تنشط هذه الأيام اللجنة العليا للإعداد لقيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته السابعة المقام في أكتوبر بأرض المعارض ببري ولمعرفة آخر الاستعدادات لقيامه جلست (الأهرام اليوم) مع رئيس اللجنة العليا لقيام المعرض د.نور الهدى محمد نور الهدى فكان هذا الحوار.. نريد إضاءة عن تاريخ معارض الكتب في العالم؟ { معارض الكتب في العالم هي فكرة للترويج عن مناسبة ثقافية لتفعيل العمل الثقافي في البلدان وأول معرض للكتاب أقيم في فرانكفورت ومر على تأسيسه 46 عاماً وعميد المعارض العربية هو المعرض اللبناني وأقيم قبل 45 عاماً والمعرض المصري له 54 عاماً وتوالى بعد ذلك قيام المعارض في الدول المختلفة وأجمل المعارض تنظيماً في العالم العربي هو معرض الشارقة. متى سيكون السودان ضمن منظومة الدول ممتازة التنظيم لمثل هذه المعارض؟ { الإجابة على هذا السؤال صعبة لأن العالم بدأ في تنظيم معارض الكتاب منذ 06 عاماً ونحن ما زلنا في السنة السابعة وحتى نصل لهذه المكانة لابد من تضافر الجهود، وحتى الآن نسير في الطريق الصحيح. تكوين وزارة خاصة بالشأن الثقافي ألا يزيد ذلك من عجلة النمو الثقافي والمضي قدماً في تنظيم معارض للكتاب؟ { هذه إشارة إيجابية أن تكون هناك وزارة خاصة بالشأن الثقافي وهذه خطوة في الطريق الصحيح ولا بد من أن تكون للوزارة أرض للمعارض تابعة لها لأنه لايمكن للوزراة أن تقوم بعملية تأجير أماكن لعرض فعالية ثقافية بمبالغ طائلة، وأيضاً على الوزارة أن تعمل على بسط الحريات وأن تجتهد لاحتواء أزمة الكتب المحظورة محلياً وأن تعمل مع الجهات المختصة لاحتواء تلك الأزمة، والمفارقة تأتي في أن هذه الكتب تحظر محلياً وتخرج عالمياً وإقليمياً وأثرها يكون أكبر. إلى أين وصلت الترتيبات والاستعدادات لقيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب هذا العام؟ { الترتيبات تسير بصورة طيبة وذلك باجتماع اللجنة العليا أسبوعياً لمعرفة آخر التطورات، وعدد الناشرين المشاركين في المعرض من خارج السودان يتجاوز (051) دار نشر وهذا أعلى رقم وصل إليه معرض الخرطوم الدولي للكتابو وتجئ أهمية وخصوصية المعرض هذا العام، حيث إن معرض القاهرة لم ينظم وكذلك معرض دمشق واليمن والآن كل الأنظار متجهة إلى الخرطوم. الوضع الاقتصادي السيئ بالنسبة للفرد السوداني هل سيؤثر على نجاح المعرض؟ { هنا يكمن مربط الفرس يعني في حالة غياب مؤسسات الدولة عن شراء الكتاب وكذلك الجامعات يقع العبء على القارئ السوداني في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الآن. وأتمنى أن تشارك الجامعات في شراء الكتب وتغذية مكتباتها والمساهمة في إنجاح المعرض. هل هناك تنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم العام للمشاركة في إنجاح المعرض؟ { نعم قد عقد اجتماع مع وزير التعليم العام للمشاركة في المعرض وإنشاء المكتبات المدرسية وأيضاً ثم التنسيق مع وزير التعليم العالي وهو الآن خارج البلاد لتنسيق قدوم ممثلي الجامعات وأمناء المكتبات وكذلك تم توجيه الدعوة لوزراء الثقافة الولائيين. إلى الآن لم نشهد ترويجاً مكثفاً لإبراز هذا الحدث الضخم وتعريف المواطن والمثقف السوداني به؟ { المشاكل الاقتصادية هي أكبر مشكلة تواجهنا في التعريف بالمعرض ولكن تم وضع خطة للترويج عن المعرض نهاية شهر رمضان مباشرة. مساهمة وزارة الثقافة فى الإعلان؟ { وزارة الثقافة مساهمتها مربوطة بمساهمة وزارة المالية وتم تكوين لجنة إعلامية لمناقشة الإعلان وبث أخبار المعرض للصحف ولكن ننتظر التمويل الكافي لذلك. هناك مقولات شهيرة تقول (القاهرة تؤلف-بيروت تطبع- الخرطوم تقرأ) والقارئ السوداني أصبح قراءته للكتب قليلة نوعاً ما ألا يؤثر ذلك على معرض الكتاب؟ { هذه مقولة رائجة وتنتقل من دولة إلى أخرى حسب الجغرافيا ونحن في السودان تخطينا هذه المقولة وأصبحنا نؤلف ونطبع ونقرأ والمشكلة الآن هي مشكلة قارئ وما زاد الطين بلة إلغاء حصة المكتبة في المدارس والتعامل مع الكتاب أصبح سيئاً والسواد الأعظم من طلاب الجامعات يتعاملون بما يسمى (بالمذكرات) وعدم الاقتراب من المكتبات وهذه المسألة تحتاج لعلاج فوري. أجهزة الكمبيوتر والتقنية الحديثة (النت) ألا تؤثر هذه في قيام معرض الكتاب؟ { هنا في السودان ما زال الوقت مبكراً في هذا التأثير لأنه لدينا العديد الآن بعض القرى لا توجد بها كهرباء، ناهيك عن أجهزة الكمبيوتر، والتقنية الحديثة في السودان لا تؤثر في قيام المعرض. الآن نتحدث عن ارتفاع الأسعار حتى في الكتب؟ { ارتفاع أسعار الكتب تكمن في أن فيها جبايات، حيث إن نسبة 73% تذهب إلى الجبايات وهذا أقل بالعملية التعليمية والثقافية والحل يتمثل في إلغاء الرسوم والجبايات على الكتاب لاستقرار سعره وتداوله بين القارئ . ما الذي يميز معرض الخرطوم للكتاب هذا العام عن الأعوام السابقة؟ { عدد المشاركين أكثر وهناك دور نشر سوف تأتي لأول مرة للمشاركة في السودان إلا أن المعرض هذا العام يأتي في زنقة اقتصادية سيئة.