{ دعوني أقل أنني لن آمل أو آمل أن تأمل فضائياتنا في صناعة البرنامج النجم أو المقدم النجم، طالما أننا نلف وندور في دائرة نقطة البداية فيها هي غالباً نقطة المنتهى. وبعيداً عن (التفلسف) على حد ما يقول أهلنا الطيبون أوضح مقصدي بكل شفافية وأقول إننا قانعون بالفرجة على غيرنا والاكتفاء فقط بالتصفيق وكأن هؤلاء الغير وُلدوا كباراً وعلى رأسهم ريشة والواقع يقول إن معظم المذيعين ومقدمي البرامج بدأوا السلم من أول درجاته وارتفعوا خطوة خطوة يساعدهم في ذلك (الكاست) الذي يعملون معه حيث تتوسع مشاركاتهم واستضافاتهم ويتطورون من العادي إلى غير العادي ثم الخرافي واللا معقول برضو قاعده أتفلسف!! كويس نوضح أكثر، فقد أصابتني الدهشة والحسرة وأنا أشاهد قبل أيام برنامج (ظلال الأصيل) على فضائية (الشروق) وبالمناسبة البرنامج مدته ساعة كاملة وما أدراك ماذا تعني ساعة على الهواء في وقت عالي المشاهدة كالسادسة مساءً والبرنامج قدمه مذيع هو الآن بكل المقاييس التي تعتمد على الخبرة والثقافة والشكل هو النجم بالشروق وأقصد الأخ معتصم محمد الحسن واللوحة بهذا الشكل ينقصها ضيف من طراز خاص إما أنه شخصية تستحق أن تُفرد لها هذه المساحة بمنتوجها الفني أو الأدبي أو حتى السياسي والاجتماعي أو أنها شخصية مثيرة للجدل بأي شكل من إثارة الجدل، لكن ومع كامل المفاجأة أن كل هذه المعطيات للبرنامج وُظفت لاستضافة (شافع) لأول مرة اسمع باسمه الذي تقدمه لقب فنان وكان ممكن نبلع وجوده لو أنه اكتشاف خطير وفتح في دنيا الأصوات الاوبرالية الإمكانيات ولكنه للأسف صاحب صوت محدود جداً وأكثر من عادي وزيه في عشرات ومئات ربما أنهم لن يستطيعوا المنافسة حتى في برنامج نجوم الغد مع أنداد في عمرهم، لذلك أسال معقولة أن الاستضافات أصبحت ممكنة ومتاحة إلى هذه الدرجة من السهولة التي يمكن أن يُستضاف أي زول عشان يقول أي حاجة في كل حاجة؟! أو ليس هناك ضوابط لشكل الاستضافات حتى يُمنح أمثال هذا الفتى هذه المساحة المقدرة في برنامج استضيف فيه وجلس في ذات الكرسي الذي جلس عليه أثرياء المحتوى والمنتج. يا سادة لو أننا ظللنا نمارس الإعداد التلفزيوني بمثل هذه السطحية لما خرجنا أبداً من فلك المحلية بل واحتللنا الدرك الأسفل منها وحريٌ بقناة كفضائية الشروق أن تستعين بمعدِّين على درجة عالية من الإبداع والابتكار لخلق برامج ممزوجة بالدهشة والتجديد. على فكره مهم جداً أن تعرف الفضائيات قدر المذيعين والمقدمين العاملين بها وليس عيباً أن نفصل لهم برامج كاملة الدسم والنجومة تتواكب مع مقدراتهم وإمكانياتهم بدليل أن المشاهد سيهز رأسه ويضحك لو أن نسرين سوركتي مثلاً قدمت الو كنز ونجوان قدمت الوجه الأجمل، فبمثل ما لكل مقام مقال لكل برنامج مقدم قدره ووزنه وللا شنو؟ كلمة عزيزة بذات رشاقة المفردة التي كتب بها الأخ الزميل أبشر الماحي ملاذاته أمس، بذات الرشاقة قفزت عيناي على زاويته قفزاً وهو يحكي عن المعاناة التي قد يجدها الشخص حينما يطلب منه الاستضافة في واحدة من الفضائيات وهذه المعاناة ليست بعيدة عن مشاعر النرجسية التي يحملها أي شخص ليبدو على الشاشة بلووك جميل ومظهر (شيك)، لكن أخي أبشر ليس كل الناس بذات النرجسية وبعضهم لا يفرق معه إن دخل الاستديو (حافي) أو ينتعل حذاء ماركة اديداس وهذا يجعلني أهمس في أذن الإخوة في الفضائيات المختلفة بأنه لا بُد من توفير (استايلست) أو عارف بالأزياء يوجِّه المذيع والضيف على حدٍ سواء لنوع ما يلبسه من ملابس ويا حبذا لو توفرت بعض البدل بمختلف المقاسات (شدَّه) لبعض الضيوف الذين يجيئون للتصوير بقمصان ماركة (تموت تخلِّي) لأنه وفي النهاية العملية برمتها تجي في وش الشاشة التي يظهر فيها الضيف وربما أن بعض من فيها يموت كمداً وغيظاً من مظهر ضيوفه لكنه ما قادر يقول حاجة وزي ما الرحمة حلوة الأناقة أحلى!! كلمة أعز الترتوارات التي تقيمها بعض الشركات الهندسية التي لا أدري إن كانت تخص ولاية الخرطوم أو أنها شركات خاصة للأسف لا تراعي (للنفاجات) المناسبة في الشوارع الرئيسية، بدليل أنك إذا خرجت من أحد شوارع الصافية لا بُد أن تصل قريب الحلفايا حتى تأخذ الدوران للعودة نحو بحري، وسأعود لهذا الموضوع لاحقاً.