الأخ الصديق، عبد الباقي خالد عبيد أطنان من التحايا لك، وللأهرام الشامخة، ولدنيا الفن العامرة التي ما زالت تنضح بالمهنية العالية والتناول الشامل والشفافية المطلقة، مما يجعلنا نصب الحرص كله على مطالعتها حرفاً حرفاً وكلمة كلمة.. أحيلك والقراء الكرام إلى ما ورد في ثنايا الصفحة المقروءة في أسبوعنا الذي مضى، عندما أشرتم لدور الدكتور حسن عباس صبحي، الأديب الأريب الذي تمدد عطاؤه في الساحة لسنوات، إلا أنه أحيط بهالة من النسيان ولم يعد يتذكره أحد عبر الأجهزة الإعلامية، فلما كان الأمر غير ذلك تماماً رأيت أن أستعير مساحة عمودكم المقروء للتصويب وذكر الحقيقة. كان الدكتور حسن عباس صبحي وغيره من زمرة الأدباء والمفكرين حضوراً دائماً عبر برامج إذاعة ذاكرة الأمة التي أنشأتها الهيئة العامة للإذاعة القومية، لتكون وعاء لعرض منتجهم الراقي المحفوظ بمكتبة الإذاعة التي تجاوز عمرها أكثر من سبعين عاماً، فقد بدأت إذاعة الذاكرة تسليط الضوء حول كنوز المكتبة العامرة منذ مطلع مايو الماضي بصورة مستمرة، حتى جعلت لها قاعدة من المستمعين الذين وجدوا في برامجها العتيقة ضالتهم المنشودة، فقد أنعشت عقولهم بسلسلة من البرامج والأحاديث التي صنعها الأفذاذ من الإذاعيين أمثال: محمد خوجلي صالحين، محمود أبو العزائم، محمد سليمان، الخير عبد الرحمن، عبد الرحمن أحمد، علم الدين حامد، ذو النون بشرى، السر محمد عوض، سكينة عربي، سهام المغربي، البروفيسور علي شمو، عبد الرحمن الياس، صالح محمد صالح، أحمد سليمان ضو البيت، يسن معني، عمر عثمان الطيب صالح، الطيب محمد الطيب، المبارك ابراهيم، أبو عاقلة يوسف، عمر الجزلي، وغيرهم من فرسان المايكرفون، الذين لا يتسع المجال لذكرهم، وأشير في هذا المقام إلى بعض المشاركات البرامجية التي قدمتها ذاكرة الأمة للدكتور حسن عباس صبحي، طالما كان محور الحديث والتساؤل عنه شخصياً، فقد قدمت له الذاكرة عبر دورات ثابتة مجموعة حلقات من برنامجه الشهير الذي كان يقدمه في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات وهو برنامج »تجربة« الذي يعتمد في شكله العام على بعض الجوانب الدرامية والمسامع الحوارية، وقد استضاف البرنامج خلال رحلته عدداً من النجوم نذكر منهم المرحوم الفاتح التيجاني، عبد القادر سالم في بدايته الفنية، حمدنا الله عبد القادر الكاتب الدرامي المعروف، عبد الله أبو سن ومحمود يس وغيرهم، ومن برامجه الأخرى التي حرص الدكتور صبحي على إعدادها وتقديمها عبر برامج الإذاعة: »مقارنات اديبة« الذي تجول من خلاله في رياض الشعر والأدب بعقد المقارنات إلى جانب اشتراكه في عدة حلقات في برنامج »كبار الأدباء« وبرنامج ركن الأدب وغيرها من البرامج الأدبية الكثيرة التي تحرص إذاعة أم درمان على إدراجها ضمن خارطة البرامج في كل دورة إذاعية، وقد تناول البرنامج الشهير »أديب في دائرة الضوء« الذي قدمه الأستاذان محمود خليل محمد ومحمد فضل في عدد من حلقاته تجربة الأديب حسن عباس صبحي عبر مشواره الحافل. أما إسهام الدكتور حسن عباس صبحي في مسيرة الغناء فكان واضحاً من خلال كتابته لعدد من النصوص التي وجدت طريقها إلى بعض الفنانين، ونشير هنا على سبيل المثال إلى أغنيته الشهيرة: (ماذا يكون حبيبتي ماذا يكون) التي صدح بها الفنان المثقف عبد الكريم الكابلي، وأنشودة النصر للفنان سيد خليفة التي سجلها للإذاعة في 5/12/1964م و(قدم الخير) لشرحبيل أحمد وغيرها. ما ذكرناه عبارة عن بعض مشاركات الدكتور حسن عباس صبحي عبر البرامج الإذاعية، ولا ننكر أن له مساهمات أخرى ستجد طريقها حتماً عبر أثير إذاعة ذاكرة الإمة السودانية، فقد كان د. صبحي من المساهمين بفعالية في برامج الإذاعة التي كانت وما زالت تفتح أبوابها مشرعة لكل أهل الإبداع، ودليلي على ذلك إذاعة ذاكرة الأمة التي جاءت لربط الأجيال وتعريف المحدثين منهم بما فعله الأوائل وبالطبع منهم د. حسن عباس صبحي. مع وافر التقدير عوض أحمدان مدير اذاعة ذاكرة الأمة