إيثار عبدالعزيز، نشأت بسلطنة عمان وجاءت للخرطوم لدراسة الفنون الجميلة رغم معارضة والدها في البداية الذي كان يود أن تتخصص في مهنة (تأكل منها عيش)، وعلى عكس توقُّعات الوالد الذي توفي قبل حفل تخرُّجها في عام 2009م أفلحت موهبة إيثار في أن تجلب لها الذهب قبل حصولها على شهادة الجامعة.. فالرئيس المشير عمر البشير حضر حفل افتتاح أحد معارضها في إطار ختام الدورة الخامسة لاتحاد الشباب الوطني وتوقّف طويلاً أمام لوحتين من أعمالها، إحداهما لرجل من (توتي) يقف على مركبه بالملابس الشعبية، وأخرى لرجل من الشرق يقف مستنداً على سيفه. وتقول «إيثار» إنها فوجئت بحضور الرئيس لمعرضها الذي ضمّ (18) لوحة رغم انشغاله بمؤتمر سياسي مباشرة بعد الافتتاح، وجاءت الفرصة لإيثار لتعبِّر عن مواطنتها رسماً بعد عودة الرئيس من مؤتمر الدوحة، إذ رسمت لوحة له مع رئيس قطر فازت بالمركز الأول في معرض جماعي لاتحاد الشباب. ولأنها مُبدعة (غير مُسيَّسة) - كما تقول - قامت بناءً على طلب السيدة (حفية) بعمل شالات مطرزة بصورة الإمام الصادق المهدي، وتقوم بتدريس الأطفال الرسم بمركز راشد دياب وتعمل عضواً في اللجنة التنفيذية لاتحاد التشكيليين. وتقول: «لديّ لوحتان من أعمالي تمّ عرضهما بصورة دائمة بمجلس الوزراء وأعمل على تحقيق حُلمي الخاص بافتتاح (مركز عبدالعزيز للفنون) تيمُّناً بوالدي». إيثار تُتقِن فن (الكولاج) الذي يعتمد على إدخال الخامات الطبيعية في الرسم كالتراب، والقماش، لإبراز سطح اللوحة. وترى أن رسم الوجوه (البورتريه) من أصعب أنواع الرسم رغم إتقانها إياه، وتؤمن أن دراستها بالخليج صقلت موهبتها لأن التعليم هناك يهتم بالموسيقى والرسم والرياضة وكل أنواع الهوايات للطلاب، وهي سعيدة باهتمام العديد من المدارس للخاص بهذا الجانب. أخيراً إيثار محتارة كيف يعتمد كل طلاب كلية الفنون (رسم وتلوين) على مكتبة واحدة في الخرطوم للحصول على الفُرَش والألوان!! وإن كانت لا تستغرب حيرة كل من يلتقيها برفقة طائر القُمري الذي يلازمها كظلها ويعود لكتفها بعد كل رحلة طيران قصيرة وتقول: سقط هذا الطائر قبل عام من شجرة بالكلية ولم يكن له جناحان فاعتنيت به وأطعمته ومازال برفقتي أينما ذهبت.