{ الدكتورة «ألدا ماوين» .. (جنوبية).. دينكاوية راسخة الجذور في «قوقريال».. قريباً من مسقط رأس رئيس دولة الجنوب الفريق أول «سلفاكير ميارديت».. لكنها في ذات الوقت.. (شمالية) حتى النخاع..!! في حفل زواجها من العقيد «م» مارتن ملوال أروب عضو مجلس قيادة ثورة (الإنقاذ) غنى لها «حسين شندي».. و«كمال ترباس»..!! أي أنها تطرب - مثل مارتن - لأغاني (الحماسة).. (وأنا ليهم بجر كلام.. دخلوها وصقيرها حام..)!! { «ألدا» أكدت أنها شعرت ب (حزن عميق) والعبارة قالتها هكذا.. فهي تتحدث العربية بطلاقة.. ليس (عربي جوبا).. بل (عربي الخرطوم).. وأحياناً (عربي بيروت والقاهرة)!! فالدكتورة تسمع للمطربة اللبنانية «أليسا»، والمصرية «شيرين عبد الوهاب».. هذه «دردشة» مع هذه الأبنوسية الفارعة في يوم (الانفصال). { دكتورة «ألدا» نود أن نتعرف على شخصيتك عن قرب؟ - ألدا ماوين ولدت في مدينة «قوقريال» ببحر الغزال بحكم أن والدي كان طبيباً صيدلانياً بمستشفى الخرطوم. درست كل مراحلي التعليمية بالخرطوم وتنقلنا في عدد من أحياء العاصمة المختلفة. الدراسة الجامعية بجامعة بحر الغزال وأنا الآن طبيبة عمومية أعمل في الطوارئ وسوف أتخصص لاحقاً في الطب الباطني. عملت طبيبة في مرحلة (الخدمة الوطنية ) بمستشفى «جوبا». { كيف هو انطباعك بعد الانفصال وأنت تتهيئين للعمل في الجنوب؟ - سأعود إلى الجنوب خلال الفترة القادمة وفي خطتي أنني سأتوجه إلى «لندن» لأتخصص في الطب الباطني، وإن شاء الله سوف أذهب إلى الجنوب بعد أن يتم إعلانه دولة قائمة بذاتها ولا بد للإنسان من أن يعود إلى وطنه في نهاية الأمر. { أمضيت فترة الخدمة الوطنية بمستشفى جوبا، حدثينا عن الوضع في المستشفى.. هل هناك تحسن في الخدمات الصحية؟ - الوضع تحسن كثيراً فهناك إصلاحات في المستشفى. { انفصل الجنوب الآن.. ولكن هل تعتقدين أن الانفصال كان تياراً عاماً في الشارع الجنوبي؟ وماذا كان إحساسك عند إعلان نتيجة الاستفتاء؟ - أنا لا أحب التحدث في (السياسة) ولكن بالنسبة لشعوري بعد سماعي إعلان نتيجة الانفصال فبالتأكيد شعرت (بحزن عميق) لأننا سوف ننفصل وسأفارق صديقاتي وزميلاتي (الشماليات) وأيضاً جيراني فأنا أغلب صديقاتي (شماليات). { دعينا نغوص في أعماقك كأنثى.. كيف وافقت أن تكوني الزوجة الثالثة للسيد «مارتن ملوال»؟ -أبداً فأنا عندما تزوجته كان (خالياً) تماماً فزوجتاه (الاثنتان) كانتا خارج البلاد في تلك الفترة. { ربما هناك فارق في السن بينكما.. فهل «قبلت» زواجه لأنه كان يشغل منصب وزير ورجلاً ميسور الحال؟ - أبداً.. أنا عندما تعرفت عليه لم يكن (وزيراً) وكان ذلك عام (1998) وكنت أدرس في السنة الأولى بالجامعة أحببنا بعضنا وإذا كنت قد تزوجته من أجل منصب فلماذا لم أتركه بعد أن ترك الوزارة؟ { حدثينا عن طقوس زواجكما؟ - في عام 2002م أقمنا الزواج بالطقوس (الجنوبية) حيث يجلس أهل العروس وأهل العريس ويتشاورون ويتفقون وبعد ذلك تم دفع المهر. { كم كان المهر بالأبقار؟ - (253) بقرة.. وكان بمثابة عقد ولم نقم احتفالاً لأن ابن مارتن كان متوفى تلك الأيام وبعد العقد سافرنا إلى «لندن» وبعد عام أقمنا مراسم الزفاف وهنا في منزلنا بأركويت كان الحفل في اليوم الثاني. { من أحيا الحفل من الفنانين؟ - حسين شندي.. وكمال ترباس. { هذا الحوار أجري على أيام إضراب الأطباء.. فسألناها هل نفذت الإضراب مع لجنة الأطباء؟ - لم أضرب.. لأنني كنت أعمل في قسم (الطوارئ) وتأتينا حالات حرجة وإذا لم (نلحقها) يمكن للمريض أن يموت ولذلك بقية الأطباء كانوا يعتقدون أننا (متواطئون) ولكن دعونا نقل الصراحة.. الأطباء مظلومون ورواتبهم ضعيفة، فالطبيب قبل أن يكمل الشهر يكون راتبه انتهى. { ولكن يا دكتورة كل المهن في السودان رواتبها كذلك (ضعيفة) وتنتهي قبل نهاية الشهر؟ - لا.. الأطباء مظلومون ولذلك هم يهاجرون إلى الدول الأخرى لأنهم يجدون وضعا ً(أفضل).. تلك الدول تقدر قيمتهم. { هل لديك صديقات من سيدات المجتمع في الخرطوم أو زوجات قيادات الدولة؟ - أبداً صديقاتي كلهن لسن سيدات مجتمع أو زوجات قياديين. { نعود مرة إلى السياسة التي (تتهربين) منها.. هل من الممكن أن تنضمي إلى العمل السياسي بالجنوب بعد عودتك؟ - ضحكت.. ثم قالت: أنا لا أريد أن أخوض يوماً في مضمار السياسة لأنها عبارة عن (نفاق)!! { دكتورة «ألدا» إلى من من الفنانين تحبين الاستماع؟ - من الفنانين السودانيين أعشق وردي وود الأمين وأبو عركي وعبد العزيز المبارك وحنان النيل، هؤلاء الفنانون السودانيون، وبالنسبة للفنانين العرب فإنني أعشق أليسا، شيرين عبد الوهاب ونانسي عجرم!!