{ مثلما أن الإحصاء علم له أصوله وثوابته وطرقه، كذلك فإن للاستفتاء والاستبيان للرأي قواعده التي يُبنى عليها، لذلك أستغرب لبعض الاستبيانات التي تجد طريقها إلى الصحف كل آخر عام في جرد حساب لمنتج الفنانين والفنانات والمذيعين المذيعات، لمنحهم الألقاب، على شاكلة نجم الموسم أو أفضل مطرب أو مذيع. إذ أنه، بالنظر إلى عدد المستفتين، نجدهم قد لا يتعدون أصابع اليد الواحدة عدداً، مما يشكل هضماً لحقوق آخرين، ربما لو أن الاستبيان أُجري على أسس سليمة وعلمية لكان قد أنصفهم ومنحوهم حقهم الأدبي، خاصة وأن النجومية والأفضلية تُمنح للشخص على قدر عطائه ومنتجه وتأثيره وتواجده في الساحة.. لذلك أضحكني ما قرأته في إحدى الصحف بأن واحدة من المذيعات، وهي الأسوأ - في رأيي - بين نظيرتها، قد اختارها استفتاء مكون من خمسة أشخاص، نالت فيه ثلاثة أصوات، من جملة العدد، نجمةً للموسم، والمصيبة أن ذلك كُتب بالبنط العريض أن فلانة الفلانية نجمة الموسم، رغم أنها الأقل عطاءً وحضوراً في الفضائيّة التي تعمل بها.. وبذات القدر استغربت جداً لحديث الأستاذ محمد وردي للزميلة (فنون) بأن نجمي الموسم هما الفنانان الكبيران محمد الأمين والكابلي، وبكامل تقديري واحترامي لكليهما، إلا أن هذا الاختيار ظلم بعض الفنانين الذين يستحقون هذا المقعد، باعتبار أنهم الأكثر وجوداً، إن كان في الأجهزة الإعلامية أو في الساحة الفنية، ومن هؤلاء الأستاذ الرائع الفنان حمد الريح، الذي شكل حضوراً طاغياً من خلال الفضائية السودانية والشروق وقوون، ولن ننسى مساهمته الرائع في برنامج (أغاني وأغاني)، إضافة إلى ثلاثين حلقة سجلها للإذاعة السودانية لازالت تُبث حتى الآن، ولعل الحدث الأهم كان نيله الدكتوراة الفخرية تكريماً له، ليختم حمد الريح نجومية الموسم بأداء مهول ورائع في ختام حفل اتحادات الإذاعات العربية الذي عُقد أخيراً بالخرطوم، ولم يجعل حمد العام يمضي إلا وضمّخ أماسي الخرطوم بعطر أغنياته الرائعات، ولو كانت نجومية الموسم تُقاس بالمشاركة في المناسبات والأفراح لكان حمد في أعلى القائمة، ولو كانت نجومية الفنان تقاس بأناقته وحسن هندامه وجمال مظهره لكان أيضاً حمد في أعلى القائمة، لذا فإن بعض الآراء التي تقوم دون دراسة وغير مبنية على متابعة دقيقة تظلم الكثيرين وتهضم حقوقهم وتكون كعطيّة من لا يملك لمن لا يستحق!! { كلمة عزيزة والعام 2010 يمضي مودعاً وملوحاً يتملكني شعور عارم بأن رفيقاً وصديقاً، لازمنا ولازمناه طوال أثني عشر شهراً، قد رحل دون عودة، أو وعد بلقاء جديد، لكننا نحمل له في دواخلنا كل الذكريات الراسخة العابرة بحلوها ومرها، لتتراكم مع ذكريات أخرى عمرها بعمر السنين التي مضت، والعام 2011م يطل بنعومة وطراوة لحظات الميلاد الأولى، تتطاول لديّ الأمنيات بأن يكون عاماً للسلام الخير والأمن، ولتحقيق كل النجاحات الشخصية والعامة. ولعلي في حاجة إلى أن أذكِّر نفسي وآخرين بأن جرد الحساب لايعني إطلاقاً أن نمزق بعض الصفحات التي كانت ناتج الجرد فيها خسارة، وليست ربحاً، بقدر ما أنّه علينا أن ندقّق أكثر ونراجع أكثر ونتساءل أكثر: لمَ ربح البيع في بعض الصفحات.. ولمَ خسر في بعضها؟ وواحدة من الأمنيات التي تتنازعني هي أن يكون المسؤولون من ولاة أمرنا - إن كانوا وزراء أو مدراء - على قدر من الشفافية، رحمةً بهذا البلد الذي عانى الكثير، ونزف الكثير، والمسحوق وحده هو المواطن صاحب الوجعة الحقيقية. على فكرة، وقدماي تقوداني أمس في وسط الخرطوم، وبالقرب من محليتها، شاهدت تشريفة معتبرة لمعتمدها السيد عبدالملك البرير و(سارينة) لإفساح الطريق له، وحرس يفتح الباب بطريقة درامية، في مشهد إن قام به الوالي ربما نجد له بعضاً من العذر، وبعضاً من الاستغراب، لأنني شاهدت السيد الرئيس في أكثر من مناسبة يحضر بعربته الخاصة، دون ضجيج ولا ضوضاء، فهل كل معتمد يفعل كما يفعل معتمد الخرطوم أم أنه وحده العامل لنفسه هلّيله!! الأمنيات الصادقة أن يشهد العام الجديد تحولاً في سلوك بعض المسؤولين حتى لايكون المواطن هو وحده من يربط الحزام. { كلمة أعز كل سنة وبلادنا آمنة وكل سنة والشعب السوداني الجميل أكثر قوة وعزة وشموخاً.