جاء في افتتاحية جريدة « هآرنز» الإسرائيلية عدد 29 مايو 2010 الموافق 16 سيفان سنة 5770 .. وواضح أن سيفان شهر يهودي .. ونحن نعرف اننا الآن نعيش في عام 2010 الموافق عام 1431 هجرية ولكن لليهود تقويمهم الخاص.. ما علينا! فقد جاء في افتتاحية الجريدة الاسرائيلية المقروءة هآرتز: إن السفن التي يرفرف فوقها العلم الفلسطيني والرايات المناصرة لسكان غزة المحملة بالمواد الاستهلاكية لشعب محاصر طوال الأعوام الأربعة الماضية.. هذه السفن تهدد اسرائيل ؟! إن تعامل الحكومة مع هذه السفن واستعدادها لمحاصرتها وسفها من الوصول إلى اهالي غزة يعطي الانطباع بأن اسرائيل وليس غزة هي التي تحت الحصار! واذا كانت اسرائيل تستهدف من الحصار المفروض على غزة المزيد من الضغوط على سكانها ليثوروا وينتفضوا على حركة المقاومة الإسلامية حماس فإن السنوات الاربع الماضية أكدت فشل هذه السياسة. إن ما يعانيه مواطنو غزة - وعددهم مليون ونصف جراء السياسة الإسرائيلية دليل أو برهان كان من الممكن تفاديه على أن دولة اسرائيل تفتقر إلى البعد الانساني هذا فضلاً عن إنه يؤثر سلباً على صورة إسرائيل في العالم الخارجي . وكثير من الدول الأوربية التي لها أوثق العلاقات مع اسرائيل والتي تعتقد أن حماس منظمة ارهابية ترفض استمرار حصار غزة وترفض منع السفن المتعاطفة مع أهالي غزة من الوصول إليها وتكتفي بهذا القدر من افتتاحية هارتز. وبعد أيام تمر الذكرى ال 43 لاحتلال غزة فقد اجتاحتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967. واجتاحت معها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية وشبه جزيرة سينا المصرية . وكان قطاع غزة يتبع قبل حرب يونيو 67 للإدارة المصرية وكانت الضفة الغربية والقدس الشرقية خاضعتين لإدارة المملكة الأردنية الهاشمية. ومرت الأيام فكانت أوسلو وتم الاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها ياسر عرفات وانشئت السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة عرفات أيضاً وكانت أراضي هذه السلطة تضم بعض الضفة الغربية وقطاع غزة ثم أجريت الانتخابات التشريعية وفازت حماس وشكلت الحكومة برئاسة اسماعيل هنية. ثم حدث الانشقاق إياه لتنفرد منظمة التحرير بقيادة الرئيس محمود عباس بحكم الضفة و«حماس» بحكم غزة.. المحاصرة. وكما هو مؤسف ومخز فأن الامة العربية الاسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس عاجزة تماماً عن فك هذا الحصار!