لن تصدق إذا حدثوك وإن رأيت بعينيك ربما يصيبك الذهول، فجأة وعلى غير المتوقع يستفيق أهالي خور (شللوب) و(قدماييت) بمحلية (تلكوك) على مدينة من الذهب أشبه ب(إرم ذات العماد)، وهي المنطقة التي تبعد عن حاضرة الولاية كسلا بحوالي (50) كيلومترا أو تزيد قليلا، التي كانت قبل عام مجرد مرعى لمجموعة من (الأدروبات) بين جبال (سبرات)، لكنها الآن جبال من ذهب لا مثيل لها في أفريقيا وربما العالم، غالب الذين يقومون بعملية التنقيب من «البجا» وعلى وجه التحديد من «الهدندوة»، يعملون في تناغم تام، ويجلبون الذهب في شكل صخور من أطراف سلسلة الجبال التي ظهرت في منطقتهم، يعملون صباحا ومساء في مهنة شاقة ولكنها جديدة ومغرية، وقد خبروا في وقت وجيز كل فنون التنقيب ابتداءً بالحفر ومرورا بالحريق والغسيل وانتهاء بالصياغة، فرد واحد من الشرطة يحرسهم في منطقة أشبه بالخور الجاف، وقد نجح معتمد محلية (تلكوك) محمد طاهر سليمان في استقطاب كل الأهالي للتنقيب دون أن نلحظ وجود أي شركات أو مظهر للدولة. المعتمد أكد ل(الأهرام اليوم) أنه يشرف عليهم بنفسه وقال إن العمل لا زال في مرحلة التنقيب العشوائي، وأضاف أن محليته تكتظ بالذهب والمعادن النفيسة، وأشار إلى أن هذه المنطقة مدفون فيها ما يعرف بكنز الشرق، وناشد محمد طاهر الحكومة بتوفير الدعم والإمكانات لاستخراج ما هو في باطن الأرض وأعالي الجبال مؤكدا في الوقت نفسه استعانته بالقوات المسلحة لتوفير (فنطازين) لحمل المياه بغرض عملية غسل الذهب، وقال إن قائد المنطقة وعده بذلك، حاثا المواطنين على الصبر والفخر بأن حباهم الله بكنوز لا تقدر بثمن، بعد أن أصبحوا اليوم جميعا يعملون في التنقيب بدل (الرعي) على أمل أن يجنوا ثروة مهولة في القريب العاجل على حد قوله.