لدواعي استكمال النهضة المدنية, بدأت الجهات المعنية تفكر جدياً في إحداث نقلة نوعية هامة من خلال التوسع الأفقي في إعداد القادة التنفيذيين بالدولة وأجهزتها القومية والولائية, وذلك من خلال الأكاديميات الوطنية المتخصصة في تدريب وتأهيل تلك القيادات العليا ومنحهم ما يعرف ب (زمالة الإدارة العليا) والتي بدأ العمل بها فعلياً في العام 2009 إنفاذاً للقرار الوزاري رقم 76. وتكمن الغاية من تلك الزمالة في توفير بيئة صالحة تجمع تلك القيادات العليا المستهدفة للتزود بالمعارف والمهارات والعلوم والسلوكيات الإيجابية والتفاكر في مختلف القضايا التنموية وكافة شؤون الحياة اليومية المتعلقة بطبيعة عمل ذلك القيادي. عليه.. نقف اليوم وبكامل التقدير على تجربة (أكاديمية الشرطة العليا) والتي احتفلت قبل أيام بتخريج الدفعة (العاشرة) من قيادات الشرطة والتي ضمت حوالي 141 عقيد شرطة من مختلف إدارات ووحدات الشرطة العامة والحياة البرية والجمارك والدفاع المدني, قضوا حوالي ستة أشهر بالأكاديمية يتلقون مختلف العلوم حتى يتسنى لحملة البكلاريوس منهم الحصول على زمالة الأكاديمية العليا والدبلوم العالي في علوم الشرطة, بينما حصل الثانويون منهم على دبلوم مهني متقدم. وكانت دورة الزمالة (العاشرة ) هذه قد افتتحت في 23/12/2010 لتنطلق فعالياتها التي اشتملت على العديد من البرامج، أبرزها البرنامج الأكاديمي (محاضرات- مكتبة- حاسوب), بالإضافة للقاءات السياسية والتنويرية حول الوضع الراهن, ومحاضرات تربوية ودعوية, وورش وسمنارات ومعارض, وزيارات علمية, ومناشط اجتماعية وإنسانية, ولقاء بالقيادات. واستعراض لطبيعة العمل في بعض الإدارات المتخصصة مثل المرور والسجل المدني والاحتياطي المركزى, كل ذلك بمصاحبة نشاط رياضي مكثف والعديد من الليالي الثقافية والترفيهية. وقد قام السيد المدير العام لقوات الشرطة بزيارة الدارسين وتكريم العديد من رجالات الشرطة البارزين .وإحتفل دارسو الدفعة (العاشرة) بوداع الزملاء الجنوبيين الذين كانوا ضمن الدارسين قبل الانفصال، متمنين لهم التوفيق مع الوعد بالوفاء. وتمكن كل الدارسين من خلال برنامج الأكاديمية من قضاء مناسك العمرة وزيارة الأراضي المقدسة في سانحة جليلة غسلت الدواخل وهيأتهم للعودة لمواقع العمل وهم أكثر صفاءً وحماسة. وبهذا يكون دارسو الأكاديمية عبر جميع الدفعات قد أصبحوا من حملة المؤهلات العلمية المختلفة التي تؤهلهم لتقديم الحلول الناجعة لكثير من القضايا الأمنية والظواهر الاجتماعية الدخيلة, ومن خلال فرق عمل جماعية تقوم ببحث الحالة وتشخيصها ثم إجماع الرأي ووضع التصور المثالي لكيفية السيطرة عليها, وكمثال على ذلك العديد من الظواهر مثل التشرد والنزوح وانتشار الجريمة والآثار الاقتصادية والأمنية والاجتماعية للوجود الأجنبي بالبلاد، مستعينين في ذلك بما توفر لهم من خدمة علمية وعملية. وقد وعد السيد المدير العام للشرطة مشكوراً بإنشاء أكاديمية حديثة تضاهي مثيلاتها في الدول العربية والعالمية. كما سيتم تطبيق تقييم الزمالة كدبلم عالٍ في علوم الشرطة لأول مرة بعد إجازته من التعليم العالى، دون أن يفقد طلاب الزمالات السابقة حقهم في معادلة شهاداتهم مع الدبلوم العالي والماجستير. الجدير بالذكر أن الالتحاق بأكاديمية الشرطة والإجتهاد في سبيل نيل زمالتها العليا أصبح لزاماً على جميع القيادات الشرطية العليا ومقياساً للترقي, إذ تهدف الأكاديمية عبر مسيرتها التدريبية إلى رفع مستوى الأداء الشرطي والأمني لمواكبة ظروف العمل المتطورة من خلال التوظيف الأمثل للتقنيات المتاحة, والاستفادة من البحوث العلمية المتعددة التي يعدها الدارسون بدقة شاملة حول واحدة من العلوم أو الأمور التي تخدم المجتمع والمواطن, وقد أعجبت شخصياً بالعديد من البحوث والدراسات ذات العناوين الهامة والمدهشة والتي أجراها الطلاب الذين يبدوا واضحاً أن تقدم العمر وسمو المكانة لم يمنعاهم من تحقيق النجابة (الشرطية) المطلوبة على مقاعد الدراسة ب (الأكاديمية). تلويح: التهاني الحارة لكل دارسي ودارسات (الدفعة العاشرة) على هذا الإنجاز.. وكل التقدير لسعادة اللواء شرطة د. يحيى الهادي سليمان عميد أكاديمية الشرطة العليا الهمام.. مع التحية العسكرية رد إعادة توجيه dalya.alyas