ما أن يعلن مسؤول رفيع بالدولة عن عزمه لزيارة ولاية ما أو أي منطقة وإن كان ذلك في إطار جولاته الروتينية أو حتى التواصل الاجتماعي حتى تبدأ الروايات والأحاديث والجميع يبحث عن الدوافع والأسباب وما وراء الزيارة، وقد تذهب بعض الروايات إلى أبعد من ذلك وكل يؤل وفق ما يشتهي ويهوى.. ولعل ولاية كسلا وبطبيعتها نالت حظها من ذلك فقد منيت الولاية وخلال أيام متقاربة بزيارتين إحداهما لمساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع وذلك في إطار ختام فعاليات مهرجان الثقافة والسياحة الثاني وقام خلالها بزيارة لمحلية شمال الدلتا وافتتح بها عددًا من المنشآت، والزيارة الثانية كانت لوزير المعادن الاتحادي كمال عبد اللطيف زار خلالها محلية تلكوك ولما المحليتان من أهمية فهما يمثلان مركز ثقل قبائل الهدندوة.. كثرة الأقوال في الشارع الكسلاوي عن ما وراء الزيارتان.. واستجلاء حقيقة الأمر التقت «الإنتباهة» محمد طاهر سليمان معتمد محلية تلكوك الذي أوضح أن محليته تبعد عن حاضرة الولاية كسلا بحوالى «50» كيلومترًا أو تزيد قليلاً وقد كانت من المحليات التي تأثرت بالحرب كثيرًا إلا أن ظهور الذهب في باطن أرضها جعلها قبلة للمنقبين عن الذهب وأضاف أن زيارة وزير المعادن الأستاذ/ كمال عبد اللطيف كانت في إطار جولاته على مناطق التعدين التقليدي بمحليتي تلكوك وهمشكوريب الواقعتين بولاية كسلا ضمن مواقع ومساحات أجرت فيها مسوحات وحددت أن جغرافية الأرض أثبتت إمكانية التعدين فيها.. حيث وقّعت وزارة المعادن وحكومة كسلا اتفاقاً يقضي بالتعاون والتنسيق بين الجانين، وأشار المعتمد إلى أن ظهور الذهب وعمليات التنقيب أحدثت تحولاً كبيرًا في حياة المحلية ودفعت بعجلة التنمية، وقال على الرغم من عمليات التنقيب التي بدأت في المنطقة منذ فترة وجيزة إلا أن المحلية الآن تكاد تكون سودانًا مصغرًا حيث شهدت إقبالاً كبيرًا من مختلف مناطق السودان، وأضاف أن عمليات التنقيب ما زالت بدائية وتقليدية ولم نسمح بعد بدخول الآليات الكبيرة ونأمل أن تسهم الشركات في دفع عمليات التنقيب بالمنطقة مشيرًا إلى أن شركة المحاميد تعمل حاليًا في مجال تعدين الرخام بمنطقة قدماييت مؤكدًا أن رسوم المحلية تعد رسومًا رمزية حيث تفرض «3» جنيهات على الجوال الواحد و«500» جنيه رسم سنوي على الطاحونة. ونفى وجود أي اعتراضات من مواطني المحلية على أعمال التنقيب، وقال إنهم قاموا بتنوير القيادات الأهلية بأهمية التنقيب واسهامها في تنمية المنطقة مبينًا أن عمليات التنقيب الجارية حاليًا تقع في «9» مواقع مختلفة بالمحلية مؤكدًا أن المحلية وبفضل ظهور الذهب تمكنت من تحقيق ربطها السنوي كاملاً كما شهدت تطورًا كبيرًا في إنفاذ العديد من المشروعات التنموية حيث كاد الانتهاء من سفلتت الطريق الذي يربط المحلية برئاسة الولاية بكسلا بتكلفة «93» مليارًا كما تم إنشاء ست مدارس إنشائية بميزاتها بمناطق المحلية المختلفة مبينًا أن عائدات التنقيب تصل إلى «10 %» من جملة عائدات المحلية مشيرًا إلى ما تم تحقيقه في القطاع الصحي حيث تم إنشاء «9» وحدات صحية متكاملة بمختلف مناطق المحلية بجانب العمل على حل إشكالية المياه بأن تم تركيب شبكة مياه لمدينة تلكوك بالإضافة إلى تركيب أكثر من جركاكة مياه بقرى المحلية بجانب الاهتمام بمصادر المياه ومواصلة العمل بمشروعات حصاد المياه وإنشاء الحفائر، ودعا المعتمد كافة الشركات الراغبة في التنقيب للإقدام في المحليات والمشاركة وعبر عن تفاءله الكبير بطفرة تنموية كبرى ستشهدها المحلية.