من المتوقع أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى الضفة الغربية وقطاع غزة العام القادم ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأيام القليلة القادمة اتفاقاً بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وزعيم فتح محمود عباس أبو مازن وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة بينما تحكم حركة فتح الضفة الغربية وهو حكم كما قلنا مراراً ناقص إذ لم يتحقق على الأرض بعد الاستقلال الفلسطيني الكامل. وذكرت جريدة هارتز الإسرائيلية في عددها الصادر أمس الأربعاء الموافق 16 نوفمبر أن المفاوضات السرية التى جرت في الأيام الماضية بين الطرفين الفلسطينيين تمت برعاية قنصل مصر فى إسرائيل الذي توسط في صفقة الجندى الإسرائيلى جيلعاد شاليت وسوف يؤدي الاتفاق المزمع بين فتح وحماس إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال يستبعد منها رئيس الوزراء الحالي سلام فياض. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية حماس تصالحتا في مايو الماضى برعاية مصر أيضاً وتقول الجريدة إن الرئيس محمود عباس أبو مازن حرص منذ مايو الماضي على الإبقاء على سلام فياض رئيساً للوزراء رغم اعتراض حماس وكان الرئيس أبومازن يستهدف من ذلك أن يستمر المجتمع الدولي وتحديداً الولاياتالمتحدةالأمريكية في مواصلة دعمه المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية أما الآن وقد ارتفعت درجة العداء الأمريكي في الكونجرس للسلطة الفلسطينية بعد أن طلبت من مجلس الأمن الاعتراف بالاستقلال الفلسطيني الكامل فإن الرئيس عباس يشعر أنه لن يخسر شيئاً بتخليه عن سلام فياض وموافقته على اختيار رئيس جديد لمجلس الوزراء. وتقول الجريدة إن الذين قابلوا الرئيس الفلسطيني فى الآونة الأخيرة سمعوا منه أنه لا يعتزم أن يرشح نفسه فى الانتخابات القادمة وأنه يريد أن يتفرغ لحياته الخاصة وفي نفس الوقت فإن صفقة جيلعاد شاليت عززت موقف حركة حماس ويرى البعض أن الربيع العربي يتحول الآن إلى ربيع إسلامي بعد ظهور نتائج الانتخابات في تونس وتوقع فوز الإسلاميين فى الانتخابات المصرية. وتقول هارتز إنه مما يزيد من تفاؤل حركة المقاومة الإسلامية حماس أنها تعرف أنه ليس لحركة فتح الآن مرشح يحظى بالشعبية التي تؤهله للفوز في انتخابات الرئاسة، فالرئيس عباس لا ينوي خوضها وهذا يعني أن حركة حماس يمكن أن تفوز بالانتخابات الرئاسية. وتضيف الجريدة أنه لا أحد يعرف البديل لرئيس الوزراء سلام فياض ولا مرشح فتح لانتخابات الرئاسة، ويرى بعض المسؤولين الفلسطينيين أنهم سوف ينجحون في إقناع الرئيس محمود عباس بخوض الانتخابات القادمة وإلا فإن حركة فتح سوف تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه ويقولون أيضاً إن المرشح الوحيد غير محمود عباس القادر على الفوز على مرشح حماس هو مروان البرغوثي لكنه في السجن مدى الحياة.