عيادة النفسية والعصبية - د. علي بلدو يعرف الخوف المرضي (الفوبيا) بأنه حالة عصابية تتميز بالخوف غير المبرر من أشياء أو مواقف أو أوضاع أو مثيرات لا تؤدي إلى الخوف لدى الشخص العادي. وتتراوح نسبة الإصابة بها ما بين 5 - 20 % من نسبة السكان، واحتمال أن يصاب الشخص العادي بالمرض يصل إلى 15% وللإصابة أسباب: { الأسباب السلوكيَّة وهي مبنية على تجارب العالم «جون واطسون» في عام 1920 بامريكا، حيث قام بإحضار طفل صغير - اشتُهر لاحقاً باسم «البيرت» - قام بتخويفه من الأرانب والفئران عن عمد، لدرجة أنه أصبح يخاف من أي شيء له فراء. { أسباب التحليل النفسي وهذه مبنية على تجارب ودراسات الطبيب النمساوي الشهير «سجموند فرويد»، ومفادها أن الفوبيا سببها صراعات نفسية لم يتم حلها منذ مرحلة الطفولة الأولى، وتتبدى صور هذا الصراع في الخوف من أشياء معينة تمثل رمزاً لهذه الصراعات والمشاكل. { الوراثة تلعب الكروموسومات والجينات الوراثية المكتسبة من الآباء والأمهات دوراً مهماً في جعل الشخص أكثر عرضة للاصابة بالمرض. { العوامل البايوفسيوكيمائية مستقبلات (بيتا) الأدريننجية وزيادة معدلات إفراز النورايبنفرين والايبينفرين وأيضاً النشاط الدوباميني، تلعب دوراً مهماً، وبالتالي يؤدي ذلك لزيادة نشاط الجهاز العصبي الأوتونومي ويسبب الأعراض. { أنواع (الفوبيا) لهذا المرض أنواع منها (الخوف البسيط) ويكون مثلاً من: القطط، الفئران، الدم, الطائرات, المصاعد والاماكن المرتفعة, الأصوات العالية, الظلمة, الأشياء الحادة, الماء, الرعد والبرق, الأساتذة, اللحم.. وغيرها من الأمثلة. وهناك (الخوف الاجتماعي)، مثل الخوف من التواجد والتواصل مع الآخرين، أو من المناسبات الاجتماعيّة، أو من الحديث والتعبير عن النفس آمام الآخرين. { الأعراض والعلامات ل (الفوبيا) أعراض وعلامات تحدث عند التعرض - أو توقع التعرض - للموقف الذي يسبب الفوبيا لدى المريض, وهذه الأعراض تشمل: التعرُّق, ضربات القلب المتسارعة, جفاف الحلق.. الشعور بالغثيان، التعب الشديد، الإعياء، برودة الأطراف، فقدان القوة والمرونة العضلية، التجمد وعدم القدرة على الحراك أو التفاعل بصورة عادية.. الرغبة في التبول أو شرب الماء أو الإسهال أو الإمساك والغازات.. الأرق والسهر وفقدان الوزن و نقص الشهية.. قلة التركيز والانتباه.. الرجفة.. الإغماء.. والفشل القلبي والوفاة. { المضاعفات النفسية تؤدي (الفوبيا) إلى تجنب المواقف المخيفة للمريض ورد فعل مبالغ فيه عند التعرض لها، مثل الصراخ والجري، وهذا يشكل حرجاً اجتماعياً وأسرياً كبيراً.. بالإضافة إلى فقدان الفرص في العمل والترقي وتطوير المهارات والقدرات.. وصعوبة الحصول على شريك للحياة بسبب (الفوبيا الاجتماعية).. وبعض الأشخاص قد يبقوا حبيسي منازلهم طيلة العمر. { وسائل العلاج للتخلص من (الفوبيا) هناك ثلاثة أنواع من العلاج: أولها: العلاج النفسي، ويشمل العلاج السلوكي.. والسلوكي المعرفي بما يصاحب من التعرض وإزالة التحسس التدريجي، والغمر والتموضع، ووقف الاستجابة، وغيرها من الوسائل. وثانيها: العلاج التحليلي المركز حول المريض، وفيه يتم عمل جلسات محددة على مدى أسابيع لحلحلة الإشكالات النفسية وبناء الجسور النفسية للتغلب وعبور المشكلة. وثالثها: العلاج الدوائي، ويشمل مزيلات القلق والتوتر مثل (البنزودايزابينات) و(اللابرازولام) و(الدايازيبام)، كما يشمل المثبطات مثل (البروبنالولول) المعروف باسم (انديرال).. ويمكن استخدام مضادات الاكتئاب مثل ثلاثية الحلقة أو مثبطات السيروتونين الاختيارية ومن أمثاتها: (السيتالوبرام) و(الفلوكسيتيين) و(السيرتيرالين).