جوبا، الخرطوم، القضارف، الدمازين، كسلا: وكالات/ سيف/ مهند / الطيب / مناهل /نفيسة/ رحيق انتهت عند السادسة من مساء أمس (السبت) عمليات الاقتراع لتقرير المصير، وأقفلت مكاتب الاقتراع في كافة مناطق جنوب وشمال السودان في الوقت نفسه. وأعلنت الناطقة باسم مفوضية الاستفتاء الدكتورة سعاد إبراهيم عيسي أن عمليات الفرز ستبدأ اعتباراً من اليوم الأحد داخل وخارج البلاد، عدا مركز أستراليا الذي تسببت الأمطار الغزيرة في تعطيل الاقتراع فيه وتم تمديد العمل به لخمسة أيام. هذا ومن المتوقع إعلان النتيجة، حسبما أعلنت مفوضية مكتب الجنوب، نهاية يناير مبدئياً، وبصفة نهائية على مستوى الولايات وعلى مستوى السودان ودول المهجر الثماني في 14 فبراير المقبل. وفي اليوم الأخير من الاستفتاء شهدت مراكز الاقتراع أمس (السبت) في جوبا إقبالاً ضعيفاً، وقال رئيس المفوضية محمد إبراهيم خليل في مؤتمر صحافي عقده في جوبا عصر أمس (السبت) قبل ثلاث ساعات من إقفال مراكز الاقتراع، إن أكثر من (80%) من (4) ملايين مسجلين شاركوا في التصويت حتى الجمعة. كان شمالياً هواها: * في معسكر (جون حديد) غرب أم درمان تبدو هنالك الحياة عادية فالكل منهمك في تفاصيل يومه، حيث بساطة الجنوبيين الذين يقبعون فيه ولا يعيرون الموضوع اهتماما بدليل أن عندما استوقفنا عددا من الناس لنسألهم عن مراكز الاقتراع كانوا لا يدرونها، وبعد بحث استمر حوالي الساعتين بداية من انطلاق العربة التي كانت تقلنا حط بنا الترحال عند مدرسة (سانت جون) بمعسكر (جون مديد).. لاحظت «الأهرام اليوم» وصولا متقطعا للمقترعين. * آخرون انشغلوا بحزم أمتعتهم عاذدين تلقاء الجنوب ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تموله الحكومة بمشاركة عدد من المنظمات، الدموع وحسرات الوداع تسفر عن نفسها في ملمح الوجوه خصوصاً إذا علمنا بأن العديد من هؤلاء العائدين يتجه صوب الجنوب لأول مرة في حياته، ليكون لسان حاله في هذه الرحلة أنها (صوب المجهول)!! * رئيس مركز مدرسة سانت جون بالبنك العقاري محمد عبدالرجال عبدالقادر الذي التقينا به، ضمن جولتنا حدثنا بأن عدد المسجلين بالمركز بلغ (827)، صوت منهم (420). * رئيس مركز مربع (52) بود البشير أكد أن المركز به (560) صوت منهم (291) واكد أن المنظمات الأجنبية تقوم بزيارات تفقدية لسير العمل ومرور معتمد محلية ام بدة برفقة وزير الإرشاد والتوجيه بولاية الخرطوم. وزاد أن مسؤولي الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والإيقاد زاروا المركز وصادفت «الأهرام اليوم» معتمد محلية أم بدة برفقة وزير الأوقاف بولاية الخرطوم عثمان البشير الكباشي. * إبراهيم جبارة سعيد رئيس مركز طه ود البشير ذكر إن عدد المسجلين (850) بينما كان عدد المصوتين (317) موضحاً أن عدد المسجلين بدأ ينخفض اليوم الأول كان عدد المصوتين (88) بينما اليوم الثاني (87) اليوم الثالث (60) واليوم الرابع (46) ويوم «الخميس» بلغ عدد المصوتين (46). * أعضاء لجنة الطعن والشكاوي بمركز زاهر كودي بمربع (52) ود البشير أكدوا على أنهم يشرفون على (8) مراكز بالمنطقة وأن الشكاوي منذ بداية الاقتراع (نادرة) وقال عضو اللجنة محمد برشم محمد إن معظم الشكاوي انحصرت في عدم وجود بطاقة التسجيل أو إثبات الشخصية. * المواطنة محاسن قالت إنها تربيت وترعرعت في الشمال وتعودنا على كل عادات الشماليين ولا أستطيع بعد ذلك العيش في الجنوب والسودان بلد واحد لا يتجزأ وانا شخصياً أدعم الوحدة وادليت بصوتي من أجلها وأناشد كل الأخوة الجنوبيين لوحدة السودان. * في السياق ذاته ذكر الناخب صلاح موسي بأنه يعمل بالكلية الحربية وقد جاء في اليوم الأول للتصويت ولم يستطع وذلك لإغلاق المركز منذ الساعة الخامسة وجاء اليوم مؤكداً أنه يؤيد وحدة الوطن وقال إن أبنائي ومنزلي وعملي في الشمال فلماذا أذهب للجنوب؟ وحتى إذا حدث انفصال لن اذهب مهما كانت الظروف سأظل هنا الذي احتواني منذ عام 1986 وعلى الجنوبيين ان يصوتوا من أجل الوحدة. * «الأهرام اليوم» استطلعت عددا من الطلاب الجنوبيين بجامعة الخرطوم وأكدوا جميعهم انهم مع وحدة السودان حيث تحدث ل«الأهرام اليوم» الطالب جاكوب مؤكداً انه صوت من أجل الوحدة ومن يصوتون للانفصال لا يعرفون شيئاً عن الصعوبات التي ستواجههم وخصوصاً الطلاب الذين يدرسون في الشمال، فبانفصال الجنوب لا يستطيعون إكمال تعليمهم ومن ناحية نفسية قد تعودنا على العيشة في الشمال وإذا أجبرت على مغادرة الشمال بالعودة الطوعية سأطلب حق اللجوء السياسي وأرجع للشمال مرة أخرى .. أما أخي فيقول إن في الانفصال سيجد حريته حتى لو ظل أمياً دون تعليم. * الطالبة (م . ن) التي بدا عليها نوع من الاستياء وعدم القبول لكل الأوضاع السائدة في السودان ردت قائلة: (كلو ما فارق معاي لو انفصال ولا وحدة) البيجيبو الله كويس. ارتياح داخلي وخارجي لسير العملية: * رئيس مفوضية الاستفتاء الدكتور محمد إبراهيم خليل أعرب عن ارتياحه لنسب التصويت واصفاً إياها بالممتازة وفقاً للمعايير الدولية»، مضيفاً: «رافقت الكثير من الانتخابات في هذا البلد وأستطيع أن أقول إن هذا الاقتراع كان الأكثر سلماً والأكثر تنظيماً والأكثر هدوءاً». * الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من جهته قال في تصريح صحافي في الخرطوم أمس (السبت): «لاحظنا أن عملية الاستفتاء جرت بطريقة منتظمة في الشمال والجنوب». * كارتر تابع في رده على سؤال حول موقف الشمال من نتيجة الاستفتاء في حال كانت لصالح الانفصال: «أعتقد أنهم سيعترفون على الفور بنتيجة الاستفتاء». * مراسل فرانس برس أفاد بأن الإقبال على مراكز الاقتراع كان ضعيفاً في اليوم الأخير من الاستفتاء، وتبين أن غالبية المقترعين كانوا من الذين سبق وسجلوا في جوبا ثم غادروها إلى مناطق أخرى، فكان لا بد لهم من العودة لأنه لا يحق لهم الاقتراع إلا في المكان الذي سجلوا فيه. * المسؤول في مركز الاقتراع الواقع في جوبا قرب ضريح جون قرنق الزعيم التاريخي لمتمردي الجنوب من قبل مفوضية الاستفتاء؛ مانيانغ مالوك الكوت، قال إن «أقل من مائة شخص اقترعوا الجمعة، بينما وصلت نسبة المشاركة الإجمالية في المركز إلى (88%) منذ الأحد الماضي حتى صباح السبت»، في حين اقتصر عدد المشاركين السبت على العشرات. * في الشمال، وبحسب إفادات رئيس المفوضية، شارك (62) ألف شخص في الاقتراع حتى الجمعة، أي ما نسبته (53%) من المسجلين، وفي بلدان الشتات بلغ عدد المشاركين (55) ألفاً أي (91%) من المسجلين. * ولاية القضارف التي توالت عمليات الاقتراع فيها بصورة ضعيفة في جو آمن ومستقر أدلى بها (2306) من جملة عدد المسجلين البالغ عددهم (4207) بنسبة بلغت (54.8%) وبدأت عمليات الفرز بها مساء أمس بعد قفل الصناديق في السادسة مساء. * في كسلا كانت نسبة الاقتراع بمراكز الولاية قد بلغت حتى اليوم السادس (67%) حيث بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم (1141) ناخباً من جملة (1694) هم عدد المسجلين بالمراكز. بينما لم تتجاوز نسبة التصويت في الدمازين السبعينيات – بحسب رئيس اللجنة العليا لاستفتاء جنوب السودان بالنيل الأزرق - لظروف مرتبطة بالناخبين أنفسهم من بينها المرض أو السفر أو الوفاة إلى جانب بعد مجموعات منهم عن مراكز التصويت. * في ما يتعلق بالشكاوى التي وردت لمفوضية الاستفتاء ذكر رئيس المفوضية أن عدد الشكاوى التي تلقوها حتى الآن بلغ (64) شكوى وكلها تعلقت بشأن مهلة التسجيل المتمثل في سقوط الأسماء وعدم وجود الأسماء الصحيحة في البعض الآخر، وأضاف أن جميع تلك الشكاوى لم يستأنف واحد من مقدميها، مشيراً إلى أن هناك محاكم للطعون تم تشكيلها للتنسيق بين وزارة العدل الاتحادية ورئاسة القضاء الاتحادي وحكومة الجنوب، وأنها تمارس مهامها ولم تتلق أي شكاوى حتى الآن.