عُرفت المرأة السودانية المتزوجة وتميّزت عن سائر نساء العالم باهتمامها واتقانها الحناء. لكن مع تسارع خطا العولمة برز لدى البعض من النساء اهتمام ببدائل لهذه الزينة التاريخية. «الأهرام اليوم» سألت بعض السودانيات عن الحِنّاء أو «الحِنّة»؛ كما يقال بالدارجة.. فماذا قُلن؟ الحاجة «ناهد» قالت إنها تعشق «الحِنّة» لأنها تميزها عن غيرها، وهي تزيد المرأة جمالاً وأناقة، وأكدت أنها من العادات السودانية الجميلة التي عُرفت منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا. وعلى النقيض قالت «أمل مبروك» إنها لا تحب «الحِنّة» رغم نظرات زوجها التي تُطاردها، وقناعتها بأنها تُميِّز المرأة المتزوجة عن غيرها، مُعللة ذلك بعدم وجود وقت كافٍ لوضعها لأنها تعمل موظفة بشركة طوال أيام الأسبوع، ويوم الجمعة تحاول أن ترتاح فيه. وأردفت أنها تستعيض عنها ببعض الاكسسوارات النسائية الأخرى لتُميِّز نفسها عن الفتيات اللائي لم يتزوجن بعد. أما «ماما سماح» فقالت عن «الحِنّة» إنها من أجمل الأشياء للمرأة السودانية وأنها تُعطيها نكهة خاصة في النفوس وتميزها عن غيرها، كما أنها عادة سودانية أصيلة. وأردفت أن المرأة المهتمة لا تترك «كرعينها حفيانات». وفي السياق تحدثت لنا الحاجة آمنة عن طقوس «الحِنّة» السودانية مؤكدة أنها من أجمل العادات والتقاليد منذ القِدم وحتى الآن، وأشارت إلى أنها ارتقت إلى مكانة خاصة في نقشها ورسمها بصورة جذّابة، وهي من أجمل العادات التي تُميِّز المرأة السودانية، لكنها استطردت: هناك نساء لا يحبذنها والبعض الآخر منهن يقلن بأنها «وسخ» أو «فياقة»، لكن هذه التقاليد لن تنتهي لأنها وُجدت منذ القِدم وهي من أجمل الموروثات وتجعل المرأة في منتهى الروعة والجمال خاصة وهي ترتدي الثوب السوداني. وقالت الحبوبة سامية عن «الحِنّة» السودانية: إنها من العادات الجميلة التي تتميِّز بها المرأة منذ القِدم، و«زمان» كانت من أسمى التقاليد ولها نكهة محببة ويوم خاص بها، لكن الآن صارت مُكلّفة وبعض النساء لا يحبذنها، وهناك سيدات أكدن على رسمها مرة واحدة «في زمن العرس»، واستطردت: ولدى بعض السيدات اليوم طقوس لا تشبه عاداتنا ويتم رسمها ونقشها بالكوافير وغيره! لكن «زمان» كانت تُنقش في البيت، بطقوس خاصة، وختمت حديثها معلقة: لكن لكل عصر قواعده التي يتميّز بها. وتضيف سيدة أخرى: من وجهة نظري الحِنّة من الأشياء الضرورية للمرأة إذ تُمثِّل بعضاً من الجماليات التي تكتمل بها أنوثة المرأة مع الثوب السوداني لتجعلها أكثر إحتراماً، ولكن بعض النساء المتزوجات لا يلبسن الثوب رغم أنه يمثل هيبة المرأة السودانية بصفة عامة وتكتمل اللوحة بنقش «الحنة» بالمحلبية أو السُّرتيّة لتبدو المرأة المتزوجة غاية في الجمال مُعلنة بأنها في حمى زوج سعيد وهي أيضاً سعيدة به.