(العجلات) أو الدراجات ارتبطت وجدانياً بالشعب السوداني وأصبحت لها مكانة خاصة بالبيوت السودانية، وحتى لوقت قريب تجد أن معظم المنازل لا تخلو منها. فهي كانت وسيلة المواصلات للمسافات القريبة ويستخدمها الطلاب للذهاب إلى مدارسهم. وقد دأب الآباء على تحفيز أبناءهم عند نجاحهم في الامتحانات بإهدائهم (بسكليتة) ما يدلل على عالي مقامها ورفيع رتبتها في سلم أولويات الصبيان تلك الأيام. بمرور الأيام بدأت ثقافة العجلات في الاندثار وصارت تختفي تدريجياً بعد أن غزت الدراجات البخارية بأنواعها المختلفة الأسواق، وأصبح ركوب الدراجات الهوائية شيء من الماضي..!! «الأهرام اليوم» تناولت الدور الذي كانت تلعبه الدراجة في السابق وتحدثت مع عدد من المواطنين وبعض (العجلاتية)، فبالنسبة لإدريس نور الدين يقول أنه من النادر أن تذهب إلى بيت سوداني زمان ولا تجد فيه عجلة.. مؤكداً على أنه من القلة القليلة التي لازالت تحتفظ بهذه الوسيلة ويذهب بها للأماكن القريبة داخل الأحياء. أما سليمان النور فقد أبان أن دخول (المواتر) ساهم بدرجة كبيرة في تخلي الشعب السوداني عن (ركوب العجلات) وزاد بأنها في السابق كانت تؤدي واجبات مهمة داخل المنزل، وكان الأطفال هم أكثر الفئات حباً وشغفاً (بالعجلات)، ومعظم الجوائز في السابق كانت عبارة عن (عجلة)، عليه فالاجتهاد والمثابرة هما قرين الحصول عليها. { الزمن تغير كثيراً وذلك بعد التطور الذي طال أشياء كثيرة كما يرى محدثنا يحيى عمر، وأصبح الناس يلهثون خلف التكنولوجيا والابتكارات الجديدة، إلا أن يحي يقول بأنه مازال يتذكر دراجته التي تم إعطاؤها إياه إبان دراسته بعد تفوقه في المدرسة، وزاد بأنها تُعد أقيم جائزة حاز عليها وهذا يرجع إلى شغف الناس بالعجلات في السابق ويهتمون بها مثلها مثل أي وسيلة مواصلات في ذلك الزمان. وأردف حيث نجد أن بعض الموظفين يذهبون إلى مكان عملهم بالعجلات وكذلك الطلاب إلى مدارسهم والعمال وغيرهم، فلذلك فإن الوظيفة التي كانت تؤديها العجلات كبيرة جداً ولكن. { بسوق ليبيا كانت لنا دردشة مع رجل من الزمن الجميل؛ (العجلاتي) محمد حسين حدثنا بأن ركوب العجلات قلَّ كثيراً وأصبحت تختفي تدريجياً من السوق حيث أن هناك بعض الماركات لا يوجد منها الجديد خاصة ماركة (Raly) ويحتفظ بها عدد قليل جداً، يأتون إليه بغرض الصيانة والموجودة في السوق الآن ماركة (phonex)، وزاد بأن مهنتهم أصبحت لا تقتصر على صيانة العجلات لوحدها لأنها في زوال وأصبحت تشمل (تصليح) الدراجات البخارية (المواتر). وأردف بأن قيمة دراجة جديدة من ماركة (phonex) قيمتها 280 جنيهاً وهذا سعر لا يقارن مع الدراجات البخارية. وزاد أن الدراجات البخارية تكثر من ارتكاب الحوادث وذلك بسيرها في طرق المرور السريع. وأما العجلات عكس ذلك لأنها تسير في أماكن محددة جداً، وأردف أن الفئة التي مازالت تحب ركوب العجلات هم الأطفال وبعض المحبين الذين مازالوا يحتفظون ويهتمون بها وذلك بصيانتها بصفة دورية حتى لا تنهار وتصبح شيئاً من الماضي. وزاد إن(العجلاتية) في السابق كان عملهم أكثر مما كان عليه لأن نسبة (العجلات) كانت كبيرة جداً ولكن الوضع تغيير كثيراً وذلك بعد اختفائها وتخلي المواطن السوداني عن استعمالها ومجاراته للتطور الحاصل في كل شيء.