عندما يسمع أي شخص بإقامة ليلة ذكر أو حولية للطرق الصوفية في أي مسيد، يتبادر إلى ذهنه الصورة العادية التي ارتسمت في الصورة الذهنية لدى العامة بشكل دراويش الطرق الصوفية أصحاب الشعر الكثيف والجلابيب المرقّعة وصوت النوبة يتداعى له الجميع حُبّاً في رسول الله محمد «صلى الله عليه وسلم» وغيره من المظاهر المعروفة لدى كافة الطرق الصوفية، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت ملامح الحداثة تدخل شيئاً فشيئاً إلى المسائد بشكل عام وما من شيء أدلّ على ذلك من النقلة النوعية والتقنية التي شهدها مسيد الشيخ الصادق الصائم ديمة بأمبدة مربع «15». «الأهرام اليوم» كانت هناك ووقفت على حجم التطور الذي طال المسيد الذي تعمه ثورة انشاءات حيث قامت به داخلية تسع لما يربو عن «1200» طالب ومازال العمل جارياً في تشييد المسجد الجديد وأيضاً هناك مضايف لكبار الزوار مجهزة بأحدث وسائل الراحة، ومكتبة إلكترونية بها «50» جهاز حاسوب تضم «40» ألف كتاب في شتى العلوم الإسلامية واللغة العربية، وأيضاً «10» آلاف كتاب للقراءة وكتب لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والعمى ويذكر أن المسيد به «650» طالباً من كل أنحاء السودان يدرسون القرآن وعلومه وعلوم الحاسوب. وبالمسيد معهد حرفي لتعليم الطلاب المهن الصناعية المختلفة، وبدوره قال الشيخ الصادق الصائم ديمة «إن المسيد به «15» إدارة منفصلة لتسيير أعمال المسيد من علاج وتشييد مساجد وعلماء وتلبية دعوات وغيرها». وأضاف أننا قدمنا إضافات لما وجدناه من أساس للطرق الصوفية سعياً منا للمواكبة والتطوُّر في عصر العولمة، فضلاً عن أننا نريد تصحيح المفاهيم الخطأ في الصوفية وإزالة التشوُّهات لكسب المزيد من المريدين. وقال إن المسيد مفتوح لكافة المذاهب والطرق الأخرى، وأشاد به العديد من الوفود الأجنبية التي زارته بكافة مذاهبها العقدية. وأشار الشيخ إلى أن الاستعدادات جارية لإقامة احتفال بالذكرى السنوية والمولد النبوي الشريف في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة العديد من المريدين بأنحاء البلاد ومن نيجيريا وموريتانيا والنيجر وأبو ظبي وبحضور ممثل لرئيس الجمهورية.