تعد الاعلامية الشاملة هيام طاهر، من اميز المذيعات في السودان، حيث استطاعت بإمكانياتها الضخمة وحضورها الفخيم وثقافتها العالية وخبراتها الكبيرة وتجربتها الحافلة بالعطاء وجمال الصورة والصوت، الوصول الي القمة مبكرا وكتبت اسمها بحروف من نور في سجل التميز، واستطاعت الجمع بين إعداد وتقديم برامج المنوعات وتقديم النشرات الاخبارية ونالت اخيرا لقب افضل مذيعة اخبار بالتلفزيون القومي، وكانت اول انطلاق لها عبر الاثير في منتصف العام 1994م عبر برنامج (محطات وذكريات) وكان أول برنامج يشهد ميلاد تجربتها، ومن ثم قدمت العديد من البرامج عبر اثير الاذاعة القومية وقناة النيل الازرق ، وأصبحت هيام صوتا يألفه المشاهد والمستمع داخل وخارج السودان وتشكل حضورا انيقا في تقديم نشرة العرض الرئيسي بالتلفزيون. التقتها الصحافة في حوار من استديوهات الاخبار وكانت هذه حصيلة اللقاء . بدأتِ بتقديم برامج المنوعات عبر أثير الإذاعة القومية، والآن اتجهت الى تقديم النشرات الإخبارية ،حدثينا عن الفرق بين المجالين. هناك فرق كبير بين قراءة نشرة الأخبار وتقديم برامج المنوعات ، ولغة الأخبار تختلف عن المنوعات في كيفية توصيل المعلومات ، ففي تقديم النشرات الإخبارية تكون في معظم الوقت مؤديا لعمل شخص آخر وهو (المحرر) ، وتعتبر برامج المنوعات أو البرامج الحوارية مساحة لإظهار مخزوناتك اللغوية والمعرفية وإظهار المهارات التي لا يبرزها تقديم النشرات الإخبارية. ايهما اقرب إليك العمل عبر أثير الإذاعة أم أمام كاميرا التلفزيون؟ أحب العمل عبر أثير الإذاعة باعتبار أن الإذاعة بها نوع من التحدي في جذب سمع المستمعين وتشكيل خياله عبر السمع فقط ،والتلفزيون يستطيع جذب المشاهد بالكثير من التفاصيل الأخرى المتعلقة بالديكور و الألوان ، وكلاهما يشكلان مسؤولية أمام الجمهور. في أي نوع من البرامج تجد هيام الطاهر نفسها ؟ أجد نفسي في تقديم البرامج الحوارية الثقافية والأدبية ، لأنها تكسب الإنسان مزيدا من المعلومات واللغة الإعلامية الرفيعة، ومزيدا من التواصل مع الجمهور، ولكن التخصصية في مجال معين أصبحت هي السمة السائدة ، والتخصص في تقديم لونية معينة من البرامج قد يظلمك ولابد من الاجتهاد في تقديم أفضل ما لديك عبر أي نوع من أنواع البرامج أو الأخبار . ما هو سر ارتباطك بتقديم البرامج الحوارية ؟ قدمت برامج حوارية لفترة طويلة على شاشة قناة النيل الأرزق تهتم بالشأن الثقافي ومتابعة الفعاليات و الاحداث الثقافية . ماذا أضافت إليك الإذاعة القومية ؟ أحببت التربة التي بدأت فيها عملي الإعلامي والتي أكتشفت فيها موهبتي الإعلامية ، وعودتني الإذاعة على الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة للعمل الإعلامي و التي تؤدي الى طريق النجاح ، ومنحتني الإذاعة الثقة في إعداد وتقديم البرامج الإذاعية وارتويت فيها بالعديد من الأفكار البرامجية ، وعرفت قيمة أن تبث صوتك عبر أثير تعبر عن قوميتك وهويتك ووطنك . ثنائيتك مع الاستاذ عمر الجزلي في تقديم الاخبار؟ انا محظوظة جدا بثنائيتي مع الاستاذ القدير عمر الجزلي، وهو يشكل جزءا كبيرا من وجدان الشعب السوداني ، وأعتقد ان أمامي وقتا طويلا حتى أصل الى مكانته الاعلامية ، ويتميز الاستاذ الجزلي بروح العمل الجماعي و الحرص على لونية الاداء الجيد. ما هو ردك على النقد الموجه للمذيعات السودانيات فيما يتعلق بالاهتمام بالمظهر الخارجي دون الثقافة الإعلامية؟ أنا ضد هذا الرأي .. ولا أوافق على ما يقال عن انعدام ثقافة المذيعات ، التلفزيون شاشة ولابد أن تكون المذيعة متجددة في كل إطلالة لها ، واذا وجدت قلة من المذيعات غير المثقفات يجب أن لا نعمم الاتهام على جميع التجارب، وأؤكد انه لابد من الاهتمام بالمظهر كجزء من اهتمامات المذيعة خاصة وأننا ندخل بيوت الناس عبر الشاشة دون استئذان. ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في مذيع الأخبار دون غيره ؟ مذيع الأخبار يؤدي المهمة الصعبة في التلفزيون وينفذ سياسية تحريرية ويقدم نتاج جهد إدارة كاملة وهي الأخبار ، ويجب أن يتحلى مذيع الأخبار بصفة منح كل خبر شخصيته وقوته ، ويواجه مذيع الأخبار بضرورة أن يقدم لأي محرر الخبر بالشكل المطلوب.، ولابد له من إظهار تفاصيل الخبر وجعل الأخبار وتفاصيلها راسخة في ذهن المشاهد أو المتلقي (بالأرقام) وهذا مؤشر نجاح المذيع. مدرسة إعلامية تخرجت فيها هيام الطاهر؟ أنا محظوظة جدا لمعاصرتي مجموعة من القامات و الرواد في مجال الإعلام، وتشربت بكل ما يثري تجربتي من خلال خبرتهم بعيدا عن التقمص ،واعتبر نفسي خلاصة هذه التجارب ولابد من تطوير النفس وايجاد بصمة اعلامية خاصة بكل اعلامي . هل يمكن لمذيع الاخبار ان يضفي على الاخبار طابع الجاذبية حتى لو لم تكن كذلك؟ بالتأكيد ..أداء المذيع هو الذي يشكل جاذبية الخبر أو المادة المقدمة بدون تكلف لأن التكلف يفقد الأخبار رونقها والأهم من ذلك هو خلق حلقة تواصل بينك وبين المشاهد . لماذا تركت هيام الطاهر شاشة النيل الازرق و اتجهت الى تقديم النشرات الاخبارية عبر شاشة التلفزيون القومي؟ وماذا اضافت إليك تجربة النيل الازرق؟ قبل التحاقي بالنيل الازرق عملت في التلفزيون القومي قرابة العام في برامج المنوعات ، وكانت الشاشة القومية أول منبر اظهر عبره امكانياتي الاعلامية ، ومن ثم إنتقلت لقناة النيل الأزرق لتقديم مجموعة كبيرة من البرامج ، وحقيقة اتاحت لي مساحة لتقديم البرامج الثقافية والمعرفية . التنقل بين وسائل الاعلام يشكل خصما على تجربة المذيع ؟ ماهو سبب تنقل المذيعين بين المحطات ؟ برأيي أن هذه التجارب تشكل إضافة وصقلا للموهبة ، وتكسب المذيع مهارات وخبرات إضافية ، والسائد في العالم اليوم مفهوم البحث عن الوضع المادي الافضل والمجزي ، و المشاهد هو المحظوظ بحصوله على افضل أداء، وفي مجال الاعلام البقاء للأفضل المجتهد و الطموح. ألا يمكن للشهرة ان تكتب للمذيع الاستمرارية؟ لا.. إطلاقاً ، تطوير الأداء المهني والسعي للتجويد هو سر الاستمرار، فالشهرة تعتمد على المظهر والشكل و الجمال، وبمجرد ان تزول هذه الاشياء لن يتذكر أحد أداءك .