نجود حبيب من المذيعات اللائي فرضن وجودهن برغبة تسبقها طموحاتها وتطلعاتها ونجاحها، استطاعت أن تقيم بينها وبين المشاهدين جسراً من التواصل والإلفة .. لاسيما أنهم ينتظرونها بفارغ الصبر ويتابعونها بشغف شديد من خلال حضور طاغٍ عبر برنامج (ألو مرحبا) و(للنساء والرجال) بقناة النيل الأزرق وعبرهما انفتحت لها نوافذ من التواصل مع الجمهور .. وفي هذه المساحة حاولنا أن نلتقط معها الأنفاس لتحدثنا عن تجربتها مع الإعلام (دنيا الفن) أجلستها وسألتها وطرحت عليها العديد من الأسئلة التي أجابت عليها بكل صدق ورحابة صدر فإلى مضابطه: { حدثينا عن دخولك مجال العمل الإعلامي؟ كانت لديَّ رغبة أكيدة منذ طفولتي لارتياد العمل الإعلامي، وكنت أحلم بأن أصبح مذيعة يُشار إليها بالبنان، وبالفعل تحقق جزء من إحلامي عند دخولي جامعة الخرطوم (آداب إنجليزي) وتمهيدي ماجستير إعلام .. هكذا تحوّل الحلم إلى واقع حقيقي .. وكانت أولى بدايتي من خلال إذاعة مانقو في عام 2004م وعملت فيها لمدة ثلاث سنوات متواصلة وقدمت عبرها العديد من البرامج الناجحة مثل (قضايا عائلية) الذي عرّفني بالناس أكثر ثم برنامج (صباحكم أحلى) وبرنامج (الأصل دور) الذي كان يتحدث عن تجربة (أغاني الحقيبة) و(الأغاني العربية القديمة) ثم تقدمت بعد ذلك إلى قناة النيل الأزرق وتم قبولي وبعدها خضعت إلى معاينات واختبارات مكثّفة تكللت في النهاية بالنجاح حيث داومت لقرابة الشهر الكامل من خلال محطات خارجية كنت أخرج فيها مع المقدمين والمعدين والمخرجين للإستفادة من كيفية العمل مع الكادر البرامجي ثم بعد ذلك تم تكليفي بتقديم برنامج (ألو مرحبا) ووجدت الوقفة المساندة من الجميع. { كيف واجهتِ الكاميرا لأول مرة خصوصاً أنك بدأت عملك بالإذاعة؟ نعم واجهتني بعض الصعوبات في العشر دقائق الأولى وحقيقة انتابتني حالة من الرهبة والخوف ولكن بفضل الله ثم المخرج أيمن نجيب تجاوزت ذلك في امتصاص صدمة المواجهة مع المشاهد .. وصار بعدها الأمر طبيعياً وأصبحت أواجه الكاميرا دون خوف ووجل وخلقت بيني وبين المشاهد علاقة حميمة. { هل الجمال ضرورة حتمية لنجاح المذيعة؟ الجمال شيء مهم بالنسبة للمذيعة خصوصاً في التلفزيون لأنه جواز سفر للدخول لقلوب المشاهدين، ولكن الجمال وحده لا يكفي ولابد من وجود الموهبة والثقافة والتلقائية واحتواء الموضوع والإحاطة به. { مواقف هزتك وأنتِ تقديمين برنامج (ألو مرحبا) خصوصاً أنك تستهدفين شريحة غابت عن الوطن كثيراً؟ هناك كثير من المواقف يا أخي عبدالباقي التي أثرت في أعماقي وشكّلت غصة في حلقي ودمعت لها عيني. { هناك اتهام بأن طريقتك في التقديم رومانسية وغير جادة ولاتتناسب مع ما تقديميه من برامج؟ من قال ذلك؟ أولاً برنامج (ألو مرحبا) يُظهر الجانب الإنساني العاطفي في ما يمر عليك من مواقف، وأعتقد مرور مثل هذه العاطفة لا يحتمل الاستهتار وعدم الجدية ومراعاةً وتقديراً لشعور المشاهد .. ولكل برنامج طبيعته ونكهته الخاصة. { يقولون أن زميلتك ريهام عبدالرحمن تفوّقت عليك في تقديم برنامج(ألو مرحبا)؟ أنا وزميلتي ريهام نكوِّن ثنائية، وكل طاقم البرنامج يد واحدة ولايوجد (حد أحسن من حد). { كيف توفقين بين العمل الإعلامي والتزاماتك المنزلية مع ملاحظة أن أسرتك جميعها تقيم بالسعودية؟ وجود الأهل والأقارب والأصدقاء بجانبي يبعد عني أي مشقة. { الزواج والحب والسعادة كيف تؤثر هذه الأدوات الاجتماعية على المذيع أو المذيعة؟ الزواج استقرار للمذيعة وداعم حقيقي للإبداع إذا وجدت الشخص المناسب الذي يتفهّم طبيعة عملك، وهناك تجارب ناجحة جداً لمذيعات متزوجات من الوسط الإعلامي. أما الحب فأنا بطبعي رومانسية وعاطفية إلى أبعد الحدود وأعشق الصدق (جواي طفلة) كبيرة ومدللة عند والديَّ وأتمنى أن أجد الشخص الذي يحتويني .. أما السعادة فهي الظل الوارف الذي يغمر الإحساس بالعاطفة. وتستفزني الخيانة فهي مؤلمة وقاسية وأصعب شيء في الحياة لا يمكن تجاوزه أبداً. { كيف تنظرين للعلاقة بين الرجل والمرأة في مجال العمل؟ لابد أن تكون مبنية على الاحترام والتقدير في إطار الزمالة الحقة. { لماذا لاتشاركين في برنامج (مساء جديد) لفك الحصار من برنامجي (ألو مرحبا) وللنساء والرجال؟ أشارك أحياناً في برنامج مساء جديد ولكن نوعية البرامج التي أقدمها صعبة للغاية وتعتمد كثيراً على الخيال والارتجال إضافة إلى أنني أحب برامجي وأقوم بالمذاكرة لها إضافة إلى إعداد وطرح أفكار وتقديم إضافات جديدة. { هل تعتقدين أنك وصلتِ إلى ما تصبين إليه؟ ترد ضاحكة- أنا نطفة في بحر عميق، وعلى فكرة أنا ناقدة خطيرة لأعمالي وأعتبر نفسي لازلت في بداية الطريق الإعلامي وأنسى أنني شخصية معروفة عندما أسمع الناس في الشارع يتهامسون عني وأقابل الناس بتواضع شديد، ولم يحدث أن أحرجت إنساناً مهما كان نوعه وشكله، والغرور لايتسرب إلى دواخلي أبداً. { النقد والآراء الصحافية الساخنة تجاهك .. هل تشكِّل لك وقفة أم تتجاهلينها؟ أنا أحب النقد الموضوعي ودائماً آخذه على محمل الجد وأستفيد منه كثيراً .. أما النقد الشخصي الهدام فأتجاهله تماماً لأنه لايضيف لي شيئاً وتعجبني (أم وضاح) لأنها تكتب بموضوعية بعيداً عن الأغراض الشخصية، وأنا حقيقة مارست العمل الصحافي وكنت أكتب عموداً بعنوان (أنامل أنثى) في صحيفة (فتاتي) وأطرح فيه العديد من القضايا والمواضيع العاطفية والواقعية لذلك أنا مدركة تماماً لدور الرسالة الصحافية وأعرف فيها الصالح والطالح. { ختاماً ماذا عن الجديد في رمضان المقبل؟ لم يُكشف الستار ونعد المشاهدين بالجديد والمميّز إن شاء الله.