{ كنت منذ أيام أسأل الأخ المعتمد الشاب الأخ الأستاذ عبداللطيف فضيلي، الذي تبوأ مقعد معتمد محلية أمبدة مؤخراً ضمن كوكبة من الشباب الذين دفع بهم الحزب الحاكم إلى منصة حكومة ولاية الخرطوم، ستة معتمدين وأربعة وزراء ينتمون إلى جيل الشباب قد أخذوا مقاعدهم منذ شهر في هذه النسخة الجديدة من حكومة الدكتور الخضر، كنت أسأله، إن كانت الحكومة بهذه الثقافة قد خضعت إلى «ثقافة الربيع العربي»، يقول الأخ فضيلي: ليست هذه هي الدوافع تماماً، ولكن هنالك أربعة ملايين شاب تقريباً من مجموع ستة ملايين مواطن هم سكان ولاية الخرطوم، فالشباب يفرضون أنفسهم بقوة في جميع المهن والمنابر والمنصات، فمعظم أساتذة الجامعات اليوم من جيل الشباب الذي تحصل على الدرجات العلمية الرفيعة، وقد دخل كثير من الشباب الطامحين إلى فورمة «رجال الأعمال»، لذا كان لزاماً على الحكومة أن تخاطب مرحلة الشباب هذه بجيل من الشباب، يضيف المعتمد فضيلي، فضلاً عن الاستفادة من ثوراتهم الحركية والانفعالية، ثم إعداد جيل مؤهل يواكب ثقافة «تعاقب الأجيال» وهذه سنة ماضية في حياة الأمم والشعوب والثورات و.. و.. { قلت.. جيد فهذه علاقة «الشباب بأدبيات التوظيف»، ولكن قل لي ما علاقتكم أنتم شخصياً بأم بدة؟!، قال.. أنا ولدت وترعرعت بأمبدة، ثم تركتها وهي «مدينة ريف» بها ست مدارس وعدد آخر شحيح من المؤسسات الخدمية، وعدت إليها اليوم وقد أصبحت مدينة كبيرة بها أكثر من ثلاثمائة مدرسة ومشافٍ وأسواق شاهقة وكثير من الخدمات، ويستطرد.. برغم تلك المهرجانات الشاهقة إلا أنه تنتظرنا كثير من الملفات، ملفات استكمال مشاريع التنمية والإعمار في كل الأصعدة، ونحن قد قدمنا إلى هذه المحلية بكثير الإرادة والإصرار والانفعال.. و.. كانت هذه مجرد «دردشة» والحديث لمؤسسة الملاذات.. الجناح الفكري.. وقراءة لطموحات المعتمد عبداللطيف فضيلي، معتمد أمبدة الشاب، وذلك بين يدي منشط «الجلسة التأسيسية لمجلس التخطيط الاستراتيجي» بمحلية أمبدة، الجلسة الأولى التي انعقدت أمسية الأربعاء الفائتة بقاعة المحلية، والتي شهدها المهندس الوزير السعيد عثمان محجوب، رئيس المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم وأركان حربه، وبدا أن استراتيجية الولاية قد اتخذت منهجاً جديداً في النزول بآلياتها وأدبياتها إلى المحليات، ومن ثم إدارة حوار مع نخب ورموز وطلائع المجتمع المدني بالمحليات، ثم الصعود مرة أخرى بمخرجات هذه الحوارات، ثم تأطيرها في مشروعات برامج محسوبة المواقيت والأرقام والخطوات، سيما وأن ولاية الخرطوم هي الآن بين يدي أطروحة الخطة الخمسية القادمة 2012-2016م والتي تنهض على شعار «نحو عاصمة وطنية آمنة ومتحضرة»، والاستراتيجية في فلسفتها الكلية تنزع إلى صناعة مقاربة بين «الحلم والواقع»، فن إدارة الموارد والأدوار والأهداف، لكن عبقريتها تكمن في تشييد جسور سالكة وآمنة بين نخب المجتمع المدني والحكومي، على أن يصبح للمجتمع الأهلي والأكاديمي المدني حق في صناعة وصياغة البرامج والمستقبل، مما يقلل من عمليات التصادم والتقاطع، وفي المقابل يزيد من وتيرة تفاعل المجتمع مع برامج الجهاز الإداري الحكومي في مستوياته القاعدية و.. و.. تطرزت «قاعة استراتيجية أمبدة» ليلتها بمجموعة من الكواكب والنجوم، الذين أضاءوا بأفكارهم النيرة وأطروحاتهم الناضجة سماء «الخطة المرتقبة»، ولا شك أن صناع القرار سيستفيدون كثيراً من الرؤى التي تدفقت في هذه الليلة الوسيمة، ولتعلم الحكومة أن نصف رأيها هو خارج قاعاتها وحقائبها، على أن تخضع حتى للبسطاء في قارعة الطرقات، فالحياة يصنعها البسطاء. أطربتني جداً الأطروحات التي أريقت في هذه الليلة، وطربت أكثر لفكرة الاستراتيجية المركزية وترحيلها للقواعد ولتفاعل هذه النخب معها.. شكراً لمحلية أمبدة، ولاستراتيجية المهندس السعيد، شكراً لإتاحتكم لنا فرصة الحضور والتوقيع على دفتر هذه الجلسةالمباركة.