أطلق رئيس الجمهورية، المشير عمر حسن البشير، نداءً وصفه بالصادع والجهير لكافة القوى السياسية الوطنية وقيادات الأحزاب بأن تلتقي قلوب وعقول الجميع على كلمة سواء لإعلاء شأن الوطن وترسيخ أركانه وتوطيد دعائم سيادته واستقلاله بعيداً عن التدخل الأجنبي، وقال: «من هنا أبسط يدي للجميع لتتحد رؤانا حول الوطن العزيز، نحفظ أمنه ونشد من أزر بنيه في مواجهة الأخطار». وجدّد رئيس الجمهورية لدى مخاطبته احتفالات البلاد بعيد الاستقلال ال(55) بالقصر الجمهوري أمس «الجمعة» بحضور قيادات العمل السياسي والتنفيذي والدبلوماسي بالبلاد، جدّد دعوته إلى تكوين حكومة ذات قاعدة عريضة تمكن من توحيد الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة لن يكون فيها مجال لمن أسماهم الذين أدمنوا الانتظار، وأكد أن النظام القائم سيُكمل ولايته الدستورية كاملة وفقاً لأحكام الدستور. وفاخَر البشير باستفتاء تقرير مصير الجنوب، وقال: «به نكون قد حققنا أغلى معاني الاستقلال»، وتساءل: «ماذا يعني الاستقلال إن ظل الوطن متنازعاً حول مستقبله ووجهته؟» وجدد التزامهم بقبول نتائج الاستفتاء التي تعبِّر عن رغبة الجنوبيين، وعلّق: «لا نكوص ولا تردد في قبولنا بنتائجه وإن لم تأتِ بالوحدة»، ونبّه الى أنهم اتخذوا أقصى درجات الأُهبة والاستعداد لعملية الاستفتاء، مشيراً إلى أنهم لن يسمحوا بأي تواطؤ يعكر صفو المواطنين، وقال سنخيِّب ظن المتربصين ولن ندع فرصة لأي تفلُّت أمني، وأضاف سنبرهن أنه لا ظروف استثنائية ستنجم عنه كما يشيع المرجفون، داعياً حكومة الجنوب إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين الأوضاع وسلامتها. وأكد البشير أن بين يدي أبناء دارفور فرصة نادرة لإطفاء نار الحرب، وأوضح أن الأبواب مشرعة لمن يجنح الى السلم ويلتزم بالعمل في إطار النظام الدستوري، وأشار إلى أنهم جعلوا من السلام هدفاً نهائياً وجوهر الاستقلال، وقطع بأن علاقاتهم الخارجية سيظل استقلال القرار الوطني أساساً متيناً لها، وقال: لا نحيد عنه ولا نبدله مهما تكاثفت الضغوط وتكاثرت المؤامرات، وأوضح أن المعنى الحقيقي للاستقلال لا يعني الانعزال والانغلاق وأنهم سيعملون على محاربة الاستعمار البغيض وسيقفون بصلابة في وجه الاستعمار الخفي الذي يتخذ من المؤسسات الدولية منابر له. وكشف رئيس الجمهورية اتخاذهم حزمة إجراءات تهدف لتشجيع الإنتاج وتوفير السلع الضرورية وتأمين الدعم والرعاية للشرائح الضعيفة والعمل على استقرار سعر الصرف. وكان الرئيس قد منح وسام النيلين من الطبقة الأولى للسلطان إبراهيم يوسف علي دينار، ومنح جمال خليل إبراهيم وأسماء عبد الرحيم عثمان وسام الجدارة. كما منح رئيس الجمهورية وسام الامتياز من الطبقة الأولى لسارة أليجا تور، ووسام العلم والآداب والفنون للشاعر التجاني حاج موسى.