عيادة الجراحة : د. محمد عبد العزيز أبو سن تعتبر أمراض (البروستاتا) من الأمراض المنتشرة.. وهي - (البروستاتا) - غدة توجد عند الرجال فقط تحت المثانة البولية وخلف عظم الحوض الأمامي مباشرة، يمر عندها مجرى البول عابراً من المثانة إلى القضيب، وتنتج (البروستاتا) قدراً كبيراً من السائل المنوي وتقوم بضخه إلى مجرى البول عند القذف، لذا نجد أن مشاكل (البروستاتا) تسبب مشاكل بالبول ومشاكل في القذف والانتصاب. وسنحاول عرض مشاكل (البروستاتا) بصورة مبسطة لكي نتمكن من رفع الوعي بمشاكلها وإزالة المخاوف الكثيرة التي تسببها. { أنواع أمراض (البروستاتا) بصورة عامة يمكن تقسيم أمراضها لثلاثة أقسام: حالات التهابية.. تضخم (البروستاتا) الحميد.. وتضخم (البروستاتا) الخبيث. { الحالات الالتهابية يمكن اختصارها في التهاب (البروستاتا)، والخراج ب (البروستاتا). الالتهاب يكون دائما في الأطفال والرجال في مرحلة الشباب، وذلك نتيجة قلة شراب الماء وقلة الحركة وعدم تفريغ المثانة من البول، مما يجعلها مرتعاً خصباً للبكتريا التي تسبب التهاب (البروستاتا)، ويمكن أن يعم الالتهاب إلى جميع المجاري البولية، وأهم أعراضه سخونة البول والتهابه المتكرر وسخونة غامضة بمنطقة الحوض. لذا نجد أن التهاباتها تكثر عند الموظفين الذين يجلسون لفترات طويلة من غير الذهاب إلى الحمام لإخراج البول. وننوه أن التهاب (البروستاتا) يجب تمييزه عن تضخم (البروستاتا) الحميد، حتى لا يخاف المريض عندما يقال له إنه مصاب بالتهاب فيها، وعلاج التهاب (البروستاتا) في يد المريض تماما بالإكثار من شرب الماء وعدم الجلوس كثيراً وعدم حبس البول بل إخراجه بصورة منتظمة، وقد يتطور التهاب (البروستاتا) ويتكون خراج بها، وغالباً يكثر عند المرضي ناقصي المناعة، وهنا تكون الأعراض شديدة وبعامة الجسم، وبعد التشخيص يكون العلاج فتح الخراج وبعد ذلك أخذ المضادات الحيوية والسوائل الوريدية (الدربّات). { تضخم (البروستاتا) يكون ذلك في الأعمار المتقدمة، غالباً بعد سن الخمسين، ونسبة لأن البول يمر ب(البروستاتا) فإنه بعد تضخمها يسبب ضغطاً على المجرى البولي مما يسبب أعراض تضخمها، وهي تتلخص في كثرة التبول ليلاً ووجود ضيق شديد (إلحاح البول) وضعف اندفاع البول وعدم اكتماله، وذلك بأن المريض بعد التبول يشعر بأن هنالك بقية ويرجع مرة أخرى ولكن يجد أن هنالك كمية بسيطة تخرج ولا يزال هنالك إحساس بعدم الإفراغ التام، ويكون التبول بصورة نقاط متقطعة، لذا نجد أن مريض (البروستاتا) يذهب إلى الحمام عدة مرات، لذا فإن أعراض (البروستاتا) من الأعراض المتعبة جداً للمريض وتسبب تعطيلاً كاملاً لنشاطاته اليومية، وليس هنالك علاقة بين حجم التضخم والأعراض، فنجد أن الأعراض تكون شديدة، رغم أن التضخم غير كبير، وما يهمنا ليس حجم التضخم وإنما المضاعفات، فبسبب تضخم (البروستاتا) يتجمع البول بالمثانة مما يسبب التهابات حادة تسبب سخونة بالبول، وقد تسبب حبس البول ويجب الذهاب إلى المستشفي فوراً وتركيب قسطرة بولية لإخراج البول الذي قد يسبب ارتفاع البولينا والكرياتينين واعتلال في وظائف الكلى، وهنا تكون الأعراض شديدة. { مراحل علاجها يبدأ العلاج بتحديد حجم (البروستاتا) وتحديد ما إذا كان هنالك بول متبقي بالمثانة، ومن ثم يقوم الطبيب بوضع خطة للعلاج، وخط العلاج الأول هو الحبوب التي تسبب ضمور (البروستاتا) ونقصان للحجم وتخفيف حدة الأعراض. ونذكر هنا أن حبس البول يتم علاجه بتركيب القسطرة، وإذا استصعبت يتم تركيبها أسفل البطن داخل المثانة مباشرة، وحتى في هذه الحالة الحبوب هي الخيار الأول، إلا في حالات استثنائية يتم فيها العلاج عن طريق الجراحة عندما تبدأ (البروستاتا) في التأثير على الكلى، أو في حالة الفشل في العلاج بالحبوب التي يمكن مواصلتها لمدة ستة شهور، وبعد ذلك يلجأ للعملية الجراحية التي يمكن أن تتم عبر المناظير، ويتم استئصال (البروستاتا) في جلسة أو جلستين حسب الحالة، أو عن طريق الفتح المباشر للبطن. { التضخم الخبيث تضخم (البروستاتا) الخبيث (سرطان البروستاتا) هو من السرطانات التي أصبحت منتشرة هذه الأيام، وأعراضها لا تختلف عن الورم الحميد، ونسبة لتشابك الأعراض يجب التمييز جيداً، وهذا التمييز يتم بواسطة الكشف على المريض سريرياً وتحديد هرمون (البروستاتا) وأخذ عينة منها، وهو نوع من السرطان ينتشر في المنطقة المحيطة ب (البروستاتا) ومنطقة المثانة والحوض وعظم أسفل الظهر والعمود الفقري، وقد ينتشر لباقي الجسم (الرئة والمخ وغيرهما) ومن ثم تختلف الأعراض حسب وجود السرطان، لذا لا بدّ من الذهاب إلى أقرب طبيب عند ظهور الأعراض آنفة الذكر وعرض الفحوصات والموجات الصوتية على اختصاصي المسالك البولية حتى إذا كان هنالك شك في سرطان يتم علاجه باكراً قبل أن ينتشر المرض لمناطق أخرى ويصبح الطبيب عاجزاً عن علاج مريضه. وهنا - أعزائي القراء - تحضرني قصة مريض يعمل بالحقل الطبي، أتى لطبيب وهو يعاني من صداع حاد، وعند الكشف عليه اتضح أنه يعاني من خلايا سرطانية بالمخ مصدرها سرطان (البروستاتا)، وكم من مريض ببروستاتا سرطانية ذهب للذين يدعون علاجها، وبعد استفحال الحالة أتى متأخرا للعلاج طبياً، فنرجو ممّن يدعون علاج (البروستاتا) ان يتقوا الله في المرضى ولا يستغلوا حوجة الإنسان البسيط للعلاج.