قطع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الطريق أمام الحديث عن تشكيل حكومة قومية، وقال: «حكومة قومية ما في»، إلا أنه أضاف: «لا مانع من تشكيل حكومة عريضة ذات رؤى جماعية»، وسخر من الذين ينادون بإسقاط (الإنقاذ)، وشنَّ سيلاً من الانتقادات على من وصفهم بتجار السياسة، وقال خلال مخاطبته أمس (الثلاثاء) احتفالات البلاد بمناسبة عيد الشهيد القومي ال(19) بقرية (العريبات) شرق مدني، ولقاءً حاشداً ب(معتوق): «إن (الإنقاذ) ليست مجلس وزراء ولا المجلس الوطني، وإنما هي الشعب السوداني الذي صوَّت للشجرة»، وتابع: «الداير يقلع (الإنقاذ) يلحس كوعو»، ودعا الأحزاب السياسية إلى تنظيم صفوفها وقواعدها للانتخابات القادمة التي ستجرى بعد خمسة أعوام، ووعد بقيام انتخابات حرة ونزيهة، ونوَّه إلى فشل الغرب في إسقاط الحكومة عبر قصف مصنع (الشفاء) بالصواريخ ودعم التمرد، لافتاً إلى أن الحكومة تستمد قوتها من التفاف الشعب حولها، وأكد بقاء الحكومة في فترة ما بعد الاستفتاء وعدم فقدانها مشروعيتها، موضحاً أن الحكومة اكتسبت شرعيتها عبر صناديق الاقتراع. وتعهد البشير بقبول خيار المواطن الجنوبي، سواء أكان وحدة أم انفصالاً، وقال: «الآن الكرة في ملعب الجنوب، إن قالوا وحدة أهلاً وسهلاً نحن إخوان، وإذا أرادوا الانفصال مرحباً نحن إخوان»، مؤكداً دعم الحكومة للاستقرار الأمني في الدولة الجديدة، وأردف: «سنكون دولتين متجاورتين نتبادل المنافع والمصالح»، مشيراً إلى أن الشمال سيتأثر بعدم الاستقرار إذا كان سائداً في الجنوب. وبشَّر الرئيس البشير بطفرة إنتاجية لمشروع الجزيرة من خلال استخدام الحزم التقنية وتأهيل قنوات الري واستخدام خمسة أنواع من الأسمدة، وكشف عن اتجاه لزراعة قصب السكر بمشروع الجزيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من سلعة السكر الإستراتيجية، وأردف أن الحكومة تتجه إلى التصنيع الزراعي لتصدير المنتجات القطنية والزيوت، وأشار إلى أن تجربة إنتاج فدان القطن (16) جوالاً، ووعد المزارعين بامتلاك «البكاسي» بدلاً عن الحمير، وعبَّر عن اهتمام الدولة بالمزارعين بدعم برامج الميكنة الزراعية وإدخال التقانات الحديثة والتقاوى المحسنة، وأكد اهتمام الحكومة بالريف وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية ومشروعات حصاد المياه وتحسين نوعية الحيوانات، ووجّه حكومة الولاية إلى الاهتمام بالفقراء والمحتاجين وتوفير وسائل الإنتاج. وسخر البشير من عدد أفراد الأسرة في الغرب، التي تتكون من شخصين دون تعريف لذلك، قد يكونان (امرأتين أو رجلين، أو رجلاً وامرأة)، ووصف ذلك ب(الانحطاط الأخلاقي)، وأضاف أنهم محتاجون إلى الإسلام. ووجّه وزير الكهرباء بإعفاء بيوت وسكن الشهداء من رسوم توصيل الكهرباء، وتعهَّد برعايتهم.