{ هل يختلف شكل العلاقة بين الشريكين؟ وهل المرأة تحب الرجل أكثر أم العكس؟ ولماذا يعتبر الحب نقطة الضعف الكبرى عند المرأة؟ ولماذا يحول تعلقنا بأزواجنا بيننا وبين قدرتنا على اتخاذ القرارات اللازمة لعلاقتنا بهم؟ وهل حقاً أن بقدر حبنا لأزواجنا تكون سلبيتنا وانهزامنا ومحوهم لشخصيتنا؟ { لا أفترض أن يكون الحب نقطة ضعف لدى النساء، بحيث تتأذى إحدانا لأن زوجها لا يبادلها المشاعر بذات القدر. فالحب لا يقاس بالميزان، والخوف الذي ينتاب بعضاً منا من أن يهجرنا أزواجنا أو يستغنون عن خدماتنا إنما يأتي نتيجة لتجارب قديمة متراكمة، أو لمشاهدات متعلقة بحكايات آخرين سوانا، وأحياناً يكون لهذا الخوف ما يبرره نفسياً وأحياناً لا، فهذا يتوقف على مدى ثقتك بنفسك كامرأة، التي يجب ألا تتزعزع أبداً وألا تفقدي الشعور بأنك أنثى مميزة وأن زوجك لا يرغب فيك فقط لأنك مغرمة به أكثر منه كما تظنين. { ولكن للأسف، هناك اعتقاد سائد بأن الحب يجعلنا جواري في بلاط أزواجنا، لهذا تتداول مجتمعاتنا النسائية مقولة قديمة تحث على أن نتزوج ممن يحبنا أكثر لا من نحبه! فهل يعني هذا أن أتنازل عن سعادتي الشخصية التي تتوق للحياة في كنف رجل أفضله وأميل إليه خوفاً من أن يستغل هذه المشاعر الطيبة تجاهي يوماً أو يقابلها بالجحود والنكران والإعراض؟ { أعلم أنه وفي كثير من الأحيان تظل المرأة تلهث للزواج من رجل تحبه وما إن يتحقق حلمها الوردي هذا حتى تكتشف أنها وقعت في فخ العذاب والإحباط طوال العمر ولكن هل يمكن أن نحمّل حبها له منذ البداية تبعات هذا الاختيار الخاطئ على اعتبار أن الحب أعمى؟ أم أن المشكلة تكمن في مواصفاتها هي أم في فهمه هو للحياة الزوجية والنظرة التي نشأ عليها تجاه الزوجة والزواج؟ { لا أستطيع أن أجزم تحديداً بجعل الحب ذريعة للفشل، ولن أسلم تماماً بفاعلية النصيحة الذهبية التي تؤكد أن ارتباط المرأة برجل يحبها أكثر مما تحبه يجعلها تهنأ بحياتها معه، لأنه سوف يدللها ويعاملها كأفضل ما يكون ويسعى بشتى السبل لإرضائها، لأنني ما زلت أؤمن بحلاوة الحب وعذوبته مهما نالنا من عذابه، وأرى أنه من الضروري أن أعيش تجربة الحب الصادق بخيرها وشرها لأنها في الغالب لا تتكرر ولا يمكن أن أحرم نفسي منها لمجرد إحتمالات توارثناها اجتماعياً تحتمل الخطأ والصواب على اعتبار أنه ليس كل الرجال ذات الرجل. { ولكن يمكننا أن نستصحب هذا المفهوم في تجربتنا الزوجية بطريقة أخرى بمعنى ألا ننجرف وراء مشاعرنا ونرتكب العديد من الحماقات التي تقلل من احترام أزواجنا لنا وتدفعهم بالتالي للنفور والتذمر مما يشعرنا بعدم محبتهم، والمعروف أن الحب يعمي المرأة ويسيطر على جميع تصرفاتها وقد يجعلها أحياناً غيورة إلى حد الجنون، أو لديها الرغبة في امتلاك الشريك والسيطرة عليه، أو تتراجع قدرتها على التركيز واتخاذ القرارات بموضوعية وحكمة مما يجعلها تبدو كزوجة غير مسؤولة ولا يعتمد عليها فتتراجع أسهمها كثيراً لدى من حولها بمن فيهم زوجها، فتشعر هي بالاكتئاب والظلم نتيجة لانعدام الود والانسجام اللازمين بينها وبين زوجها. { إذن، إن مشاعر التفضيل والميل لا غنىً عنها، ولا يمكن لأي امرأة مهما إدعت قدرتها على تكييف نفسها واتسام شخصيتها بالعملية والقوة لا يمكنها أن تعيش كما يجب مع رجل كان اختيارها له منذ البداية عقلانياً بحتاً، إن الحب ضرورة في الزواج، تجعلك أكثر قدرة على العطاء والتفاني والاحتمال، فلا تجعلوا منه نقطة ضعف مدمرة، واجعلوه مصدراً للقوة والابتكار والنجاح، ولا تصدقي أن زواجك بلا مشاعر سينجح طويلاً، وإن كان فهذا سيكون على حساب احترامك لذاتك ورضاك عن نفسك مهما تفانى ذلك الزوج الولهان في تدليلك ومحاولاته لإسعادك ستشعرين دائماً بما ينقصك وقد يقودك هذا للانحراف وراء لحظة ضعف عابرة غير محمودة العواقب، فإن كان الحب ضعفاً فهو لعمري ضعف نبيل. تلويح: ليس هناك امرأة ضعيفة، ولكن هناك دائماً امرأة تعيسة بلا حب.