في مثل هذا الوقت من كل عام تشهد أرض المعارض ببري نشاطا ثقافيا ارتبط بالعاصمة المثلثة ، يبقي معرض الخرطوم الدولي ملتقي للثقافات العربية المختلفة والمتنوعة ، وكعادتهم حرص اهل العلم والثقافة علي حضور معرض الكتاب الدولي واخذ كل ماهو جديد في عالم المعرفة ، وهذا العام اتي المعرض بمشاركة 150 من دور النشر المحلية والعالمية ، وكان نصيب السودان فيها 38 دار نشر سودانية ، علي الرغم من غياب عدد منها ابرزها الدار السودانية للكتب ، وكذلك لم يخل المعرض من حظر مجموعة من العناوين لكتاب سودانيين تزيد عن 17 كتابا ، ابرزها مر?جعات اسلامية للدكتور حيدر ابراهيم ، بينما لم يتجاوز عدد الكتب المحظورة الاجنبية الاثنين ، وغياب تام لكتب الشيعة في المعرض . كانت لنا وقفة في معرض دار عزة للنشر وهناك تحدثنا الي مديرها نور الهدي أحمد نور الهدي ، الذي قال ان عدد الكتب التي حظرت وصل الي 17 كتابا من بين 410 عناوين تشارك بها هذا العام في الخرطوم الدولي ومن بين العناوين المحظورة هذا العام مراجعات إسلامية للدكتور حيدر ابراهيم بجانب كل كتابات محمود محمد طه ، والكاتب كامل ابراهيم ، واضاف ان الحظر اصبح مشكلة دائمة وهنالك رقابة مباشرة علي الكتب من قبل الجهات المعنية بالامر ، قبل ان يعلق علي الحظر بأن الثقافة لاتمنع ولاتحظر، وعن اسعار الكتب قال انها تتراوح بين مابين اربعة?جنيهات وتتدرج لتصل الي مائة جنيه ، وحذر من ارتفاع الاسعار لان الكتب غير معفية من الجبايات . ومالاحظناه اثناء جولتنا داخل معرض الخرطوم الدولي غياب الدار السودانية للكتب ، وقد كانت تشكل حضورا في المواسم السابقة لايقل عن مثيلاتها من الدور السودانية والعربية ولكن ايا كان سبب ذلك الغياب ويبقي السؤال قائما لماذا غابت الدار السودانية للكتب في هذا الموسم ؟ . وفي دار العالم المصرية عرضت مؤلفات المفكر محمد حسنين هيكل كاملة والشيخ يوسف القرضاوي الذي كانت اخر اصداراته المعروضة «بن القرية والكتاب » بجانب احدث الإصدارات في العلوم الانسانية من علم النفس ، الاعلام ، التاريخ ، علوم المعلومات والمكتبات ، الادب ، والفنون التشكيلية ، وقال لنا تامر حجازي ان الاقبال جيد في اليوم الاول واتوقع ان يكون افضل خلال الايام القادمة . ومن دار الارقم بن الارقم للنشر التقينا المدير التنظيمى لجناح الشركة ياسين محمد ياسين وقال بدأت مشاركة الدار بمعرض الكتاب منذ خمس سنوات على التوالى وكانت المشاركة الاولى ب400عنوان وبات لديهم 700عنوان هذا العام، موضحا ان هذه الزيادة بفضل القارئ السودانى واهتمامه بتنظيم المعرض ،وقال ياسين ان الذى لفت انتباهه متابعة القارئ السودانى ومطالبته بالمزيد من العناوين والمؤلفات والكتب المترجمة التى لم نتمكن من عرضها ، اما عن الاسعار فهي مناسبة وفى متناول يدى الزبون والزيادة تقتصر على الكتب التى طبعت هذا العام ، واصفا?الزيادة بالنسبية عن الكتب القديمة، مبينا ان هذا العام لم يتم حظر اي كتاب للدار وان الرقابة على الكتاب كانت نظرة علمية فقط وليس على عنوان الكتاب، وقال ياسين ان الافتتاح كان على حسب ماتوقع من نجاحات فى الاعوام السابقة من تنظيم واعلام . وتفاجأ باقبال الزبائن بعد ساعات قليلة من الافتتاح، واشار الى عناوين الكتب الجديدة التى شاركت بها الدار هذا العام من الروايات «القوس والفراشه ، طوق الحمامه ، الجسد المضيف » اضافة الى كتاب بعنوان نقد الحداثة للدكتور محمد الشيخ وكتاب الامة والدولة والتاريخ والمصائر لمجموعة من الك?اب. ومن دار الارقم دلفنا لدار شعاع من سوريا وتحدث علاء الحمراء وقال ان العام الماضى لم تشارك دار شعاع السورية بمعرض الكتاب بالخرطوم لكن وفقت هذا العام بمشاركة بعض الكتب العلمية والطبية التى نشرت لاول مرة هذا العام وتحتوى الكتب الطبية على البدانة، مبينا ان الاسعار مناسبة ولديهم تخفيض بنسبة 25% للزبون، اما البيع للمكتبات فان سعر الجملة مختلف، مؤكدا انه لم يتم حظر اى كتاب وارجع السبب الى ان الكتب التى نشرتها الدار كتب علمية ومن ابرز عناوين الكتب «جافا ، نظم المعلومات الجغرافية » ، وقال ان الاقبال للمعرض ضعيف م?