في خطابه الذي ألقاه أمس الأول (الأربعاء) في الجمعية العامة للأمم المتحدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حث الإسرائيليين والفلسطينيين علي العودة إلى المفاوضات المباشرة، وشدد على أن الفلسطينيين لا يستطيعون تحقيق الدولة المستقلة من خلال قرارات الأممالمتحدة، ويتضح بالتالي أن رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ما زال متشبثاً بموقفه الموالي لإسرائيل المعارض لحقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني. ومرة أخرى تخيب الآمال التي علقها كثير من العرب والمسلمين على الرئيس أوباما عند وصوله إلى البيت الأبيض لأول مرة من خارج المؤسسة أو الفئة التي ظلت تحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أيام واشنطن وجون ادامز وتوماس جيفرسون، وهي الفئة البيضاء الأنجلوساكسونية البروتستانتية، وكانت تلك هي القاعدة ولكن أصابها استثناء طفيف عام 1960م عندما فاز بالرئاسة جون كندي، فهو رغم أنه من البيض الأنجلوساكسون إلا أنه كان كاثوليكياً، وفي حالة أوباما فقد كان الاستثناء صارخاً، ففيه أصول أفريقية مسلمة، لكنه لم يستطع الفكاك من الهيمنة البيضاء المسيحية اليهودية المؤيدة باستمرار لإسرائيل، وجاء خطابه كما أسلفنا مخيباً للامال العربية المسلمة باعثاً لأعلى درجات الرضا بالنسبة للإسرائيليين، فقد هنأ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الرئيس الأمريكي على خطابه وامتدح عدم تطرقه لضرورة أن تؤسس المفاوضات على قيام الدولة الفلسطينية وفقاً لحدود 1967م، وقالت زعيمة المعارضة «ليفني» إن الرئيس الأمريكي محق في طلبه بالعودة إلى المفاوضات وتشديده على أن الخطب في الأممالمتحدة لا تغير شيئاً. أما رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» فما زال مصراً على أن المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هي الطريق الوحيد لتحقيق سلام مستقر في الشرق الأوسط، وشكر الرئيس أوباما على تأييده للمفاوضات المباشرة ومناهضته السافرة لمحاولة الفلسطينيين إعلان دولتهم المستقلة من داخل الأممالمتحدة. وأضاف نتنياهو قائلاً إن رفض الفلسطينيين العودة للمفاوضات يلحق الضرر بإسرائيل وبالفلسطينيين وبالمجهودات الرامية إلى تحقيق السلام، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو اجتمع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ورغم عدالة القضية الفلسطيني ورغم البترول ورغم العلاقات الخاصة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ورغم الأموال المودعة في البنوك الأمريكية ورغم ضخامة المصالح الأمريكية في بلدانهم، ورغم ورغم، ما زال العرب عاجزين عن إحداث أي تأثير في الموقف الأمريكي، لقد عجزوا والرئيس هو باراك حسين أوباما بكل خلفيته، ومن المؤكد أن يعجزوا مع أي رئيس آخر وهو لن يكون على امتداد المستقبل المرئي في خلفية أوباما.