتاج أن نرسِّخ ونوطِّن في أمبدة والأقلام والألواح بعض أدبيات شاعر المهجر. كُنْ جميلاً ترى الوجود جميلاً وإن الذي نفسه بغير جمال.. لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً يرى الشوك في الورود .. ويعمى أن يرى الندى فوقها إكليلا أم ليس هنالك ورود أصلاً؟! أنا لا أصدق أن أمبدة خالية من الورود، وأنها لا تزرع إلا الشوك والخوف والقلق، وهي تجني ما تزرع، وذلك لسبب بسيط جداً، هو أن أمبدة تشهد عهد «أُتْرُجّة المعتمدين» وعميدهم الأستاذ حسن الجعفري، وبرغم أن الرجل المعتمد الجعفري قد غادر شرق النيل منذ فترة طويلة إلا أننا لا نزال نتفيأ ظلال وروده، فلم يغرس في هذا الشرق الآسر الجميل غير الأمل والحياة والورود. فلقد ترك فينا ما أن تنسّمنا عبيره لن تضل خطاوينا مطلقاً، ترك لنا مزارع من التفاؤل والأمن والآمال. فشرق النيل ظلت تسجِّل ولازالت أعلى النسب والمعدلات «من خلو الجريمة»، مزارع من الأمن والهدوء تعهدها فيما بعد دكتور يأسر الفادني بالسقاية والرعاية. صحيح أن «جمهورية أمبدة الديمقراطية» قد يفوق عدد سكانها سكان «دولة قطر»، قطر التي قهرت الولاياتالمتحدةالأمريكية في عقر ديار الفيفا بزيورخ، قطر التي كسبت تنظيم المونديال القادم، وأمبدة تكسب دائماً، وحسب «غسيل الجرائد»، تكسب تنظيم مونديالات «صفحات الحوادث»، وصحيح أن أمبدة هي الموظف الغربي الأول بولاية الخرطوم، بحيث أن أبوابها وشرفاتها تطل مباشرة على أقليم دارفور المضطرب. لكن الأصح في هذه المعادلة أن (جمهورية أمبدة) يديرها الآن رجل يعرف كيف يصنع النجاح. سيدي الأستاذ حسن الجعفري، بتقديرنا، أنتم تحتاجون «لمنظومة النجوم» لاختراق هذه الحالة التي رسّخها الإعلام، وتحتاج الخرطوم لتقرأ أخباركم الجميلة، وأنا متأكد أن هنالك أشياء كثيرة أنيقة ومدهشة وانجازات هائلة، والتحدي الأكبر كيف تجعلونها أخباراً من «الدرجة الأولى الممتازة»، فأنتم تستحقون أن تكونوا أصحاب الأسهم الكبيرة والامتياز في «شركة الجمال والأمل والإشراق»، على أن تعرضوا أسهمكم في «شركة الحوادث» الخاسرة للتصفية والبيع الفوري. والجماهير والقراء يتسألون، إن كانت أمبدة محلية يخذلها وفاء أهلها، أم محلية يظلمها الإعلام، أم لم تسعفها ثقافة «غرس الأحلام»؟!