اختتمت مساء الخميس الماضي فعاليات مهرجان مواسم الاستقلال الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بمسرح الطابية والبوردين، الذي امتلأت جنباته منذ وقت مبكر، إذ وقف الجمهور مع انطلاقة فواصل الأمسية التي بدأت بالسلام الجمهوري الذي هز أرجاء أم درمان، وقدمت الفنانة ندى القلعة عدداً من أغنياتها منها (عود الحنضل، يا أم درمان، يسلم لي عوض) وغيرها من الأعمال التي رددها الجمهور بتنوع فئاته من الشيب والشباب، وأعقبتها فرقة موسيقى اتحاد الجاز والفنان كمال كيلا الذي وجد تفاعلاً من قبل الشباب مع رقصاته وأغنياته المعروفة، وبعد الإبداع الذي قدمته ندى القلعة وكمال كيلا لم يغمض للحضور جفن وهو في انتظار وصلة الفنان سيف الجامعة الذي أرجع الكل بخياله للحظات الاستقلال التي شهدها جزء من الحضور، والباقي عرفها من أهله أو شاهدها صوراً، لكنها مطبوعة بدواخل كل سوداني.. (عزة في هواك) و(اليوم نرفع راية استقلالنا) تغنى بهما «الجامعة» بطريقة رائعة، بجانب عدد من أغنياته التي رددها الكل دون فرز، واكتملت اللوحة النضالية التي رسمها المجلس الأعلى للثقافة طوال فعاليات أماسي مهرجان مواسم الاستقلال بتكريم أسرةالزعيم الأزهري في شخص حفيدته «عبير» وأسرة المناضل محمد أحمد المحجوب، وتواصل الإبداع بمشاركة الفنان كمال ترباس الذي ألهب الحضور مع بداية وصلته الغنائية بأغنية (جيشنا)، وردد معه الجمهور (يا ستهم) و(انت المهم).. وأجهش عدد من الجمهور بالبكاء مع أغنية (أمي الله يسلمك)، وتواصل الحزن المقرون بالفرح مع أغنية (أبوي إن شاء الله لي تسلم) التي تغنى بهما ترباس نزولاً عند رغبة والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، الذي كان حضوراً ومدّ وقت الليلة لساعة كاملة. وشرف الأمسية معتمد محلية كرري ومعتمد محلية أم درمان وعدد من رموز المجتمع من إعلاميين ودراميين وشعراء وغيرهم، وخرج الجميع معبّأين بإحساس الوطنية بعد أن رددوا (عزة في هواك) و(اليوم نرفع راية استقلالنا) بعد رحلة وطنية احتفالاً بأعياد الاستقلال، زينت كل مسارح الولاية، وكُرمت فيها أسر عدد من المناضلين والمبدعين رداً للوفاء.. ونجح المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة في إنزال شعاره بإثراء الوجدان الذي تنقلت به بين عبق التاريخ والحداثة من المتحف وإلى البوردين.