{ هيجتني الغيرة على وطني وبحثي الدائم عن أن يكون مميزاً ومتفرداً ومنبعاً لكل جميل. هيجتني الغيرة وأنا أشاهد حفليْ الافتتاح والختام لمهرجان القاهرة السينمائي، اللذين كانا لوحة جمالية باهرة العرض كاملة الجمال، خاصةً وأن إدارة المهرجان حرصت أن تجعل من فعالياته فرصة للظهور بمستوى راقٍ و(لوك) جاذب وسعت إلى تسويق ما عندها من خلال دعوة عدد من الممثلين العالميين ك«ريتشارد جير» لتطبيق مقولة «من رأي ليس كمن سمع» وهم ينتظمون في رحلات سياحية طافت بهم كل المعالم الأثرية المصرية دون نسيان الرحلات النيلية الخلابة التي تترك أثرها في النفس قبل العين. { سردتُ هذه المشاهدات وأنا أُمني النفس بأن تشهد الوفود العربية التي تتقاطر نحو الخرطوم في احتفائية انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الإذاعات العربية؛ أن تشهد برنامجاً كامل الدسم للتعريف بالسودان هويةً وحضارةً. وعلى فكرة، كثير من الإخوة العرب يجهلون عنا الكثير رغم أنهم يدعون غير ذلك، وأخشى ما أخشى أن تقتصر إقامة الوفود فقط على حفلات الاستقبال داخل صالات الفنادق دون أن نمنحهم الفرصة لزيارة ما تشهده بلادنا من قفزات على صعيد المشاريع والمنشآت لأنها فرصة في هذا التجمع الكبير الذي ربما لا يتوفر حتى في اجتماعات القمم العربية؛ أن نعرض بضاعتنا على واجهة من الإعداد الجيد والإبهار اللازم لمثل هذه المناسبات. { في كل الحوال دعوني أتفاءل أن نستغل الوجود العربي في ضيافتنا الأيام القادمة لإبهاره بالثقافة السودانية وبالفن السوداني، ليعود كل فرد فيه وهو ماسح للصورة المرسومة في ذهنه عن هذا البلد وهي صورة تنقلها عنا عيون يهمها أن تظهرنا بأننا نعيش مع الأسود والنمور في حظائر واحدة وأن القرود تنطط في شوارعنا بالليل والنهار..!! كلمة عزيزة: { لم يكن لدي أدنى شك وأنا أطرح قضية مكتبة التلفزيون التي تتعرض لمجزرة مسح الشرائط القديمة لتسجيل مواد جديدة عليها؛ لم يكن لدي شك في أن هذا الطرح سيجد من يهتم به، ولعلي خشيت لحظتها أن تتعامل إدارة التلفزيون بردة الفعل الغاضبة تجاه ما كتبت خاصةً وأنني قد استعملت ألفاظاً قاسية، من شاكلة جريمة ومجزرة ومقصلة، لكن بالصدق كله أسعدني جداً السيد مدير التلفزيون الأخ محمد حاتم سليمان وهو يوجه بشارة لكاتبة هذا العمود عبر برنامج (عزيزي المشاهد) أمسية الجمعة؛ حيث قال دعوني أبشِّر الأخت أم وضاح بأننا قد شرعنا في الأرشفة الرقمية لتسجيلات التلفزيون حفاظاً على هذا الإرث الكبير. ومنبع سعادتي أن الأخ مدير التلفزيون جدد لي الثقة في أن ما نكتبه يجد أذناً صاغية واستجابة سريعة لدى المسؤولين لأن بعضهم، وهم نماذج أرجو أن تنقرض، «يركب رأس»، وما تكتبه الصحافة في اليمين وهو يسوِّي الدايرو في الشمال. وهناك النوع الأسوأ الذي يرفض النقد من أساسه ويضمن كل ما فيه الشخصنة ويتخيل أن كاتب النقد له مآرب شخصية، رغم أننا أحياناً نكون قد لا نعرف عنه أكثر من اسمه الثلاثي والهفوات التي يرتكبها في منصبه. { في كل الأحوال أتمنى أن تكون دائماً أذن الأخ محمد حاتم مفتوحة لما نقوله؛ لأنه يهمنا بقدره، وربما بدرجة أكبر منه، أن تتفرد الفضائية السودانية وأن تتميز لأنها العملة الرسمية لفضاءاتنا. وأدعوه مجدداً أن يفتح أبوابها لأصحاب الموهبة الحقيقيين والمبدعين وهم كثر لإثراء برامجها ومنحها الألق الذي يجعلها شامة بين الفضائيات. كلمة أعز: { في حوارها مع نيشان على فضائية ال(أم بي سي) قالت الفنانة أصالة نصري إنه ورغم كراهيتها الشخصية لشيرين عبد الوهاب إلا أنها تحب صوتها وأكدت على ذلك بأن غنت واحدة من أغنياتها الجميلة. متى يتعلم بعض الفنانين أن يفصلوا بين المشاعر الخاصة وقول الحقيقة وبعضهم يبخس أصوات فنانين شباب ويصفها بالضعف، في الوقت الذي تمد فيه حفلات التخرج للطلاب والمناسبات والبرامج التلفزيونية لسانها ضاحكة وهم رواد دائمون عليها..!!