أ د. علي بلدو - عيادة النفسية والعصبية { تعريفه هو عبارة عن اضطراب مزمن وغالبا ما يكون مصاحبا بالقلق والتوتر والاعراض الاكتئابية، ويتميز بوجود الوساوس وهي أفكار أو صور أو اعتقادات أو تصرفات أو سلوكيات يكون الشخص المريض مدركاً أنها صادرة عنه وأنها أشياء لا معنى لها وساذجة وسخيفة ومحرجة، ولكنه رغم ذلك لا يمكنه إيقافها لشعوره بأنها خارج سيطرته وشعوره بالقلق عندها, والشق الثاني هو وجود القهر وهو القيام بالفعل الذي يرتبط بالوساوس. الوسواس القهري يؤثر سلباً على جودة الحياة وضياع الزمن وإهدار الوقت وإضعاف الناتج القومي ومعدل التحصيل الأكاديمي والأداء العملي، كما يؤثر على الحياة الاجتماعية للفرد ويقود للعزلة والانطواء. الاعراض الاكلينيكية - الشك , مثلا في الوضوء أو عدد ركعات الصلاة، حيث يقوم المريض بأداء الصلاة أو التوضؤ أكثر من مرة. - المخاوف الوسواسية, مثل الخوف من التقاط عدوى عن طريق الملامسة أو المصافحة مما يحدو بالمريض لكثرة الغسيل واستعمال الكمامات والمطهرات والمنظفات بكثرة . - البطء الوسواسي, وفيه يستغرق المريض زمنا طويلاً لاداء مهمة بسيطة كارتداء الملابس مثلا. - وسواس الاختيار، وفيه يعاني المريض من التردد في اختيار شيء من اثنين أو أكثر، كما يقوم بتغيير رأيه باستمرار. - الاجترار, وفيه تكون لدى المريض آراء وأسئلة جدلية ليست لها إجابة محددة أو قاطعة، وتكون هي همه الشاغل طول الوقت، وغالبا ما تكون لها علاقة بالدين أو الجنس أو بمحرمات عموماً. - وسواس الرغبة, وفيه تكون لدى المريض الرغبة الجامحة في ارتكاب فعل غير مقبول، مثل لمس الآخرين اوالصراخ دون سبب. - وسواس العنف، وفيه تنتاب المريض الشعور بالرغبة في إيذاء الآخرين وغالبا ما يكونون من المقربين له، مثل الرغبة في ضرب الأطفال أو قتل الزوج أو الزوجة أو إلحاق الأذى الجسيم بهم. - وسواس العد والتأكد, وفيه يكون المريض دائم العد للأشياء وعمل إحصائيات لا معنى لها والتأكد الدائم من الاشياء، مثل الأبواب والغاز والمفاتيح والنقود وغيرها. - وسواس الفنتازيا, وفيه يستغرق المريض في أحلام اليقظة والصور الذهنية الخيالية طوال اليوم. { نسبة حدوث الوسواس الوسواس القهري يصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتكون قمة الإصابة في العشرينيات وتستمر بعد ذلك، ويصيب من 1 إلى 3 في المائة من السكان. { الأسباب يحدث الوسواس القهري لأسباب هي: - اضطراب معدلات (الفايف هايدروكسي ترتامين) واختلال المؤشر العصبي. - اضطرابات (الدوبامين) و(النورايبينفرين) ومثبطات (الانزبيم). - الاختلالات المناعية والمناعة الذاتية ضد خلايا الدماغ ووجود انتيجينات مضادة لخلايا العقد العصبية ومهاجمة سلاسل البروتينينات القشرية. - .نقص حجم الانوية الدماغية. - الوراثة. - الاضطرابات البايولوجية والأمراض العضوية العصبية المزمنة. - زيادة معدل الاستقلاب الدماغي وخاصة في الفص الأمامي الوجهي وفشل آلية التنظيم الذاتي للتوصيل الكيمائي الداخلي للمخ. { مخاطر الوسواس - الاكتئاب. - تعاطي الكحول والمخدرات. - الخوف والرهاب الاجتماعي. - نوبات الهلع والذعر. - اضطرابات الاكل. - اضطرابات النوم. - فقدان الرغبة الجنسية. - الاضطرابات الذهانية. - الافكار الانتحارية . { طرق العلاج أولاً العلاج الدوائي: وفيه يتم إعطاء مثبطات استرجاع السروتنونين الاختيارية مثل (سيتالوبرام) و(سيرترالين) و(فلوفوكسامين) و(ايسيتالوبرام) و(فلوكساتين) و(باروكستيين). كما يمكن استعمال مسترجعات النورايبنفريين والسيروتونينين مثل (فينالفاكسين) و(الميرتازابيين). وفي حالة وجود القلق الشديد والتوتر يمكن استعمال (البسبيرون) و(البنزودايزابينات) بجرع صغيرة ولفترة محدودة. أما في حالة وجود أعراض ذهانية يمكن اللجوء لاستخدام مضادات الذهان من الجيل الثاني أو الأول مثل (هالوبيردول) و(ريزيردون) و(الاونزابيين) و (كوتايابين). ثانياً: العلاج السلوكي المعرفي والعلاج التحليلي النفسي وجلسات حول الدعم النفسي والإرشاد الأسري ورفع الوعي والاستبصار بالمرض لدى الشخص المريض. ثالثاً: الصدمات الكربائية والتخليج الكهربي للحالات غير المستجيبة لعلاج. رابعاً: استعمال الجراحة العصبية في الحالات النادرة. { إمكانية التحسن يحدث التحسن في 50% من الحالات بصورة ممتازة جداً, وبنسبة جيدة في حوالي 35% من الحالات, لذا يجب المسارعة بالعلاج لزيادة فرص التحسن.