ارنة بحجم المعرض والتحضير له ، موضحا ان الروايات والكتب العلمية مصحوبة هذا العام باسطوانات «سى دى ». ثم بعد الحديث مع مدير جناح دار شعاع السوريه توجهنا الى الجناح المواجه له وكانت ابرز عناوينه مؤلفات الدكتور عبد العزيز خالد فضل الله وتحدث الينا ياسر عبدالله بان عبدالعزيز له سبعة مؤلفات تم عرضها هذا العام، وقال اول مرة يشارك في معرض الكتاب بالخرطوم ومن ابرز المؤلفات « النيل سليل الفراديس » الذى كتب فيه عن النيل والحضارات، وكتاب الخرطوم قصة عاصمة ويحوى المراحل التى مرت بها العاصمة من قبل الاتراك الى اليوم اضافة الى كتاب «مياه النيل ومستقبل الاندماج الوطنى فى السودان ، واسرائيل والسودان اطماع قديمة »، وابا? ياسر ان الإصدارات الجديدة للدكتور عبد العزيز «الخرطوم قصة عاصمة والنيل سليل الفراديس» ، مؤكدا ان ليس له كتاب تم حظره وان الاقبال متوسط بالنسبة لليوم الاول، اما الاسعار معقولة وتتراوح اسعار الكتب مابين 10الى 25جنيها . ومن المكتبات العربية كانت مكتبة جرير تتوسط المعرض، واحتوت علي عناوين لكتاب مشهورين ابرزهم دكتورفيل في الجانب الاجتماعي بعناوين اهتم بذاتك وعائلتك اولا ، ايضا موسوعة الطب الحديث التي تتحدث عن الطب البديل ، كانت علي مقربة منها دار الوفاء التي عرضت 150 عنوانا في مختلف المجالات القانون والفلسفة الاثار والاجتماع ، عبر صاحبها عن تفاؤله الشديد منذ افتتاح المعرض الذي شهد اقبالا شديدا . ومالفت انتباهنا ان الاطفال قد خصص لهم الكثير من المعارض ويزيد الاهتمام بهم عن المواسم السابقة ، وفي دار المستقبل للنشر كان هناك الكثير من الكتب ومؤلفات الاطفال والنساء فقط بجانب عرض لعب عند مدخل الجناح لجذب الاطفال الا ان شريحة الاطفال غائبة عن المعرض، وقال عادل زمراوى ان الدار خصصت العرض لمؤلفات الاطفال والنساء وللمرة الرابعة تشارك الدار بالمعرض ولم يتم حظر اى كتاب لانها كتب تخص الاطفال والاغلبية منهجية وقصصية ومن الإصدارات التى تم نشرها هذا العام «سلسلة حواديت جحا وقصتى الجميلة سندريلا »، واضاف ان الاقب?ل ضعيف وعزا ذلك لليوم الاول وان المعرض سيستمر اسبوعين لذلك ليس منزعجا من ضعف الاقبال . ومعرض« ثري دي » الذي عرض احدث إصدارات تعليمية باللغة الانجليزية للاطفال ، واحدث إصدارة لتعلم الادارة وكل مايتعلق بالاقتصاد بثماني لغات غير العربية ، الان مخصصات الاطفال قد طغت بشكل واضح علي كل محتويات المعرض بحسب ماذكره محمود ، فقد كانت الادوات التعليمية متوفرة لكل المستويات . ومن بين رواد المعرض استطلعنا المواطن محمد أحمد الذي قال انه من مرتادى معرض الكتاب سنويا ، وحريص على معرفة الإصدارات الجديده وهوايته القراءة والاطلاع،مؤكدا ان التكنولوجيا لم تؤثر عليه لان معرفة المعلومة بالاطلاع لها ميزة خاصة وتختلف عن المعلومة التى تحصل عليها من الاجهزة الالكترونية وتحدث متحسرا على هجر الكتب والمراجع والاعتماد على التكنولوجيا وقال له سلبيات واضحة ما ادى الى تدهور مستويات الطلاب بالجامعات واعاب على جيل اليوم انصرافه عن الاطلاع والحرص على القراءة . ومن جانبها قالت الاستاذة عوضية انها شغو?ة بمعرفة الإصدارات الجديدة من الكتب العلمية والروايات وان لديها مكتبة حافلة بمجموعة من الكتب المفيدة وانها حريصة على اغتناء الكتب السودانية كالطيب صالح وعون الشريف قاسم اضافة الى كتب المتنبى وقالت اغلبية القراء هجروا المكتبات واعتمدوا على اجهزة التكنولوجيا الحديثة ما ادى الى ضعف ثقافة هذا الجيل الذى تأثر بها . وقبل ان نغادر ارض المعارض كان لنا حديث مع مديرة النشر الثقافى ورئيس لجنة الاشراف والتنظيم ، فاطمة موسى التي وصفت الاقبال هذا العام بانه افضل بكثير من الاعوام السابقة ، وتصدرت هذا العام مجموعة من الكتب والعناوين الجديدة الجناح الخاص بوزارة الثقافة منها كتاب «النقد والنقاد فى السودان » للدكتور محمد الحسن فضل المولى بالاضافة الي كتاب «دور الوعى والاعلام فى الاذاعة والتلفزيون » للكاتب حبيب السراج . واضافت فاطمة ان عدد الدور المشاركة لهذا العام 150 دار نشر محلية وعالمية ، اما دور النشر المحلية التى شاركت 3? دار نشر مبينة فاطمة ان لدار عزة للنشر 410 عناوين هذا العام ودار جامعة الخرطوم 350عنوانا وغابت الدار السودانية هذا العام ومن ابرز الكتب المعروضة لوزارة الثقافة للكتاب المتنبى ،التجانى يوسف بشير ،عون الشريف قاسم ، ويوسف فضل اضافة الي كتب الاطفال التى تم توفيرها وبيعها باسعار زهيدة من جنيه الى الجنيه والنصف فقط ، وقالت ان علي حد علمها تم حظر اثنين من الكتب الاجنبية .
