درج السودانيون وعلى مختلف درجات قدرتهم المالية، درجوا على فعل واحد، ما إن تكون لدى أحدهم مناسبة سارة من شاكلة الزواج أو الختان أو إلى ما ذلك من المناسبات الاجتماعية، وهي أنهم حتى لو كان الأمر مكلفاً وفوق طاقتهم يقومون بطلاء المنزل وتجديد الأثاث أو صيانته، إلى جانب بعض اللمسات الجمالية في ما يتعلق بالديكور من ستائر ولوحات... إلخ، لذلك أستغرب أن يكون هذا هو رد فعل الإنسان العادي، استعداداً للمناسبة التي يستضيفها، ولا يكون هذا الشعور متلبساً بعض الجهات من وزارات أو مؤسسات يقع على كاهلها تنظيم منافسات أو فعاليات أيّاً كانت، هي بالضرورة تجلب معها أعداداً من الضيوف، عرباً كانوا أم خواجات، وتقوم هذه الفعاليات للأسف إما في ميادين واستادات أو مسارح وصالات للعرض، دون أن تطالها فرشاة بوهية، وحتى إن حدثت المعجزة وبدأت محاولات لصيانتها، فإنها تكون (عدي من وشك) كما حدث في فضيحة استاد مدني إبان البطولة الأفريقية الأخيرة التي نظمناها، وقد كنت والمشاهدين نشاهد الحفر في الاستاد وكأنه مقصوف بالطائرات جواً، واللاعبين المساكين يقعوا ويقوموا وكأنها بطولة للعبة (شدّت) وليست مباراة لكرة القدم. وبالأمس شاهدت من خلال الشاشة الاحتفال بيوم المسرح العالمي في افتتاح مسرح البقعة من على خشبة المسرح القومي، ورغم أن الاحتفالية أراد لها القائمون على أمرها أن يصبغوها بصبغة العالمية وذلك بدعوة عدد من أصحاب الشعور الشقراء والعيون الزرقاء، إلا أن المسرح القومي ياهو ذات المسرح القومي، لم تطله يد الإضافة، إن كانت في كواليسه أو حتى مرافقه الملحقة به، بالمناسبة ولشدة ما يشغلني هذا الأمر طرحته على اللجنة المنوط بها التحضير لمهرجان الموسيقى الدولي في شهر أكتوبر، التي يرأسها السيد وزير الثقافة الأستاذ السموأل خلف الله، وقلت إن هذا الحدث الذي ستنقله أكثر من فضائية لا بد أن يكون منقولاً من مسارح وصالات ترفع الرأس مش تشرط عينا قدام الأجانب، وهنا دعوني أهمس في أذن الإخوة في قاعة الصداقة أنني ولأول مرة، الشهر الماضي، أشاهد كواليس مسرح قاعة الصداقة، وهي كواليس غاية في التواضع، وكم أتمنى لو أن إدارة القاعة جعلت من هذا المسرح مسرحاً بمواصفات عالمية من إضاءة وأنظمة صوت غاية في التطور والجودة، إضافة إلى غرف تبديل الملابس وغرف الانتظار، لأننا سنستضيف ضيوفاً مسارحهم على درجة عالية من الأناقة والجمال فدعونا لا نتعجل الدعوات ونؤخر الاستعداد لأنه بصراحة كده في حقنا ما حلو!! { كلمة عزيزة أستطيع القول إن الأخ الزميل الطاهر حسن التوم قد بلغ ببرنامجه (حتى تكتمل الصورة) درجة عالية من الإعلام التلفزيوني الذي نريده، ولعل الحلقتين الأخيرتين اللتين تناولتا العلاقات السودانية المصرية، وحلقة دكتور المتعافي، رغم أنني لم أشاهدها كلها ولحقت بالجزء الأخير منها، وأنا في انتظار إعادتها، ومؤكد سأتناول ما دار فيها؛ لعل الحلقتين كانتا قمة في الموضوعية وإن كنت أصر أن يهتم الأخ الطاهر بمسألة فتح خطوط الهاتف للمشاهدين، لأن معظم الصور التي يعرض ملامحها يملك المشاهد المقدرة على رسم تفاصيلها وبدقة. في العموم أهنئ الأخ الطاهر على هذا البرنامج وأتمنى أن يتجاوز الحدود والقيود لطرح قضايا أكثر سخونة وأكثر أهمية للمواطن السوداني. { كلمة أعز هل من حقنا أن نستفتى من خلال الصناديق الحرة حول بعض القضايا الإستراتيجية؟ بكرة أقول ليكم وأسمع منكم.